مستشفى ناصر بخان يونس مهدد بتوقف خدماته
يمر مستشفى ناصر الذي يعتبر المشفى الرئيس بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة ، بأزمة حادة تهدد بوقف خدماته التي يقدمها لآلاف المواطنين ، وذلك بسب النقص الشديد في العلاج والأدوية والمحاليل والغازات اللازمة لتشغيل غرف العمليات ، بالإضافة إلى نقص قطع الغيار للأجهزة الطبية .
فيما يعيق الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي وتقليص كميات الوقود الخدمات التي يقدمها المستشفى للمرضى.
فقد أكد وسام أبو شمالة مدير العلاقات العامة والإعلام في مجمع ناصر الطبي على أن وزارة الصحة تعيش في أزمة خانقة ،وذلك بسبب الحصار المفروض على الشعب وخاصة القطاع الصحي.
وحذر أبو شمالة من وقف عمل كافة مشافي القطاع إذا استمر الحصار،قائلاً” في حال استمر الوضع بهذا الشكل فان المشافي المتواجدة في القطاع لن تعمل بالشكل الطبيعي ، مضيفا انه في حالة الاجتياحات الإسرائيلية والتي أصبحت بشكل شبة يومي واستخدام أسلحة محرمة دوليا ،لا يستطيع المستشفي تحمل العدد الكبير من الشهداء والإصابات ، حيث نعمل لتخفيف هذا الضغط في ظل الأزمة بتحويل بعض الحالات لمستشفي الأوروبي في خان يونس ومجمع والشفاء بغزة، ولكن بعض الحالات تحتاج إلي عمل طارئ فلا توجد غرف للتعامل معها داخل المستشفي.
وأشار أبو شمالة إلي أن مستشفى ناصر يعتبر المشفي الرئيسي في خان يونس والتي تأتي إليه معظم الحالات في المدينة ولا يكاد يمر أسبوع أو يوم إلا ويأتي إليه إصابات أو شهداء بفعل الاجتياح المتكررة علي المدينة .
وأكد أبو شمالة علي إن جوانب المعاناة التي تشهدها المستشفي تتمحور في ثلاث جوانب يتعلق أولها بالنقص الحاد في العلاج والأدوية لاسيما المتعلقة بالأمراض المزمنة لاسيما القلب والسكر والكلي ، وأيضا النقص الحاد في المحاليل والأدوية اللازمة لتشغيل غرف العمليات والتخدير والغازات اللازمة لعمل الأطباء .
أما الجانب الثاني فلفت أبو شمالة إلى أنه يتعلق بنقص قطع الغيار للأجهزة الطبية ، حيث انه حينما يتم الكشف عن تلك الأجهزة تكون بحاجة إلي صيانة وقطع غيار جديدة، وبسب الحصار ، وتابع ” لا نجد لتلك الأجهزة القطع المطلوبة،وبالتالي تؤدي إلي ركن هذه الأجهزة وتوقفها عن العمل؛ مما يؤدي إلي تعرض حياة كثير من المرضي للخطر، ومن هذه الأجهزة “أجهزة التنفس الاصطناعي التي تعمل في قسم العناية المكثفة ،والتي تلعب دورا كبير لإبقاء المريض علي قيد الحياة وهذا يعطل الكثير من العمليات التي تحتاج إليها بعض الحالات الحرجة ، وأجهزة رسم القلب والأجهزة الموجودة في مختبرات فحص العينات المطلوبة لبعض الحالات الضرورية، وبعض الأجهزة الموجودة في قسم الأشعة وغيرها…”
وعن الجانب الثالث قال أبو شمالة ” يتمثل في انقطاع التيار الكهرباء، حيث أننا منذ تشديد الحصار الإسرائيلي علي القطاع وبعد القرار الإسرائيلي بفصل التيار الكهربائي عن غزة، وتقليص كميات الوقود ،قمنا بتكثيف جهودنا لاستمرار تدفق الوقود للمشفى.
وأضاف أبو شمالة “أننا استطعنا وبفعل جهودنا الذاتية الحصول علي بعض كميات من الوقود بعد فتح الحدود الفلسطينية المصرية قبل عدة أيام، والتي لا تكفي لعدة أيام وبعد إغلاق الحدود وإبقاء المعابر مقفلة من المرجح أن يصل المشفي إلي العجز الكامل إن تم نفدت كميات الوقود في ظل التهديدات الإسرائيلية المستمرة بفصل التيار الكهربائي بشكل شبه دائم وتشديد الحصار وقرب نفاذ الوقود التوفر للمشقي ” ، مؤكدا على أنه في حال تم ذلك فان المرضي سيتعرضون للموت المحقق وخاصة المتواجدين في غرف العناية المركزة وغرف حاضنات الأطفال ، وستغلق غرف العمليات بشكل كامل ولن يتمكن الأطباء من إنقاذ حياة المرضى ، مع العلم بأن ألازمة الأخيرة أوقفت العمل في غرف العمليات بشكل شبة كامل.
وتابع مدير العلاقات العامة ” في حالة وصول المشفي عدد كبير من الشهداء خصوصا في ظل الأزمة التي تحف بالوضع الصحي الذي أوشك علي كارثة، نعمل جميعا من أطقم طبية وإدارية وفنية لتفادي هذه الكارثة من خلال العمل بالحد الأدنى من الإمكانيات وقد أعلنا في المشفي منذ فترة حالة الطوارئ واستنفرنا كل الطواقم الطبية والفنية لمواجهة هذه الأزمة، وعملنا بجهود ذاتية بالتنسيق مع دائرة الطوارئ في وزارة الصحة وبالتعامل مع بعض المؤسسات غير الحكومية لسد بعض العجز في المستشفي من كوادر وأجهزة” .
وأكد أبو شمالة أنه في حال نفذت إسرائيل تهديداتها بقطع التيار الكهربائي بالكامل عن القطاع فإن العمل في المستشفي سيتوقف خلال أربعة وعشرين ساعة، مشددا على أن الأدوية التي تم وصولها للمستشفي بعد فتح الحدود الفلسطينية المصرية قبل عدة أيام والتي سدت جزء محدود من العجز لا تكفي لأكثر من شهر.
وقال أبو شمالة إلي أن وفود خارجية زارت مستشفي ناصر للاطلاع علي أوضاعه الصحية حيث كان أخرها وفد فرنسي قام بإجراء بعض العمليات التي تحتاج للعلاج في الخارج ، وكان قبلها وفد سويسري قدم بعض الدعم للمفشي وقام بإجراء بعض العمليات،وبعض الوفود المحلية من أعضاء المجلس التشريعي والذين قاموا بدورهم بحل بعض الأزمات في المستشفي وأيضا بعض المؤسسات الأهلية التي قدمت بعض الدعم .
ووجه مدير العلاقات العامة والإعلام في مجمع ناصر الطبي رسالة قال فيها “إننا من وسط هذه المعاناة التي نعيشها بين المرضي والتي نسمع أنينهم وشكواهم المركبة بفعل المرض وبفعل الحصار ونقص المعدات الطبية نوجه رسالتنا إلي الأطراف الدولية والرسمية وغير الرسمية للضغط علي إسرائيل لكي تقوم بفك الحصار وخاصة علي القطاع الصحي وتجنيب هذا القطاع المشاكل السياسية لان الاحتلال يحمل المسؤولية عن هؤلاء المرضي في ظل إسرارها إبقاء الحصار مفروض علي الشعب الفلسطيني..”
كما وجه رسالة إلي الأطراف العربية وبالتحديد جمهوريه مصر لتعمل بشكل ايجابي لفتح معبر رفح للسماح للحالات المرضية للعلاج بالخارج،وطالبها بإدخال المساعدات خصوصا العالقة بالجانب المصري من المعبر.
كما طالب وسائل الإعلام لنقل صورة المعاناة التي يعيشها مرضي قطاع غزة، مؤكدا علي الدور القوي والهام في كشف الحقائق علي الأرض ونقل صورة المعاناة.
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=84724