مؤتمر “فلسطينيي أوروبا” يدعو لتمكين الشعب الفلسطيني من العودة لأرضه وإصلاح منظمة التحرير

دعا مؤتمر فلسطينيي أوروبا، المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة للوقوف أمام التزاماتها تجاه الشعب الفلسطيني واحترام القوانين التي أصدرتها لتمكين شعبنا من حقه بالعودة إلى أرضه.

وحث المؤتمر، في بيانه الختامي، الاتحاد الأوروبي على الانسجام مع قيم الحرية والعدالة التي قامت عليها دوله، والوقوف إلى جانب شعبنا في معركة التحرير وعزل الاحتلال لعدم احترامه هذه القيم.

وجدد المؤتمر دعوته لمحكمة العدل الدولية والدول الموقعة على ميثاقها الأساسي وكل الهيئات الحقوقية العالمية لتحميل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن جرائمه تجاه أبناء شعبنا وحرمانه من أبسط مقومات الحياة الأساسية.

وأشار المؤتمر في بيانه الختامي إلى “خطورة المرحلة التي تمر بها قضيتنا وخاصة في ظل حكومة اليمين المتطرف التي تمارس إرهاب الدولة”، داعيًا كل أبناء شعبنا إلى الوحدة الوطنية، واستعادة اللحمة الوطنية التي أصبحت إحدى أهم شروط العودة.

وأكد المؤتمر أن “منظمة التحرير الفلسطينية هي إحدى أهم مكتسبات شعبنا، دونها تضحيات جسام معمدة بدماء الشهداء، وهي ملك لشعبنا لا يجوز مصادرتها أو إفراغها من محتواها”، داعيًا إلى إعادة إصلاحها على أسس ديمقراطية لتكون بالفعل المظلة التي يستظل بها الكل الفلسطيني.

وشدد البيان على “عدم جواز التطبيع مع الاحتلال أو مد جسور التواصل معه، مطالبًا بمقاطعته وعزله وملاحقته في المحافل كافة حتى يكف أيديه وينهي احتلاله لأرضنا”.

وثمن البيان “جهود المقاطعة للاحتلال بكل أشكالها الشعبية والرسمية التي تهدف إلى عزله وكشف جرائمه”.

وأشاد بجهود المؤسسات والمنظمات التي تعمل على مقاطعة الاحتلال، وفي مقدمتها حركة BDS التي أظهرت ضعف الاحتلال وهشاشة اقتصاده القائم على المستوطنات والمساعدات الخارجية.

وأبرق المؤتمر بالتحية “لأسرانا خلف القضبان الذين دفعوا حياتهم دفاعًا عن حقوقهم وما زالوا يدفعون”، مضيفًا، “نشد على أياديهم ونقول لهم إن الفجر قادم وإن حريتهم أكيدة وقريبة”.

وفيما يتعلق بمدينة القدس وقطاع غزة، أكد المؤتمر أنّ “القدس هي عاصمة دولة فلسطين ودرة التاج فيها، وأن محاولات التهويد التي تجري عليها لن تغير من هذه الحقيقة، وأن حصار غزة المستمر منذ 17 عامًا أثبت فشله، وأن شعبنا الصامد في القطاع يجب أن يرفع عنه هذا الحصار الظالم الذي أصبح أداة ابتزاز لا مبرر لها”.

وتقاطرت وفود مؤتمر “فلسطيني أوروبا” في نسخته العشرين، من كل أرجاء القارة الأوروبية، في قوافل العودة ترفع علمًا واحدًا، تحت شعار “75 عامًا على النكبة وإنا لعائدون”، في مدينة مالمو السويدية.

وشهد المؤتمر انعقاد العديد من المؤتمرات الموازية على مدار اليوم تناقش فيها المشاركون حول هموم الوطن وسبل تعزيز العمل الفلسطيني في القارة الأوربية؛ بهدف رفع الظلم عن شعبنا وإيصال صوته للشارع الأوروبي وصانع القرار.

وعقد أول مؤتمر لفلسطينيي أوروبا عام 2003، وهو يعد مناسبة سنوية دائمة، يعقد بالتعاون مع الجمعيات الفلسطينية بالدول الأوروبية، للتأكيد على حق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وأراضيهم المحتلة منذ عام 1948.