جمعية كويتية توقع في العاصمة القطرية اتفاقية لإغاثة الأفغان

احتضنت العاصمة القطرية الدوحة اجتماعاً عالي المستوى لدعم الوضع الإنساني في أفغانستان، ضمن الجهود الدولية لدعم شعبها الذي يواجه تحديات أثرت على فئات واسعة.

وتأتي التحركات مع تصاعد وتيرة التصريحات التي تؤكد على ضرورة التحرك، حيث تعتبر الأمم المتحدة على سبيل المثال، الوضع الإنساني في أفغانستان بأنه الأسوأ على الإطلاق.

ووقّعت الجمعية الكويتية للإغاثة مع جمعية الهلال الأحمر الأفغاني، اتفاقية لدعم الوضع الإنساني في أفغانستان، هدفها توفير الدعم العاجل لفئات المجتمع.

وصرح جمال عبد الخالق النوري، أمين الصندوق ورئيس لجنة الإغاثة بالكويتية للإغاثة “أن الاتفاقية تهدف إلى توزيع أكثر من 9 آلاف سلة غذائية في 5 محافظات في أفغانستان بالتنسيق مع جمعية الهلال الأحمر الأفغاني”.

وأوضح النوري في تصريح صحافي في العاصمة الدوحة، أن حملة فزعة أفغانستان الكويتية جاءت بناء على طلب من الحكومة الكويتية، ولاقت تفاعلاً كبيراً من كافة الجهات الرسمية داخل الكويت وكذلك من أهل الخير من المواطنين والمقيمين كما تفاعلت معها الجهات الإعلامية المحلية والخارجية كونها حملة إنسانية”.

وأوضح المسؤول الكويتي، أن “الهلال الأحمر الأفغاني يعد شريكاً رسمياً معني بتنفيذ بنود كافة الاتفاقية وهو المعتمد الرسمي لتنفيذ المساعدات في أفغانستان”.

وأكد جمال عبد الخالق النوري، أنه “هناك اتفاقيات لاحقة، تدعم الرعاية الطبية بتمويل العيادات المتنقلة، ومشاريع تخدم فئات الطفولة والأمومة، وتقديم المزيد من السلال الغذائية داخل أفغانستان”.

وبيّن النوري “أن الجمعية الكويتية للإغاثة تمثل الجمعيات الخيرية الكويتية التي شاركت في الحملة وهي مسجلة تحت مظلة وزارة الشؤون الاجتماعية وبالتنسيق مع وزارة الخارجية في الكويت وكذلك بالتنسيق أيضا مع سفارة دولة الكويت في قطر”.

أزمة إنسانية في أفغانستان

تشير العديد من التقارير الأممية والمنظمات الإنسانية، أن أفغانستان تواجه العديد من التحديات، تؤثر على حياة ملايين السكان.

وبحسب عدد من الدراسات والتقارير اطلعت عليها “القدس العربي”، تغرق أفغانستان في أزمة إنسانية كبرى، ويعاني 3.2 مليون طفل من سوء التغذية الحاد هذا الشتاء، ومن بينهم أكثر من مليون يتعرضون لخطر الموت، وبحسب اليونيسيف، يموت الأطفال من الجوع، وهم يعانون من التهابات مرتبطة به.

وتعد أفغانستان، بحسب عدد من التقارير، إحدى أفقر دول العالم وأكثرها فساداً، وهي تعيش فقط على المساعدات الدولية، التي كانت تمثل 80% من ميزانيتها السنوية المقدرة بنحو 6.2 مليار دولار في عام 2020. لكن هذه المساعدات الدولية توقفت فجأة منذ أن استولت حركة طالبان على العاصمة كابول والبلاد.

وتحض الأمم المتحدة العالم على الوقوف بجانب أفغانستان، لمحاولة جمع مبلغ قياسي مقداره 4,4 مليارات دولار من المساعدات الإنسانية للدولة المدمرة.

ارتفاع نسب الفقر

حذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الأسبوع الماضي من حلول فصل الشتاء البارد جداً، بينما يواجه الناس في أفغانستان أزمة في الغذاء والمأوى. وقال المتحدث باسم المفوضية، بابار بالوش، في بيان أثناء إطلاق حملة شتوية عالمية لجمع التبرعات للعائلات النازحة في أفغانستان “نحو 23 مليون شخص، أو 55 في الًمئة من السكان، يواجهون مستويات شديدة من الجوع، ما يقرب من تسعة ملايين منهم معرضون لخطر المجاعة”.

نصف سكان أفغانستان يواجهون المجاعة

يخيم مستقبل قاتم على الوضع في أفغانستان التي تجاوز شعبها احتلالا أمريكياً دام عقدين من الزمن، وسط ضبابية المشهد حول تأمين أساسيات العيش الكريم لأزيد من نصف السكان الذين عاشوا نحو نصف قرن من التوترات.

وتدق المؤسسات الدولية والمنظمات المعنية ناقوس الخطر، وتطالب المجتمع الدولي للتحرك العاجل لمواجهة أسوأ أزمة ستشهدها أفغانستان التي لم تلتئم بعد جراح سكانها بعد الأهوال التي عاشوها لسنوات.

ووفقاً لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، تمتلئ الآن المستشفيات في أفغانستان بالأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد، ويدفع اليأس بالأسر إلى اتخاذ إجراءات يائسة أيضاً، من أجل إطعام أطفالها حتى وإن كانت تلك الإجراءات بيع الأسر لفلذات كبدها.

وحسب أحدث تقرير لبرنامج الأغذية العالمي، فإن العديد من الأسر في أفغانستان تواصل البحث عن الدعم لإطعام أطفالها، والكثير من النساء لم يأكلن منذ أيام، إذ يؤثرن أطفالهن على أنفسهن، وبعض العائلات -كما ورد في تقارير موثقة- تلجأ لبيع أطفالها للتأقلم مع الجوع.

وسبق أن أعلنت قطر توفير الدعم التقني والمادي لدعم القطاع التعليمي في أفغانستان، واستمرار دعمها في المجالين التنموي والإغاثي لتخفيف حدة الأزمة الاجتماعية الاقتصادية التي يواجهها البلد.

كما شدد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر على أن بلاده حريصة أن ينعم الشعب الأفغاني الشقيق بالأمن والاستقرار، كاشفاً عن مساهمة الدوحة في إقامة “أكبر جسر جوّي في التاريخ”، مما ساعد في إجلاء الآلاف من جنسيات مختلفة من كابول، رافق ذلك مساهمة فرقها الفنية في إعادة تشغيل المطار خلال 10 أيام.

وأكد على حرص قطر الدائم وموقفها الثابت من دعم الشعب الأفغاني، وحقه في العيش بكرامة، وتحقيق المصالحة، والتعايش السلمي بين جميع أطيافه ومكوناته.

المصدر: القدس العربي