الأضحية عن طريق الإنترنت

قد يعجز بعض المسلمين المقيمين في بلدان غير إسلامية عن الوصول بأنفسهم لجمعيات خيرية لتقديم ثمن الأضحية وتوكيلهم بذبحها عنهم. كما قد يجد بعض المتبرعين في البلدان الإسلامية صعوبة في الوصول لمقر جمعية خيرية التي قد تكون بعيدة عن منازلهم، وعندئذ يصبح التخاطب عن طريق شبكة المعلومات الدولية هو البديل المطروح …
فهل لا مشاحة في ذلك؟
تجوز بعد التأكد من أمانتها
وللإجابة على هذا التساؤل يقول الشيخ جعفر الطلحاوي (من علماء الأزهر) بجواز التبرع بثمن الأضحية عن طريق الشركات الموجودة على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)؛ لأنه يجوز التوكيل للغير بذبح الأضحية، على أن يراعي الموكل أن تكون هذه الشركات ذات مصداقية وأمانة وديانة، حتى لا يتعرض للنصب من قبل الشركات الوهمية. لذلك فإن أخشى ما نخشاه أن يتعرض المتبرعون للتغرير والخداع، لواقع تجارب سابقة، عن شركات قامت بإحداث وإنشاء مواقع لها على الشبكة الدولية، والقيام بأعمال تجارية لجلب زبائن، وتحصيل وتجميع أموال بحجة التجارة، وإغراء الناس بأرباح كثيرة وكبيرة وسريعة، ثم أسفرت هذه الشركات عن وجهها الكالح فسلبت الناس أموالهم وغررت بهم.
فما لم تكن هناك الوسائل الكفيلة بالتحقق والتأكد من مصداقية وأمانة الموكلين بالقيام بالأضحية، فلا يجب عندئذ تقديم الأموال إليهم بحجة إبراء الذمة من التكليف الشرعي، لأن الأضحية كسائر التكاليف الشرعية، لا يسقط حكمها عن القائم بها، إلا إذا وقعت بالفعل.
وخلاصة الأمر أن التبرع بالأضحية عن طريق الإنترنت أمر جائز طبعا بشرط التأكد من أمانة متلقي الأموال حتى لا تذهب أموال المسلمين للنصابين.