على الرغم من أن جمعية الرحمة العالمية الذي جرى افتتاحها في غزة عام 2002 هي الأحدث في فلسطين إلا أنها استطاعت أن تمد يد العون والمساعدة لكافة شرائح المجتمع الذين حرمتهم سياسات الاحتلال العدوانية وتداعياتها على أوضاعهم المعيشية من فرص وجود أنشطة ثقافية وعلمية وترفيهية وتربوية .
المهندس كمال مصلح مدير جمعية الرحمة العالمية تحدث إلى إنسان أون لاين حول فكرة إنشاء الجمعية وأهدافها ورسالتها وفعالياتها …
نبع لا ينضب
كيف نشأت فكرة جمعية الرحمة العالمية ؟ وما مدى أهميتها للمجتمع؟
تعد جمعية الرحمة العالمية جمعية منبثقة من الأمانة العامة للجان الخيرية والتي هي امتداد لجمعية العالم الاسلامى ولجنة فلسطين التابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي في الكويت منذ الخمسينيات ، فهي اندماج لجمعيتين خيريتين تعملان بالقطاع العربي والاوروبى ، حيث يعود الفضل في تأسيسها للشيخ الفاضل عبد الله المطوع رحمه الله رئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي , والى الأمانة العامة وعلى رأسها الأستاذ عبد العزيز حمود الجيران، حيث أنشأت في قطاع غزة عام 2002 بدعم من دولة الكويت ونحن امتداد لهذا العمل وممثلين لهذه الجهة المانحة .والتي نعمل ليل نهار لاستمرار هذا العمل الخيري والذي هو من أهم الجوانب في حياة الناس وقت المحن والنكبات ، كما أن هناك أناس يعملون بالخفاء في كل وقت من اجل أن يبقى هذا العمل الخيري شامخاً عالياً .
أما فيما يتعلق بمدى أهمية الجمعية بالنسبة للمجتمع أنها جاءت والوضع في فلسطين بغاية الصعوبة والاحتياج فكان لابد أن تشارك هذه الجمعية هذا المجتمع المنكوب .
ما الرسالة التي تحملها جمعية الرحمة العالمية؟
تسعى الجمعية من خلال رسالتها وأهدافها وسياستها فيما يتعلق ببرنامج الخدمات إلى التميز في الوصول إلى معظم شرائح المجتمع في قطاع غزة وبخاصة أولئك المنكوبين المحرومين من الخدمات والنشاطات الثقافية والاجتماعية والترفيهية ما داموا بحاجة إلى مساعدة .
ما أبرز الأهداف التي تسعى الجمعية إلى تحقيقها ؟
الجمعية تعمل من خلال رسالتها وقيمها على تحقيق الأهداف في منطقة العمل في قطاع غزة وهى أن تخدم في كافة المجالات خاصة في المجالين الصحي والتعليمي , خاصة وأننا نصب جهودنا على الجهود التنموية بدلاً من مشاريع الإغاثة ، ففي المناطق التي هي اشد فقراً ، قامت الجمعية بعمل بحث ميداني في قطاع غزة فاتضح أن منطقة رفح هي أكثر الأماكن فقراً واحتياجاً والتي لا يوجد فيها خدمات كثيرة , فكان الجهد الأول هو عمل بنية تحتية لهذه المناطق لعمل صحي سليم ومتميز حيث تم إنشاء مشروع بناء مستشفى لخدمة النساء والأطفال باعتبارهم اكبر شريحة في المجتمع الفلسطيني .
تنمية ثقافية ومعنوية
س: ما طبيعة محتويات الجمعية والنشاطات التي تقع على كاهلها ؟
جمعية الرحمة العالمية هي جمعية ثقافية تنموية غير ربحية تقدم العديد من الأنشطة والإعمال والتي تشمل الآتي :
أولاً: المشاريع الصحية وعلى سبيل المثال بناء مستشفي الكويت التخصصي والتي نحن الآن في مرحلة تشغيلها بعد أن تمت عملية البناء والتجهيز حيث بلغت تكلفة البناء ما يزيد عن 1000000$ .
ثانياً: المشاريع الموسيقية والتي جاءت بسبب الظروف القاسية والمتردية الحالكة التي يمر بها الشعب الفلسطيني ، حيث بلغت هذه المساعدات الطارئة (إغاثة عاجلة) حوالي 17000$.
ثالثاً:هناك العديد من المشاريع الموسيقية مثل إفطار الصائم والطرود الرمضانية و الأضاحي والحقيبة المدرسية وكسوة عيد وزكوات وصدقات حيث بلغت هذا العام ما يزيد عن130000$.
رابعا:الكفالات : وتشمل كفالات الأيتام والأسر والمعاقين والبالغ عددها 1200 كفالة تقريباً أما شهرياً فتقدر ميزانيتها السنوية ما يفوق عن 650000$.
خامساً: مساعدات طلبة العلم : وهم من شريحة الفقراء الذين انقطعت بهم السبل في استكمال دراستهم الجامعية ،حيث بلغت هذه المساعدات لهذا العام 10000$ مما يساعد الطالب في دفع أقساطهم الجامعية ويتم عادة مساعدة (50) طالب سنويا بمبلغ تقدره الحاجة ونوع الدراسة ونوع الكلية.
سادساً: مساعدات للأسر الفلسطينية الأشد فقرا في قطاع غزة حيث تم هذا العام مساعدة أسر بلغ عددها (96) أسرة ، فيما بلغت قيمة هذه المساعدات حوالي 26000$
سابعاً: مساعدات جرحي بالعلاج حيث تم مساعدة مرضي وذلك بتقديم العلاج اللازم لهم، مما بلغ عدد المستفيدين من هذا المشروع حوالي (62) مما أصيبوا، فيما بلغت قيمة هذه المساعدات 5000$.
ثامناً: قيام الجمعية بعمل بعض المخيمات الصيفية حيث تم هذا العام عمل أربع مخيمات صيفية في قطاع غزه وبلغ قيمتها 7500$.
تاسعاً: مساهمة جمعية الرحمة العالمية بعمل بئر مياه ليكون صالحاً للشرب في حي كندا بمنطقة رفح وذلك لمساعدة الأهالي الذين يعانون من قلة المياه وبتكلفة 6000$.
س : ما طبيعة العلاقات التي تربطكم مع المؤسسات المختلفة والمختصة ؟ وما القضايا التي تتناولها الجمعية ؟
علاقة تعاون وتبادل معرفة وتقديم خدمات وإشراك المؤسسات ذات العلاقة في كثير من مجالات العمل في الجمعية لان جزء من أهدافنا وخططنا هي أن نشارك الجمعيات الأخرى المحلية همومها ومشاريعها فكثير من الجمعيات تأتي إلينا لكي نساعدها أو نساهم معها فعلي سبيل المثال مشروع كفالات الأيتام والأسر فنحن نشارك كل الجمعيات في هذا العمل فمثلا لجنة زكاة غزة لديها أيتام كثر نقوم بأخذ هؤلاء الأيتام ونسوقهم لدولة الكويت أو نرسلهم إليها ،ولكن عندما تأتي الأموال تحول لهؤلاء كمصروفات وما شابه ذلك ويكمن دورنا هنا هو الإشراف علي هذا العمل الطيب الذي هو من أهم القضايا التي تتناولها الجمعية .
س :هل تضع الجمعية في اعتبارها الأوضاع النفسية للأطفال؟
من المهم توضيحه آن الجمعية تسعى إلى تقديم خدمات تنموية تساعد الصغير والكبير وبخاصة الأيتام وذلك لكي يستمروا في مواجهه الحياة دون مواجهة الصعاب ،كما أشار مصلح أن هناك متابعة ومراقبة دقيقة لكل صغيرة وكبيره لحالة هؤلاء من قبل دولة الكويت الشقيقة ،مضيفاً أن الدعم المادي وحده ليس كافياً وإنما الدعم النفسي والمعنوي هما السلاح الايجابي والفعال لرفعة نفوس الناس .
التنوع مطلوب
س: هل هناك عدد من الجمعيات الخيرية الأخرى في المناطق الفلسطينية مشابهة لطبيعة عملكم ؟
بالتأكيد هناك ثلاث مكاتب في الضفة الفلسطينية ونحن على تواصل دائم معهم ، كما أننا لا ننظر إلى عدد الجمعيات المشابهة وإنما إلى نوعية الخدمة التي تقدمها ، وبالحديث عن التنوع في عدد الجمعيات ، فالتنوع مطلوب ومشجع خاصة في ظل الظروف الحالية التي يعانى منها المجتمع الفلسطيني من قهر الاحتلال وإذلاله للمواطنين في ذهابهم وإيابهم .
س: ما أهم المشكلات التي تواجه جمعية الرحمة العالمية في فلسطين بشكل عام ؟ وكيف تنظرون إلى حلها ؟
تتلخص الصعوبات التي واجهتها جمعية الرحمة العالمية بالظروف السياسية القاهرة والتي سببها الاحتلال الاسرائيلى نتيجة لإغلاقه للمعابر والطرق الفلسطينية ، ما ترتب عليه منع إدخال اى شئ من المساعدات بعد انقطاع دام ستة شهور ،وهذا شكل عقبة أمام عملنا حيث هناك أناس بحاجة ماسة إلى هذه المساعدة ،لكننا بفضل الله ورعايته استطعنا حل هذه المشكلة من خلال التحويلات إلى اوروبا والتي كانت تسهل علينا كثيراً ، حيث جاءت لجنة من سلطة النقد ومن بنك فلسطين واطلعوا على كل ملفات الجمعية ، فرأوا أن هذه المساعدات تذهب إلى مستحقيها وليس إلى اى جهات تنظيمية كما يتصور الاحتلال وأعوانه.
رؤية مستقبلية
س: ما رؤيتكم المستقبلية خلال السنوات القادمة لتطوير برامج وعمل الجمعية ؟
قال مصلح إن الرؤية المستقبلية للجمعية هي العمل المتواصل ،حسب الوضع السياسي فإذا كان في حالة تحسن فإن هذا ينعكس ايجابياً على عملنا ،حيث يكون هناك تركيز في العمل واستمرارية ، أما إذا انعكس الوضع سلباَ فإننا نضطر للعمل في دائرة واحدة وهى دائرة الإغاثة التي لا تفيد اطلاقاً لأن المشروع هو الذي يبقى وبقاؤه يعنى بقاء العاملين فيه بتطويره وتنميته ، مشيراً إلى أن المشاريع الاستهلاكية (الأكل والشرب وغيرها) على حد تعبيره لا تبقى وهذا معناه أننا لم نعمل شيئاً حسب ما يقول المثل "لا تعطيني طعاماً ولكن علمني كل شئ " منوهاً إلى المشاريع القادمة للجمعية مثل عمل دار ملتقى الأيتام في مدينة غزة كمبنى يخدم الأيتام ونشاطاتهم وتحفيزهم وتعليمهم ببرامج شتى ترفيهية وتثقيفية وتعليمية حيث تتوفر فيه معظم الإمكانيات التي تجعل اليتيم بأن لا يشعر انه محروم من هذه الأشياء كما الأطفال العاديين، إضافة إلى التحضير لفكرة إنشاء مدرسة نموذجية ثنائية اللغة على غرار مدارس أنشأت في مناطق عمل الرحمة في القطاع الأوروبي ونجحت نجاحاً كبيراً .وكذلك من ضمن المشاريع التي نحن بصدد عملها إنشاء مشروع حيواني يخدم التنمية الحيوانية (مزرعة أبقار) إضافة إلى عمل مصنع صغير للألبان والأجبان بجوار المزرعة .
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=69008