دفع الزكاة لبناء المستشفيات جائز.. لكن
من الأسئلة التي تدور في ذهن العديد من المسلمين عند شروعهم في إخراج الزكاة
المفروضة عليهم، تلك المتعلقة بما يمكن وصفه بـ”المصارف المستجدة” التي يتحير
المسلم فيما إذا كان من المباح إخراج أموال الزكاة عبرها أم لا، ومن هذه المصارف
المستجدة إنشاء مشروعات إسلامية مثل بناء المعاهد الدينية أو المدارس الإسلامية، أو
دفع مرتبات الذين يقومون بالعمل في هذه المؤسسات الدينية.
وللرد على هذه التساؤلات، توجد فتوى للشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر
السابق، يقول فيها:
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
مصارف الزكاة محددة بنص القرآن الكريم، قال تعالى: (إِنَّما الصَّدَقَاتُ
للفُقَرَاءِ والمَسَاكِينِ والعَامِلِينَ عَلَيْهَا والمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ
وفِي الرِّقَابِ والغَارِمينَ وفِي سَبِيلِ اللهِ وابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ
اللهِ واللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (التوبة: 60).
هذه هي جملة أوجه المستحقِّين للزكاة والصدقات، وكان من بينها بل السابع في
تَعدادها الإنفاقُ في سبيل الله، وقد خصَّه بعض الفقهاء بأنه الإنفاق فيما يُعين
المجاهدين في سبيل الله، وتوسَّع فيه آخرون، ومنهم العزُّ بن عبد السلام بأنَّه
الإنفاق الذي يكون من شأنه تعزيز شأن المسلمين وتقويتهم سلمًا أو حربًا.
وهذا الرأي الأخير رأي له وجاهتُه اليوم ويحتمله النصُّ القرآني، ويمكن العمل
به، وبخاصة بالنسبة للمسلمين إذا كانوا أقلية في بلد من البلاد، وكانوا في حاجة إلى
منشآت صحية أو تعليمية يتعلمون فيها شئون دينهم ولغتهم لغة القرآن الكريم محافظة
على أبنائهم.
وعلى هذا يجوز الإنفاق من أموال الزكاة على إنشاء المشروعات الخيرية الإسلامية
كبناء المعاهد الدينية والمدارس والمستشفيات وتمويلها، ودفع مرتبات الذين يعملون
فيها، وتجهيزها بما يلزم من أدوات، مع إعطاء الأولوية في إنفاق جزء من الزكاة على
الفقراء والمساكين من المسلمين.
والله أعلم.
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=68460