بعد أحداث “استاد دو فرانس”..جدل سياسي واتهامات متبادلة ‎‎

تحولت الأحداث التي حصلت مساء السبت في “ستاد دو فرانس” قبيل انطلاق مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا بين ريال مدريد و ليفربول، إلى جدل سياسي كبير في فرنسا، على بعد نحو ثلاثة أسابيع من الانتخابات التشريعية في البلاد والتي افتُتحت حملتها رسمياً هذا الإثنين.

فبينما حمّلت الحكومة على لسان وزيري الداخلية والرياضة، مشجعين لنادي ليفربول يحلمون تذاكر مزورة، مسؤولية الفوضى وأحداث الشغب الجماهيري التي سبقت انطلاق المباراة وأدت إلى تأجيلها لنحو 45 دقيقية، بعد أن حاول البعض اقتحام الملعب. تحدث كلّ من اليساري الراديكالي جان ليك ميلانشون واليمينية المتطرفة مارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف، عن “شعور بالإهانة” لأن العالم كله كان يتابع ما حدث، واعتبرا أن فرنسا المقبلة على احتضان الألعاب الأولمبية “غير قادرة” على تنظيم مظاهرات كبيرة بعد مشاهد الفوضى التي تخللت نهائي دوري أبطال أوروبا في “استاد فرنسا”.

وقال جان ليك ميلانشون إن صور الفوضى التي تابعها العالم كله “مؤسفة ومقلقة”، محملاً وزير الداخلية وقائد الشرطة المسؤولية في هذه الحوادث.

لكن ثمة خلاف بين المعارضة اليسارية واليمينية، لا سميا اليمينية المتطرفة، حول أصل الانزلاقات التي حدثت. حيث اعتبرت مارين لوبان أن ضاحية “سون سان دوني” أين يقع “استاد فرنسا” كانت “خارجة عن السيطرة” جزئياً بسبب “الفوضى التي يتحمل المنظمون المسؤولية عنها”، ولكن أيضا بسبب “الانحراف التقليدي” الذي أصبح يحول كل حدث إلى أعمال شغب ومحاولة للنهب”.

 وحمّل العديد من السياسيين اليمنيين المتطرفين، على غرار إريك رموز، زعيم حزب ”الاسترداد” من أسماهم بـ“الحثالة” المسؤولية عما حدث، في إشارة إلى الشباب القادم من ضاحية “سون سان دوني”، وغالبتيهم من أصول مغاربية وأفريقية.

ومن المقرر عقد اجتماع اليوم الإثنين في مقر وزارة الرياضة الفرنسية بين مختلف المؤسسات، يهدف إلى “التعرف على الخلل”. وقبل هذا اللقاء قالت أميلي أوديا كاستيرا، وزيرة الرياضة، إن “أكثر الجوانب المؤسفة لما حدث” هو استخدام الغاز المسيل للدموع ضد العائلات والأطفال الذين حضروا لمشاهدة المباراة.

ولدى سؤالها عن عدد المتفرجين الإنكليز الذين ليست لديهم تذاكر، تحدثت الوزيرة عن 30 ألفاً إلى 40 ألف شخص”كانت بحوزتهم “ تذاكر مزيفة” أو “بدون تذاكر”. وأكدت أن ليفربول طلب من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، عدم استخدام تطبيق الهاتف المحمول ولكن الحصول على تذاكر ورقية.

ولدى سؤالها عما إذا كانت “قلقة” بشأن الأحداث المستقبلية التي ستنظمها فرنسا مثل الألعاب الأولمبية، أجابت وزيرة الرياضة بأن فرنسا “كانت قادرة على تنظيم أحداث رياضية كبيرة جدا” مستشهدة بسباق فرنسا للدراجات أو يورو 2016.