فتوى علماء اليمن حول واجب نصرة الفلسطينيين*

أصدر مجموعة من العلماء والدعاة في اليمن فتوى تنص على وجوب نصرة الفلسطينيين في ظل الحصار الدولي المفروض عليهم، وتقديم الأموال الضرورية لإنقاذ الشعب الفلسطيني من المجاعة والحصار الاقتصادي المفروض عليهم، وفيما يلي نص الفتوى:

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه..

أما بعد:

فإن علماء ودعاة اليمن وهم يتابعون قضية إخوانهم في فلسطين والظروف العصيبة التي يمرون بها جراء الحصار الظالم المفروض عليهم وفتاوى علماء العالم الإسلامي بشأنها، وفي مقدمة ذلك فتوى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يتقربون إلى الله تعالى قياما بفريضة النصرة لإخوانهم بإصدار الفتوى التالية:

أولا: يجب على المسلمين جميعا -كل حسب ظروفه وإمكاناته- الوقوف مع إخواننا في فلسطين ودعمهم بأنواع الدعم، ومن ذلك الدعم المعنوي والمادي، وتقديم الأموال الضرورية لإنقاذ الشعب الفلسطيني من المجاعة والمحاصرة الاقتصادية المفروضة عليهم (..) ودعم حكومة فلسطين المنتخبة (..) بشتى أنواع الدعم الذي تحتاجه، وفي مقدمة ذلك المال الضروري (..) والمسلمون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، كما في الحديث الصحيح أن “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله” كما في الحديث الصحيح الآخر والله يقول: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض}، ويقول سبحانه: {إنما المؤمنون إخوة}.

ثانيا: وكما يجب على المسلمين الوقوف مع إخوانهم في عموم فلسطين، فإنه يجب عليهم الوقوف مع إخوانهم في مدينة القدس بالذات لتمكينهم من الثبات وإفشال مخطط (..) تهجيرهم بغرض تهويد القدس؛ وذلك بدعم الجمعيات والمؤسسات الصحية والتعليمية والدعوية والخيرية، والراعية للأرامل والأيتام والمحتاجين، ودعم كل من أمكن دعمهم في وطنهم وتثبيت الإسلام والمسلمين في الديار المقدسة.

ثالثا: على المسلمين جميعاً تقديم ما يستطيعون تقديمه من دعم في صورة صدقات وتبرعات ووصايا وأوقاف وزكوات، ولو أدى ذلك إلى تعجيل يراه المسلم من زكاة ماله لسنة قادمة أو أكثر كما قرر العلماء، وإخواننا اليوم في فلسطين محتاجون لكل ذلك لدفع الحظر النازل والمحدق بهم بسبب الحصار وبسبب محاولة إسقاط حكومتهم الشرعية، ويخشى من تداعيات الحصار ومحاولة إسقاط الحكومة -لا سمح الله- والتأثير البالغ لذلك في إعادة القضية إلى الوراء عشرات السنين.

وكما لا يجوز تضييع وخذلان مسلم واحد كما هو مقرر، ويأثم من علم من المسلمين بذلك ولم يقم بالواجب، فكيف بتضييع وخذلان شعب مسلم وحكومته وتضييع الأرض المقدسة؟!

رابعا: ندعو إخواننا في اليمن خاصةً والمسلمين عامةً إلى القيام بالواجبات المذكورة المفروضة عليهم تجاه إخوانهم، ونؤيد كل ما ورد في فتوى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بخصوص ما يجري حالياً في فلسطين.

سادسا: دعوة الشعب الفلسطيني رئيسا وحكومةً وفصائل ومنظمات شعبية إلى ضرورة جمع الكلمة وتوحيد الصف، وحل أية مشكلة بالحوار وتغليب وتقديم مصلحة الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية على أية اعتبارات، وتفويت الفرصة على تآمر الأعداء الذين لن ينفذوا إلا من خلال الفرقة والخصام وفساد ذات البين، قال تعالى: {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم…}.

والله من وراء القصد، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

* نص الفتوى منقول بتصرف.