بات التواجد في مجال الإعلام بكافة أشكاله ووسائله يحتاج إلى إمكانيات كبيرة تفوق قدرة الأشخاص بما يجعل البقاء في هذا المجال شبه مقتصر على المؤسسات الضخمة ، وفي هذا السياق تثور العديد من التساؤلات حول شرعية إنفاق جزء من أموال الزكاة على المجلات أو الصحف الإسلامية من أجل تقويتها ومنحها القدرة على البقاء والاستمرار لشرح الصورة الحقيقية للإسلام ورد التهم الباطلة عنه.
وللرد على هذه التساؤلات يقول الشيخ عبد الباري الزمزمي عضو رابطة علماء المغرب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
يجوز صرف الزكاة إلى الصحف والمجلات الإسلامية التي تعمل على توعية الناس بدينهم وربط تعاليم الإسلام بواقعهم وتوجيههم للتي هي أقوم؛ لأن صرف الزكاة في هذا الباب هو صرف لها في سبيل الله الذي هو أحد المصارف الثمانية المذكورة في قوله تعالى: “إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل”، وفي سبيل الله: وإن كان يطلق على الجهاد في الاصطلاح الشرعي إلا أنه لا يعني قصره عليه، وحصر الإنفاق فيه، بل يطلق على جميع وجوه الخير وأعمال الصلاح.
قال الرازي في تفسيره: لا يوجب قوله: في سبيل الله: القصر على الغزاة؛ ولذا ورد النقل عن بعض الفقهاء بجواز صرف الصدقة إلى جميع وجوه الخير كتكفين الموتى وبناء الحصون وعمارة المساجد لأن قوله: في سبيل الله عام في الكل (انتهى).
وقال ابن الأثير في كتابه النهاية في شرح غريب الحديث: مصرف سبيل الله عام يقع على كل عمل خالص سلك به طريق التقرب إلى الله عز وجل بأداء الفرائض والتطوعات، وإذا أطلق فهو الغالب واقع على الجهاد حتى صار لكثرة الاستعمال كأنه مقصور عليه.
إن المقصود من الجهاد إعلاء كلمة الله ونشر الإسلام بين الخلق وتعريفهم به وهو ما تقوم به الصحف الإسلامية، فهي تحقق الغاية من الجهاد وتعمل على الوصول إلى المقصود منه، وبذلك تكون داخلة في مفهوم الجهاد ومندرجة تحت مدلوله، فيكون صرف الزكاة إليها صحيحًا حتى على رأي من أوجب قصر في سبيل الله على الجهاد.
والله أعلم.
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=68462