الهيئة 302: ندعو الأونروا لتدريس طلاب مخيم عين الحلوة عن بُعد

لبنان

يبدأ العام الدراسي لطلاب مدارس الأونروا في لبنان استثناءً هذا العام في الثاني من شهر تشرين الأول/اكتوبر القادم.

كان يفترض ان يبدأ العام الدراسي في مطلع شهر أيلول/سبتمبر الحالي كما كل سنة لكن الأونروا اتخذت قرارا منذ حزيران/يونيو بان يتحول شهر ايلول الى شهر تمكين الكادر التعليمي في الوكالة لتحسين العملية التربوية بعد أن شابها الكثير من الملاحظات التي ادت الى تراجع التحصيل العلمي لدى الطلاب لا سيما طلاب مرحلة التاسع “البريفيه” ونتائج امتحانات شهر نيسان/ابريل 2023.

فرضت أحداث مخيم عين الحلوة نفسها على المشهد بعد الاشتباكات التي اندلعت في 30 تموز/يوليو واستمرار سيطرة المسلحين على مدارس المخيم الثمانية التابعة للأونروا مما يعيق العملية التربوية والقدرة على استقبال 5900 طالب وطالبة لبدء عامهم الدراسي..

أعدت الأونروا خطة لنقل طلاب المخيم لتلقي تعليمهم في مدارس اخرى تابعة للوكالة والعمل على توفير أماكن أخرى تستوعب الطلاب..

تعتقد “الهيئة 302” بان عملية النقل سيتخللها الكثير من الخسائر نورد ابرزها..

– الوضع الامني الهش الذي سيحول دون انتقال الطلاب من والى المدارس والخوف الدائم للطلاب، وستحصل عمليات تسرب وامتناع للأهالي عن ارسال ابنائهم الطلاب لأن الخوف سيكون نسبي.

– التوتر والقلق الدائم والتحسب المستمر لدى الاهالي من خروج ابنهم من المخيم وانتظار عودته خوفا من اي توتر امني..

– هل لدى الاونروا المقدرة على تحمل مسؤولية أمن وأمان الطلاب اثناء خروجهم ودخولهم من وإلى المخيم ؟! لانه في النهاية هذا قرار الأونروا وعليها أن تتحمل المسؤولية

– عملية النقل ستزيد الاعباء المادية على الاهالي بحيث ستتحمل تكاليف النقل من والى المخيم.

– حتما سيواجه الطلاب والكادر التعليمي مشكلة تفتيش وتدقيق الجيش اللبناني للمركبات التي ستنقل الطلاب من والى المخيم وهذا سيكون على حساب تأخير بدء الدوام وتأخير عودة الطلاب الى المخيم وبشكل خاص طلاب الفترة الثانية أي بعد الظهر.

– عملية النقل ستؤثر على سير العملية التربوية في المدارس التي سيجري الانتقال إليها (ازدحام الطلاب في الغرف الصفية وفي الساحات واختلاط الشرائح العمرية)

– نستغرب كيف سيكون استعداد الطالب ذهنيا في المدرسة التي سينتقل اليها وقدرته على الاستيعاب وفي الوقت نفسه خائف من أي توتر أمني ويفكر كيف سيعود الى اهله بأسرع وقت..

وحتما هناك المزيد من الخسائر والمخاطر..

نعلم بان طريقة التدريس عن بُعد التي انتهجتها الوكالة بسبب ظروف كورونا لم تكن على المستوى المطلوب ولم تحقق النتائج المرجوة من الطلاب.. ولكن للحد من الخسائر على المستوى التربوي والانساني والاجتماعي والإقتصادي والأمني، نعتقد في “الهيئة 302” بأن الخيار الأفضل والمؤقت هو اللجوء الى خيار التعليم عن بُعد – رُغم الملاحظات عليه – وذلك الى ان تحل معظلة السيطرة على المدارس وهو ما ندعو اليه ان يتحقق بأسرع وقت ممكن والبدء في عملية الترميم وتهيئة المدارس لاستقبال الطلاب، ولدى الكادر التعليمي في الوكالة الخبرة الكافية والدروس المستفادة من التعاطي مع الحدث على مستوى التعليم أون لاين عن بُعد وهذا بتقديرنا سيحقق نتائج أفضل:

– توفير الأمان والحماية للطالب بأنه في منزله وبعيد عن أي خوف أو توترات أمنية يمكن أن تحصل وحتما القدرة على الاستيعاب ستكون افضل.
– أمان للأهالي
– تخفيف من الاعباء المادية للأهالي
– أمان للكادر التعليمي
– سيساهم في تعزيز القدرة الرقمية للوكالة.
– توفير مبالغ مالية كبيرة للوكالة واستثمارها في جوانب أخرى تعزز العملية التربوية الرقمية في المخيم.

بقرار الأونروا انتقال الطلاب، فإنها في الوقت الذي تحافظ فيه على حق الطفل في التعليم فإنها – ومن غير أن تدري – تعرض الطلاب للخطر وتساهم في انتهاك حق الطفل بالسلامة وبالحماية وبالامان، لا بل والحق الأصيل للطفل بالحياة وفق المادة 6 الفقرة الأولى من اتفاقية حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة.