أيام قليلة ثقيلة مضت على نحو مائة ألف من مستفيدي المنحة القطرية الشهرية البالغة 310 شواقل، والتي تمثّل إنعاشًا جزئيًا للكثير من العائلات الميسورة في قطاع غزة.
وجرت العادة أن يتم توزيع هذه المساعدة في الخامس والعشرين من كل شهر؛ إلا أن مغادرة السفير القطري محمد العمادي قطاع غزة، وغيابه عن المشهد المعهود الذي يسبق توزيع المنحة أثار الكثير من القلق لدى تلك العائلات التي باتت ترقب تحركاته عبر الإعلام.
وكانت العديد من التقارير تداولت وصول ومغادرة السفير القطري من وإلى قطاع غزة، والتقائه مسؤولين إسرائيليين، ثم مغادرًا إلى بلاده دون أن ينمّ ذلك عن أي معلومات تُنبِئ بإمكانية إعادة اصطفاف أولئك المنتظرين أمام أماكن صرفها في نقاط الصرف.
وفي ظل تلك التكهنات، حاولت وكالة “صفا” من جهتها التواصل مع الجهات المسؤولة أو مصادرها الخاصة، إلا أن أيِّ منها لم يكن بمقدوره تحديد موعدٍ للصرف أو تشخيص الأزمة بشكلٍ حقيقي.
ويُرجح أولئك المراقبون أن تأخر صرف تلك المنحة التي تُقدّر بـ30 مليون دولارٍ شهريًا، يأتي على إثر اعتراض السلطات الإسرائيلية على إدخالها إلى نحو 100 ألف أسرة بالقطاع المحاصر.
وكان السفير القطري التقى مع شؤون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ” أونروا” توماس وايت ودير بمقر اللجنة القطرية بغزة قبل أيام، ولقاءً آخر مع المنسق الخاص للأمم المتحدة تور وينسلاند في مقر اللجنة.
يُذكر أن صرف المنحة يتم تحت إشراف الأمم المتحدة بغزة، وذلك عبر منح العديد من المحال التجارية تسهيلاً لاستلام المنحة وتوزيعها لمستحقيها والبالغة (84 دولارًا) تقريبًا لكل عائلة.
وما يزيد الوضع المقلق تعقيدًا؛ حتى الجهات الحكومية في القطاع ليست على دراية بموعد الصرف؛ حيث تقول وزارة التنمية الاجتماعية إن المستفيدين سيتسلمون رسائل نصية قصيرة قبل 24 ساعة من إعلان الصرف، في الوقت الذي تتزايد فيها التكهنات التي قد تكون إحداها أقرب إلى الصواب.
ويرى مراقبون أن قرار سلطات الاحتلال بتعطيل وصول المنحة القطرية يأتي في سياق تعنّت الحكومة الإسرائيلية المتطرفة الحالية التي يقودها بنيامين نتنياهو، بالإضافة إلى رفض أي تعاطٍ حول إمكانية زيادة عدد المستفيدين من الأسر المعوزة.
يأتي ذلك بعد أن شنت قوات الاحتلال عدوانًا على القطاع استمر لخمسة أيام وراح ضحيته 34 شهيدًا، في الوقت الذي دكت فيه فصائل المقاومة بلدات ومدن إسرائيلية بالقذائف الصاروخيةعقب اغتيال عدد من قادة سرايا القدس.
من الجدير بالذكر أن قطر قدمت إلى غزة عام 2012 منحة أميرية بقيمة 407 ملايين دولار، وفي عام 2013، قدمت مبلغ 5 ملايين دولار، أما في عام 2014 فبلغت المنحة 30 مليون دولار كدعم بعد العدوان الإسرائيلي، وفي عام 2015 تم بناء ألف وحدة سكنية مهدومة بشكل كامل بقيمة 50 مليون دولار.
وفي عام 2016، قدمت قطر منحة مالية كمكافأة لموظفي حكومة غزة بقيمة 34 مليون دولار، وفي 2017 تم تقديم منحة مالية لدعم كهرباء غزة بقيمة إجمالية 12 مليون دولار، وفي 2018 تم تقديم منحتين كانت الأولى بقيمة 9 ملايين دولار والثانية 13.9 مليون دولار.
وخلال عام 2019، تم تقديم منحتين كانت الأولى بقيمة 150 مليون دولار والثانية 180 مليون دولار كمنحة أميرية لإغاثة القطاع، وخلال 2020 تجددت المنحة الأميرية بقيمة 150 مليون دولار، فيما أعلن عن منحة أميرية جديدة بقيمة 360 مليون دولار تصرف على مدار عام 2021، واستمر تجديد المنحة حتى هذا العام.
واليوم، يتوق عشرات الآلاف من أهالي القطاع لسماع نبأ عودة المسؤول القطري إلى غزة، علّه يحمل بشريات ببدء صرف منحتهم الصغيرة، وذلك قبيل أسابيع من حلول عيد الأضحى المبارك.
المصدر: صفا
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=141839