“تلبيوت الجديدة”..خطة استيطانية تبتلع 140 دونمًا من جنوبي القدس

“تلبيوت الجديدة”.. اسم الخطة الاستيطانية الجديدة التي تُروج لها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذها جنوبي مدينة القدس المحتلة، ضمن الخطة الخماسية التي أقرتها الحكومة اليمينية المتطرفة لتعزيز الاستيطان شرقي المدينة، وإغراقها بمزيد من المستوطنين.

الخطة جرى مناقشتها من قبل لجنة “التخطيط اللوائية” التابعة لوزارة الداخلية الإسرائيلية، بالتوازي مع مصادقة بلدية الاحتلال في القدس هذا الأسبوع على العديد من تصاريح البناء في مستوطنة “جفعات هاماتوس أ”.

وتتزامن هذه التطورات مع السير قدمًا في العديد من المخططات الاستيطانية الأخرى لإنشاء مستوطنات جديدة أو توسيع أخرى قائمة في جميع أنحاء المدينة المحتلة، بما في ذلك “كيدمات تسيون”، “نوف زهاف”، “بسغات زئيف”، “راموت ألون (أ) و(ب)” و”أم ليسون”.

وبحسب جمعية “عير عاميم” اليسارية الإسرائيلية المختصة بشؤون القدس، فإنه تمت جدولة المناقشات حول الخطة في “لجنة التخطيط المحلية” وتأجيلها عدة مرات خلال الأشهر القليلة الماضية، لكن من المقرر أن يتم مناقشتها في 24 آب/ أغسطس المقبل.

وقالت، “إذا تم تشييد المخطط، فسوف يتم توسيع مستوطنة (جفعات هاماتوس) شرقًا باتجاه مستوطنة (هار حوما)، وبالتالي سيشكل توسيعًا كبيرًا للمستوطنة المخطط لها في (جفعات هاماتوس)، ويساهم في تدعيم الوتد الاستيطاني على طول المحيط الجنوبي للقدس الشرقية”.

تعزيز الاستيطان

وتأتي خطة “تلبيوت الجديدة” ضمن الخطة الخماسية التي أقرتها حكومة الاحتلال لتعزيز الاستيطان شرقي القدس، وتغيير تركيبتها السكانية وإيجاد خلل في التوازن الديمغرافي لصالح المستوطنين، وفق ما يقول الباحث المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب.

ويوضح أبو دياب، في حديثه لوكالة “صفا”، أن الخطة تشمل بناء 3500 وحدة استيطانية و1300 غرفة فندقية، ومراكز سياحية وكنس ومعاهد دينية يهودية على المنحدرات الشرقية لمستوطنة “جفعات هامتوس” جنوبي القدس.

ويشير إلى أن هذه الخطة تمتد على أكثر من 140 دونمًا في المنطقة الجنوبية للقدس حتى المنطقة الجنوبية الشرقية قرب بلدات بيت صفافا وأم طوبا وصور باهر، أي بالمنطقة الفاصلة بين القدس وبيت لحم على طول طريق الخليل.

ويضيف أبو دياب أن هناك مخطط إسرائيلي خطير يستهدف زيادة أعداد المستوطنين في شرقي القدس إلى نصف مليون مستوطن حتى العام 2050 المقبل، “ما يعني جعل المقدسيين أقلية في المدينة المقدسة”.

وبالتوازي مع الترويج للمخطط، فإن تسوية إجراءات ملكية الأراضي وتسجيلها رسميًا يتم تنفيذها في الأراضي الواقعة داخل حدود هذا المخطط.

هيمنة وسيادة

ويهدف الاحتلال من خلال المخطط، وفقًا للباحث المقدسي أبو دياب ، إلى فرض السيادة والهيمنة على المدينة، في ظل دعم حكومة الاستيطان لمثل هذه المخططات، والتي تعمل على ترسيخ الاستيطان في فلسطين عامةً، والقدس خاصةً، بدعم مالي من الوزير المتطرف بتسلئيل سموتريتش.

ويبين أن الخطة الجديدة تهدف أيضًا، إلى ربط مستوطنات جنوبي القدس بشرقها، من أجل إيجاد حزام استيطاني يلتف حول المنطقة المستهدفة.

ويلفت أبو دياب إلى أن بناء الفنادق السياحية في تلك المنطقة، من شأنه منافسة السياحة في بيت لحم وبيت جالا، وقطع الطريق أمام الاقتصاد الفلسطيني، وخاصة أن الاحتلال يريد بذلك حرمان الفنادق من السياج الأجانب الذين يرتادون هذه المناطق.

وبحسب خطة “تلبيوت الجديدة”، فإنها ستعمل على توسيع مستوطنة “جفعات هاماتوس” المخطط لها بحوالي 40٪، وأكثر من ضعف عدد الوحدات السكنية الاستيطانية.

ويؤكد أبو دياب أن سلطات الاحتلال تريد محاصرة التجمعات المقدسية في بيت صفافا وصور باهر وأم طوبا، وإغراقها بالمستوطنين، وجلب مزيد من السياح اليهود إلى تلك المناطق.

بدورها، أشارت جمعية “عير عميم” الحقوقية إلى أنه تم تقديم الخطة رسميًا من قبل شركة إسرائيلية تُعرف باسم “شركة تلبيوت الجديدة” جنبًا إلى جنب مع مؤسسة أجنبية خارجية باسم “دياني القابضة”.

وأضافت أنه بناءً على وثائق الخطة، يُشار إلى أن بطريركية الروم الأرثوذكس هي مالك الأرض، لكن وفقًا لتقارير وسائل إعلام إسرائيلية منذ العام 2009، يُزعم أن “الكنيسة باعت بعض الأراضي على الأقل في المنطقة لرجل أعمال إسرائيلي والشركة الإسرائيلية المذكورة أعلاه”.

وتابعت الجمعية الحقوقية أن “الخطة تستهدف اليهود الإسرائيليين، وليست مخصصة للاحتياجات السكنية الملحّة للفلسطينيين على الرغم من قرب الأرض من بيت صفافا وأم طوبا وصور باهر”.

المصدر: صفا