تظهر نظرة علوية على أسواق مدينة نابلس انطباعا مطمئنا عن وضع اقتصادي منتعش في الأسبوع الأخير قبل حلول عيد الأضحى المبارك، إلا أن جولة على بعض المحلات التجارية تقدم صورة أدق عن واقع اقتصادي صعب.
وتشهد أسواق نابلس حركة دؤوبة استعدادا للعيد هذه الأيام، بحيث تملأ عشرات الآلاف الشوارع على مدار الساعة، ينتقلون من محل لآخر بحثا عن بضاعة بجودة مناسبة وسعر مقبول، وهي مهمة ليست سهلة في ظل الارتفاع الفاحش بأسعار المواد الغذائية والملابس.
وقبل أن تأخذ الطريق المؤدي إلى حارة القريون داخل البلدة القديمة، تقبع هناك في الزاوية عدة متاجر متداخلة، وهي تشهد إقبالاً كبيرا، رغم بعدها عن مركز المدينة.
ويقول محمد أبو حمد مالك إحدى هذه المتاجر لوكالة "صفا" عن وضع السوق: "في ظل ما نشهده من أزمة سياسية وما يحدث من اعتداءات المسجد الأقصى ومدينة القدس، لن يكون العيد كما هو دائماً".
ويبين أبو حمد أنه مع الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها المواطن فإن إقبال المشترين ليس مثل العام الماضي، وسيستمر في التراجع إذا بقي الحال على ما هو عليه.
ورغم كثرة الزبائن في محله، يؤكد أبو حمد أن الإقبال على الشراء أقل نسبيا من الأيام العادية ومما شهده العيد الماضي، ولعل الأوضاع الاقتصادية والمعيشية السيئة ساهمت في تقليل الإقبال على الشراء.
من جهتها تشتكي المواطنة "أم سعيد" من بلدة بيت فوريك شرق نابلس من ارتفاع الأسعار "ففي ظل ما نعيشه من تدهور في الحالة المعيشية فإننا نشتري فقط اللوازم الضرورية من أجل العيد، ولا نفكر بلحوم أو ما شابه".
عروض مناسبة
وفي ظل الوضع الاقتصادي الصعب، يتجه الكثير من المواطنين للبحث عن ما تقدمه المحلات من عروض وتخفيضات على أسعار سلعها، في محاولة لتوفير احتياجاتهم بأقل الأسعار.
وأطلق محمد القوقا صاحب محلات لبيع الشكولاتة والمكسرات عروضا مغرية على الأسعار تستمر منذ مطلع شهر ذي الحجة وحتى أول أيام العيد، أملا في جذب شريحة واسعة من المواطنين ذوي الدخل المحدود.
ويقول القوقا لوكالة "صفا": "قدمنا هذا العرض لأننا نعلم الوضع الذي يمر به المواطن، فمن خلال هذا العرض نتمكن نحن من بيع منتجاتنا بأسعار قليلة وبكميات كبيرة، وفي نفس الوقت يستطيع المواطن محدود الدخل شراء ما يحتاج بأقل الأسعار.. هذا موسم يستحق المغامرة".
ويبدو أن هذه العروض تجتذب الكثير من المستهلكين خاصة من ذوي الدخل المحدود، ومنهم سارة عامر من سكان نابلس التي تتجول داخل المعرض وتشتري كميات من الشوكولاتة والمكسرات، وترى أن أسعارها مناسبة جداً، وجودتها جيدة كذلك.
ويكثر هذا النوع من العروض في مدينة نابلس قبيل أيام العيد، ولا يقتصر على المواد الغذائية الأساسية، بل يشمل الملابس وكل ما يتصل باحتياجات العيد، ولا ينحصر زبائنها في الأسر الفقيرة، بل تتسع لتشمل الكثير من متوسطي الحال كذلك.
فورة مؤقتة
وتعتبر حنين حلاوة من سكان مدينة نابلس أن الفورة التي تشهدها المدينة ستنتهي بحلول العيد، وتؤكد أن هذه الأزمة الخانقة التي تشهدها نابلس ستتبدد تاركة وراءها كميات لا بأس بها من النفايات بانتظار أن يتم إزالتها.
وترى حلاوة أن ما تشهده أسواق نابلس هذه الأيام من ازدحام بالمتسوقين ليس بالأمر الجديد، رغم أن الأزمة هذه المرة أقل من سابقاتها، غير أن الأوضاع المتفجرة في المنطقة لن تقف في طريق المواطنين، فهم سيعيشون أيام العيد وكأن شيئا لا يحدث على الصعيد الاقتصادي أو السياسي.
المصدر: صفا
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=96544