جميل حمامي.. رمز من رموز العمل الإنساني الصامت المؤثر

القدس

بحزن عميق خبر أعلن في فلسطين و عاصمتها القدس الشريف وفاة الأستاذ الكريم والشيخ الجليل المربي الفاضل الأستاذ جميل عبد الرحيم حمامي رحمه الله تعالى رحمة واسعة في القدس، المدينة التي أحبها وعمل لها طوال حياته.

كان أبو حمزة رحمه الله تعالى منذ مدة طويلة يعاني مرضا في الكبد ادخله حالة حرجة، وبوفاته تخسر القدس خاصة وفلسطين عامة واحدا من اكثر المحاربين قوة واصرارا وعنادا.

وإذا كان للقدس ان تفخر برجال ساهموا في بناء اجيالها وانشاء مؤسساتها وتحقيق صمودها فان الشيخ جميل ياتي في مقدمة هؤلاء.

كان رحمه الله تعالى أحد المدافعين عن المسجد الاقصى والقدس وكان حاضرا وموجها في كل هباته التي كسرت ارادة المحتل.

عمل مدرسا وخطيبا ومديرا للمسجد الاقصى، ومحاضرا جامعيا، وكان عضوا في الهيئة الاسلامية العليا، ولم يتوقف عن خدمة ابناء مدينة القدس حتى اقعده المرض.

كان احد مؤسسي جمعية لجنة العلوم والثقافة الاسلامية في القدس عام ١٩٨٤، الجمعية التي اسست مجموعة مدارس الايمان التي تعد اليوم احدى اهم مدارس القدس والتي تخرج منها عشرات الاف الطلاب والطالبات المقدسيين وكان هو امين سر الجمعية والمشرف العام على مدارسها.

تعاملت معه عن قرب في مواقع عدة منها عندما كنت مديرا لمدرسة الايمان في بيت حنينا وكان هو امين سر الجمعية وكان دائم العمل والنشاط.

كان الشيخ رحمه الله تعالى من قادة الانتفاضة الاولى ومن اوائل من اعتقل في الضفة في الحملة التي بدات في غزة باعتقال الشيخ احمد ياسين رحمه الله تعالى ورفاقه عام ١٩٨٩. وقد حكم بالسجن هذه المرة وفي مرات اخرى عديدة لسنوات عدة كما منع من السفر من قبل سلطات الاحتلال لمدة طويلة.

عندما وقعت احداث مؤسفة بين اكبر حركتين في الانتفاضة الاولى داخل السجون وخارجها تم التوصل الى اتفاق عام ١٩٩٠ سمي ( ميثاق شرف ) ينهي تلك الاحداث المؤسفة ويضع اسسا عادلة للعلاقة المستقبلة بينهما ، وربما كان هذا الاتفاق الاول والاهم .كان هو ممثلا لحركته بينما كان المرحوم فيصل الحسيني ممثلا للطرف الثاني .

وقد تطورت الصداقة بعدها بين الرجلين بشكل كبير .

الشيخ جميل نوع خاص من الرجال الذين يعيشون لفكرة تتملكهم فيقفون عليها حياتهم فتشغلهم عن شؤونهم الخاصة واحتياجاتهم المادية .
القدس وصمودها ومؤسساتها واجيالها كانت الشغل الشاغل والهم الدائم لابي حمزة ، دون صخب او ضجيج.

خسارة القدس كبيرة بفقدان الشيخ جميل . لكني اؤمن ان الاجيال التي رباها ابو حمزة وكل العاملين الغيورين على القدس ستحمل الراية من بعده لاستكمال مسيرة الخير و العطاء.

خالص العزاء لفلسطين لاهل القدس الصامدين العظام .

انا لله وانا اليه راجعون.
د عصام يوسف