تصرف الجمعيات الخيرية في جلود الأضاحي

تتعرض الجمعيات الخيرية التي تقوم بشعيرة الأضحية نيابة عن المتبرعين إلى موقف يحتم عليها تحديد كيفية التصرف في جلود الأضحية التي لا يقبل عليها الناس لعدم حاجة الكثيرين منهم إليها.. كما يتعرض للموقف نفسه كثير من المضحين..
فهل يجوز بيعها والتصدق بثمنها على الفقراء أو شراء لحم به وتوزيعه عليهم؟ وهل يجوز إعطاؤها للجزار (القصاب) الذي يقوم بالذبح أجرًا على عمله؟
لا يجوز بيع جلود الأضاحي
وأفتت الشبكة الإسلامية بقطر على هذه التساؤلات بالآتي:
ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه لا يجوز بيع شيء من الأضحية، وأيضا لا يجوز إعطاء الجزار، وعلى القائمين على الجمعية الخيرية أن يعطوا جلود الأضاحي للفقراء لكي ينتفعوا بها في التدفئة وخلافه، وهذا هو الأولى لأن الأصل عدم جواز بيع أي شيء من الأضحية، فإذا لم يتيسر هذا الأمر فبإمكان القائمين على الجمعية الخيرية بيع هذه الجلود وأن يصرفوا نقودها على الفقراء حتى يعود نفعها على الفقير.
وجلود الأضاحي تعتبر جزءاً منها، يُفعل بها ما يفعل بلحومها، ولا تترك تضيع هدراً، كما لا يجوز أيضا دفعها للقصاب [الجزر] كأجرة على عمله، ففي صحيح مسلم من حديث علي رضي الله عنه قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقوم على بدنة، وأن أتصدق بلحمها وجلودها وأجلتها، وأن لا أعطي الجزار منها. قال: “نحن نعطيه من عندنا” ومن المعروف أن الأضحية توزع بين الأكل والإهداء والتصدق.
ومن هذا المنطلق يتضح لنا أنه من واجب المؤسسات التي تقوم بتنفيذ مشاريع الأضاحي أن لا تترك الجلود هدراً، بل عليها أن توزعها كما توزع اللحم، وهذا هو الأولى، فإن لم يمكن أو كان البيع أحظ للفقراء، فعليها أن تبيعها، وتصرف أثمانها على الفقراء مباشرة، تصرفها لصالح مشاريع خيرية تعود على الفقراء فيما بعد.
انتهى…
وعن إعطاء الجزار أجرته من الأضحية يؤكد الدكتور حسام الدين موسى عفانة، الأستاذ المشارك في كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة القدس على الرأي المذكور، ولكنه يستدرك بأنه إذا كان الجزَّار فقيراً أو صديقاً للمضحي فأعطاه منها لفقره أو على سبيل الهدية فلا بأس؛ لأنه مستحق للأخذ فهو كغيره بل هو أولى؛ لأنه باشرها وتاقت نفسه إليها.