دور المسلم فى نصرة إخوانه في فلسطين

يعيش الشباب المسلم اليوم في حيرة كبيرة، حيث تغلب عليه الرغبة فى نصرة إخوانه
في كل مكان خاصة في فلسطين، إلا أنه يواجه بكم من العراقيل، ولا يدري ماذا يفعل
أمام هذه الفتن التي كما قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم – “فتن كقطع الليل
المظلم..”، انسان أون لاين يستطلع آراء مجموعة من العلماء فى طبيعة الدور الذى يجب
على المسلم القيام به تجاه أخوانه فى فلسطين وخاصة فى ظل الظروف الراهنة.
فى البداية، يقول فضيلة الشيخ عبد الستار فتح الله سعيد أستاذ علوم القرآن
بالأزهر للإجابة عن هذا الاستفسار:
إن المسلم مطالب بأن يفعل ما في وسعه، قال تعالى: “لا يُكَلِّفُ اللهُ نفسًا إلا
مَا آتَاها”، وفي وسع كل مسلم أن يفعل أشياء كثيرة لمساعدة الشعب الفلسطيني منها:

أولا : الدعاء لهم، فهذا سلاح من أسلحة المؤمنين، وهذا الدعاء ليس موقفًا سلبيًا
وإنما هو مشاركة قلبية وفكرية لها ما بعدها..
ثانيا : التبرع.. فالفرد والأسرة مطالبون بالتبرع ببعض الأموال قَلَّت أو
كَثُرت؛ فإنها رمز للتضامن مع الشعب المظلوم المسلَّط عليه الطغيان الصهيوني
ثالثا : لا بد من نشر الوعي بهذه القضية بين الأمة؛ بحيث يعلم القاصي والداني
حقيقة هذه القضية، وأنها ليست خاصة بالشعب الفلسطيني، وإنما هي قضية دينية إسلامية
تتعلق بديننا وكتاب ربنا؛ ولذلك إذا كان اليهود يُعَلِّمون أطفالهم بعض الأناشيد
التي منها: “شُلَّت يميني إن نسيتُكِ يا أورشليم” فنحن أَولَى منهم أن نعلِّم
أولادنا ونساءنا وسائر أفراد أمتنا أن القدس هي أولى القبلتين وثالث الحرمين، ومسرى
رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث صلَّى بالأنبياء عليهم السلام جميعًا إمامًا،
وكان هذا إيذانًا ببيعته صلى الله عليه وسلم هو وأمته لكي يحملوا لواء الوحي الإلهي
للبشرية إلى يوم القيامة.
ومن هنا نعلم أن الواجب الأول علينا أفرادًا وجماعات في هذه المرحلة هو عودتنا
إلى الإسلام بشموله وعمومه، فإذا نجحنا في ذلك داخل مجتمعاتنا وفي أسرنا وفي
أفرادنا، فقد اقتربنا من طريق النصر، ووضعنا أنفسنا وأمتنا على الطريق الصحيح؛ لأن
الله تعالى أقوى من الجميع، وممن يساعدهم، “وَمَا النَّصر إِلا مِنْ عندِ اللهِ
الْعَزِيزِ الْحَكِيم “. أ.هـ
ويقول الأستاذ الدكتور سالم أحمد سلامة (عميد كلية الشريعة بغزة):
الواجب على المسلمين في فلسطين وخارجها وفي مشارق الأرض ومغاربها تجاه إخوانهم
في فلسطين أن يتعاضدوا ويتراحموا فيما بينهم؛” فالراحمون يرحمهم الرحمن”، “وارحموا
من في الأرض يرحمكم من في السماء”، فإذا أراد المسلمون في جميع أنحاء الأرض أن
يرحمهم الله؛ فعليهم أن يرحموا إخوانهم الذين يقفون في خط الدفاع الأول، والذين
تُهدم بيوتهم وتقتلع أشجارهم ويقصفون ليلا ونهارا على مرأى ومسمع من العالم كله؛
فالواجب أن يتعاطفوا معهم وأن يمدوا لهم يد العون والتعاطف، وهذا يكون:ـ
أولا: بشرح قضيتهم في كل مكان.
وثانيا: بمقاطعة أعدائهم ومقاطعة والبضائع والتجارة.
والتراحم يعني ما بَيَّنَه المصطفى صلى الله عليه وسلم: “من كان عنده فضل زاد؛
فليعد به على من لا زاد معه، ومن كان عنده فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له”. أي
أن يمدوهم بالمال والعتاد والدواء والمستشفيات حتى يطيلوا صمودهم.
وثالثا: عليهم ألا ينسوهم من الدعاء في كل صلاة.
ورابعا: يجب أن تُستغل الصلوات لتذكير الناس بأولى القبلتين وثالث الحرمين
الشريفين، وتذكيرهم أنه أمانة في أعناقهم يجب أن تتضافر جهودهم حتى يعيدوها مسلمة
حرة؛ لأن كل يوم يمر على الأقصى وهو أسير يشكو إلى ربه تضييع أبنائه له وتخاذلهم عن
نصرته وتدنيس اليهود له. أ.هـ
ويقول الدكتور محمد السيد دسوقي (أستاذ الفقه وأصوله بكلية الشريعة جامعة قطر):
أصبح الجهاد الآن فرض عين على الجميع، وكل منا يستطيع أن يجاهد بنفسه أو ماله، أو
رأيه، لأن من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، وإخواننا في فلسطين يلقون العنت
والقتل والاضطهاد كل يوم، وكل مسلم ينبغي أن يشعر بمأساة إخواننا ويعيش معهم
بمشاعره وما يستطيع أن يقدمه حتى تظل كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي
السفلى، أما الأموال التي ترسل إلى إخواننا في فلسطين فإن هناك قنوات معروفة تكفل
توصيل هذه الأموال إليهم وإنفاقها في وجوهها المشروعة، ولا يجوز أن نشك في أن هذه
الأموال لا تذهب إلى مصارفها المشروعة.
ويقول فضيلة الأستاذ الدكتور فؤاد مخيمر ـ رحمه الله ـ رئيس الجمعية الشرعية
السابق بمصر والأستاذ بجامعة الأزهر :
على الأجهزة المعنية في دول العالم الإسلامي أن تقف بجوار شعوبها، فإن الشعوب
قادرة بإذن الله تعالى على تقديم الدعم المادي بمعناه الواسع في كل ميدان . وكفانا
استهزاء من عدونا وسخرية بنا.
إن اليهود في العالم يقدمون الدعم المالي والبشري والإعلامي والحربي لإسرائيل
لإبادة الشعوب المسلمة.
والأمر الغريب والعجيب أن المسلمين لا يزالون يستنكرون ويشجبون وينتظرون الصلح
مع أولئك، والدماء تسيل، والأرض تغتصب، فأين إباء المسلمين وعزتهم؟!!
إن الاشتغال بالطعام والشراب والشهوات والترف وتعبئة الإعلام بالزيف من المرائي،
والعبث من الكلام والمعركة مشتعلة يعد ذلك عبثًا وهزيمة أمام النفس والشيطان
والعدو، وبذلك تضيع الأمة.
فالعدو على الأبواب .. فالحذر.. الحذر. يجب أن نستيقظ فالعدو لا ينام.
يجب أن ننتبه فالعدو لم يغفل. اللهم إني قد بلغت.. اللهم فاشهد، اللهم فاشهد،
اللهم فاشهد