ضمن حملة “بشائر الأقصى”..”البركة” الجزائرية تنفذ المشروع الرمضاني في الأردن

قامت جمعية “البركة للعمل الخيري والإنساني” الجزائرية، الاثنين 18-4-2022، بتنفيذ المشروع الرمضاني، ضمن حملة “بشائر الأقصى”، في عدد من أحياء العاصمة الأردنية عمان، بإشراف من شركة “تمكين للاستشارات الإدارية والتسويق”.

وقالت الجمعية في بيان لها بأن المشروع اشتمل على توزيع الطرود التي احتوت العديد من الأصناف الغذائية الرمضانية، حيث استفاد من المشروع المئات من الأسر الفقيرة في الأردن.

وأفادت البركة بأن عملية التوزيع جرت في عدد من الأحياء في العاصمة عمان، واستهدفت الفئات الأكثر احتياجاً من أسر أردنية فقيرة، ولاجئين فلسطينيين وسوريين.

وأكد رئيس جمعية البركة، الشيخ أحمد إبراهيمي، بأن حملة “بشائر الأقصى” انطلقت مطلع شهر رمضان المبارك، لما يحمله الشهر الكريم من فضائل تتميز بالعطاء الكبير، يجزى عليها المسلم أجراً مضاعفاً، وعظيم الثواب، كما تحمل الحملة اسم الأقصى المبارك، كرمزية للبركة المضاعفة، وللتذكير بمكانة الأقصى وقدسيته لدى المسلمين كافة، ولتسليط الضوء على ما يعانيه الشعب الفلسطيني، وأبناء مدينة القدس بشكل خاص، جراء الاحتلال وانتهاكاته وممارساته الإجرامية.

وأشار إبراهيمي إلى أن الحملة تستهدف المناطق الأكثر احتياجا وفقرا وتضررا بسبب الحروب والنزاعات وجائحة “كورونا”، حيث يتم من خلال الحملة تنظيم إفطارات جماعية وتوزيع طرود غذائية.

وأوضح بأن الحملة تشمل إلى جانب الجزائر، عدداً من الدول والمناطق من أبرزها قطاع غزة، والأردن، وسوريا، واليمن، ولبنان، والصحراء الغربية، إضافة لمخيمات اللاجئين الروهنجيا في بورما.

أوضاع إنسانية صعبة

العديد من الأسر المستفيدة عبّرت عن سعادتها لدى استلامها الطرود الغذائية التي قدمتها جمعية البركة، مؤكدةً بأنها تأتي في ظل أوضاع معيشية بالغة الصعوبة تعيشها الأسر الفقيرة نتيجة تداعيات جائحة كورونا، والارتفاع المضطرد للأسعار.

كما عبّرت الأسر المستفيدة من المشروع عن شكرها وامتنانها، لجمعية “البركة”، ولأهل الخير من أبناء الشعب الجزائري على جزيل عطائهم.

إحدى المستفيدات من المشروع أكدت بأن الطرد الغذائي الذي تسلمته من جمعية “البركة”، يمثل لها الكثير، دون مبالغة، حيث يسهم في توفير مؤونة قسط كبير من الغذاء لما يقرب شهراً كاملاً.

وتروي (رجاء، ر)، جانباً من فصول معاناتها، قائلةً بأن حياتها لم تعرف الاستقرار إطلاقاً، سيما بعد طلاقها، ووفاة والديها، حيث شهدت حياتها المعيشية تدهوراً كبيراً، فاقمها ما تعانيه من أمراض متعددة، وأبرزها مرض القلب.

وتوضح اللاجئة الفلسطينية، بأنها تقطن حالياً في مخيم غزة للاجئين، الواقع في منطقة جرش (شمال الأردن)، إلا أن إقامتها الحالية في منزل قريبة لها غير دائمة، حيث تتنقل بين منازل أقرباء لها لعدم قدرتها على دفع إيجار بيت، والقيام بعبء تكاليفه من فواتير مياه وكهرباء.

وتضيف “أعاني من أمراض مزمنة كالسكري والضغط، إلى جانب مرض القلب الذي بات يشكل خطراً على حياتي، فيما تزداد الحاجة لإجراء عملية قسطرة لا أقوى على دفع تكاليفها، إلى جانب معاناتي في تأمين أثمان الأدوية في كثير من الأوقات”.

وتتابع “عملت لفترة في تنظيف البيوت بالأجرة، إلى أنني اكتشفت عدم قدرتي الاستمرار في هذا النوع من العمل فيما بعد، حيث أن بذل الجهد يؤدي إلى عدم استطاعتي التقاط أنفاسي، واحساسي بتوقف قلبي في أي لحظة”.

وأكدت حاجتها للمساعدة العاجلة من أجل توفير تكاليف العلاج وإجراء عملية القسطرة، فضلاً عن حاجتها إلى مكان يؤويها بدلاً من التنقل للعيش في منازل أقربائها.

مساعدات جاءت في وقتها

أما (ولاء، ح)، التي تعيش في حي جبل التاج، فقد أعربت عن سعادتها الكبيرة بالطرد الغذائي، حيث أكدت بأن المساعدات جاءت في وقتها، بينما تزداد الحاجة لها، في وقت لم يطرق بابها أحد منذ فترة لتقديم مساعدات من هذا النوع.

وعن أوضاعها المعيشية تقول ولاء بأنها متزوجة ولديها 3 أطفال، ولا دخل مالي ثابت للأسرة، في حين يعاني زوجها من مرض السرطان.

وتؤكد ولاء بأن ما يصلها من مساعدات شحيح، مشيرةً بأنه لولا الطرد الغذائي الذي تسلمته من جمعية البركة، لكانت حياتها لما تبقى من شهر رمضان أكثر تعقيداً.

وتقول بأن “احتياجات الأسرة كبيرة، خاصةً لدى الأطفال الذين يتلهفون لشراء ملابس العيد، مع وجود صعوبات حقيقية تعانيها الأسرة في تحقيق مطلبهم، بينما لا ينتظر الأهل في هذه المناسبة سوى رؤية أطفالهم سعداء في العيد كبقية الأطفال”.

من جانبها، تؤكد (بسمة، ك)، لاجئة سورية تعيش في منطقة الهاشمي الشمالي، بأن الطرد الغذائي جاءها كجائزة هبطت من السماء، في وقت تتضاعف فيه احتياجات أسرتها الأساسية.

وتستعرض بسمة أوضاع أسرتها بالغة الصعوبة، حيث تعيش مع زوجها وأطفالها السبعة، في منزل مستأجر تعاني الأسرة تراكم إيجاراته نتيجة عدم قدرة زوجها، المعيل الوحيد للأسرة، الالتزام بتوفير مبالغ بدل الإيجار.

وتوضح بسمة “زوجي يعمل بالمياومة، وليس لديه عمل يدر على الأسرة دخلاً ثابتاً، ومما يزيد الأمور صعوبة ما يعانيه زوجي من أمراض، كمرض القلب والانزلاق الغضروفي، ومؤخراً تم اكتشاف كتل في أجزاء مختلفة من جسمه”.

وتتابع “كما أن لدي طفلة تحتاج للعلاج النفسي، حيث تعاني من تداعيات الحرب منذ الفترة التي عاشتها الأسرة في سوريا، إلى جانب وجود طفلة أخرى تعاني بسبب مرض الثلاسيميا واضطرابات في القلب، حيث تحتاج الطفلتان للعلاج والمتابعة الطبية”.

وتصف بسمة فرحة أطفالها بأنها “لا توصف” عند تسلمهم للطرد الغذائي، موضحةً بأن الأطفال استعجلو فتح الطرد قبل الوصول إلى البيت، لشدة فرحتهم.