الكعك المقدسي جزء من هوية المدينة
لطالما حمل كعك القدس نكهة خاصة، استطاع من خلالها إحياء ذاكرة طفولتنا ونحن نتنقل بين أزقتها العتيقة، نستيقظ على أصوات الباعة المتجولين ينادون على كعكها الذي اشتهرت به، يحكون قصص وروايات رسخت في قلوبنا عن المدينة المقدسة.
فمن قلب هذه الأجواء أطلقت مجموعة "عايشة يا قدس" الشبابية فعاليات مهرجان "كعك القدس الأول" لصد سياسات الاحتلال التهويدية الرامية إلى طمس معالم المدينة ومحو ثقافتها العربية من أذهان أبنائها.
طابع عربي
يقول رامي طه احد أعضاء مجموعة عايشة يا قدس لـ"إنسان اون لاين" إن الهدف من إقامة مهرجان "كعك القدس" إبراز الطابع العربي للمدينة في ظل سياسات التهويد التي تتعرض له والمحاولات المستمرة لتغيير معالمها من قبل سلطات الاحتلال لطمس ثقافتها وهويتها العربية الفلسطينية.
كما ويهدف المهرجان إلى إحياء القدس في أذهان الأطفال بشكل خاص، في ظل استهداف المناهج الفلسطينية في المدارس من قبل سلطات الاحتلال وتحريف العديد من الحقائق الفلسطينية ومحاولة تهويدها، لهذا أردنا أن نعزز المفاهيم الوطنية في عقول أطفال القدس من خلال الأنشطة التي قمنا بها في المهرجان.
وعن سبب تسمية المهرجان، أشار طه " أن كعك القدس له طابع وشهرة خاصة اقترن بالمدينة، وله نكهة خاصة نجدها فقط بالقدس، لهذا اخترناه لان له طابع مقدسي محبب من الكبار قبل الصغار، ومن المعروف أن الاحتلال يحاول سرقة كل شيء منا، ولا تقتصر سرقته على الأرض فقط، وقد سرق المنتجات الفلسطينية ونسبها له، حتى كعك القدس لم يسلم منه".
وتضمن المهرجان أنشطة وفعاليات مختلفة شملت تشجيع الأطفال على الرسم والتعبير من خلال رسوماتهم عن مدينة القدس وكعكها الشهير، وشمل أيضا عدة عروض للمهرجين.
وتم عرض مسرحية ثقافية، بالإضافة إلى عدة مشاركات من فرق فلكلورية فنية،وتخلل المهرجان فقرات ثقافية شعرية .
أبعاد عدة
ولم تقتصر أجواء المهرجان على البعد الثقافي والتراثي، بل تضمن أيضا بعدا اقتصاديا أشار فيه منظموه إلى خلق الوعي الاقتصادي لسكان القدس في إحياء مهنهم القديمة وتشجيع النشاط التجاري خاصة في بلدتها القديمة التي تعاني ركود كبير بسبب سياسات الاحتلال، التي تهدف إلى عزلها وتدميرها اقتصاديا، وتم عرض منتجات البلدة القديمة من خلال بازار شاركت فيه عدة محال تجارية.
وشهد المهرجان إقبالا كبيرا من قبل سكان القدس وزوراها وقد بلغ عددهم نحو 3 آلاف زائر، وأكد المنظمون من إعادة تنظيمه بالسنوات القادمة.
وأكد طه " هذه التجربة الأولى لنا، وسنعمل على إقامته وبشكل أوسع خلال السنوات القادمة لما له من أهمية كبيرة في تسليط الضوء على البلدة القديمة التي تعاني من مخططات التهويد الإسرائيلية، والتي يتركز فيها سعي الاحتلال لتفريغها من سكانها.
وعن المنظمين، تتكون مجموعة "عايشة يا قدس" التي أنشأت قبل ستة أشهر من 50 شابا وفتاة مقدسيين من حملة الشهادات العليا، ومنهم من كان مغتربا وعاد إليها من جديد.
يقول طه أن مجموعة عايشة يا قدس عبارة عن شباب تطوعوا لخدمة مدينتهم لا ينتمون لأي فصيل أو حزب كان، ويسعون لخدمة أبناء مجتمعهم في ظل ما تمر به المدينة من ظروف صعبة وإهمال كبير لاحتياجاتها، وتسعى المجموعة من خلال عملها إلى إنعاش الحياة الاجتماعية والثقافية والفنية بالمدينة، لإعادة قيمتها كمركز ثقافي للفلسطينيين.
مضيفا " أردنا أن نقوم بشيء من اجل مدينتا التي يؤرقها وجود الاحتلال فيها، والتي تعاني من تضييق وحصار كبيرين يدفع شبابها إلى مغادرتها للعمل خارج حدودها والتوجه إلى المدن القريبة، أو الهجرة إلى خارج حدود الوطن، وهو ما انعكس سلبا على القدس اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا".
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=71268