بيت لحم..لا أفق لعودة السياحة قريبا

يستبعد الفلسطينيون في مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، أي أفق لعودة المدينة التاريخية السياحية إلى سابق عهدها بعد أن أنهكتها جائحة كورونا، وقلصت أعداد السياح بشكل غير مسبوق.

وعلى مدار العام قبل جائحة كورونا، كان يؤم المدينة عامة وكنيسة المهد خاصة، يوميا آلاف السياح والحجاج من مختلف أنحاء العالم، لكن منذ بداية الجائحة لم تعد تشهد المدينة إلا زيارات محدودة لمسيحيين غالبيتهم من الأراضي الفلسطينية.

بيت لحم سجّلت أولى الإصابات بفيروس كورونا، في مارس/ آذار 2020.

هذه الأزمة انعكست على مختلف القطاعات بالمدينة التي يعتمد نحو 80 بالمئة من سكانها على العمل في السياحة بشكل مباشر أو غير مباشر.

وعلى الرغم من استعداد المدينة لاستقبال السياح والحجاج المسحيين مجددا، إلا أن دخول الأراضي الفلسطينية والمنطقة في موجة رابعة من تفشي كورونا، بدد الأحلام، وأعاد الأوضاع إلى نقطة الصفر.

تقول وزارة الصحة الفلسطينية، في عدة بيانات لها، إن الوضع الوبائي في البلاد “يزداد سوءا”، معبرة عن مخاوفها من الدخول في موجة رابعة من جائحة كورونا.

سياح محليون

وفي الكنيسة التي شيدت على المغارة التي يعتقد أن المسيح عيسى عليه السلام ولد فيها، يؤدي رجال دين صلواتهم، ويقول أحدهم رافضا التقاط صور له: “نصلي من أجل أن يعم السلام وينتهي الوباء”.

ويضيف: “المهد يشتاق لحجاجه المؤمنين، لكن الموجة الجديدة من كورونا أعادت الأمور إلى نقطة الصفر”.

وينصرف رجل الدين مع بعض من رعية كنيسته، فيما تبدو الكنيسة شبه فارغة إلا من بعض المسيحيين الذين عرفوا عن نفسهم لمراسل الأناضول، بأنهم من مدينة “بيت ساحور” القريبة من بيت لحم، جنوبي الضفة.

في المغارة حيث ولد المسيح، تلتقط فتاة قالت إنها قادمة من مدينة جنين (شمال) بعض الصور التذكارية، ما يشير إلى أن غالبية زوار المدينة هم من الأراضي الفلسطينية.

وتتبوّأ بيت لحم مكانة تاريخية، وتكتسب قدسية من احتوائها على كنيسة “المهد” التي يعتقد المسيحيون بميلاد المسيح في موقع بنائها، ويقصدها آلاف السياح سنوياً.

العودة لنقطة الصفر

على مدخل كنيسة “المهد” يجلس الدليل السياحي عيسى أبو داود (61 عاما)، منتظرا قدوم سياح على غير موعد، لعله يصحبهم في جولة داخل المدينة ويعرفهم على معالمها التاريخية والدينية.

ويقول أبو داوود لمراسل الأناضول: “وضع السياحية في بيت لحم سيء جدا، لا يوجد سياح، منذ عام ونصف ونحن على هذه الحالة”.

يضيف: “في مايو/ أيار الماضي تحسن الوضع قليلا بعد تراجع إصابات كورونا، لكنه عاد إلى نقطة البداية”.

على الرغم من عدم وجود سياح، غير أن أبا داوود الذي عمل في هذه المهنة منذ 2006، يجلس في ساحة المهد، يقول “لا عمل لنا سوى هذه المهنة، أمضي وقتي في ساحة الكنيسة عل وفدا يتبع سفارة أو قنصلية يزورون الكنيسة، أو بعض السياح من فلسطيني الداخل (إسرائيل)”.

ويستذكر عمله قبل جائحة كورونا قائلا: “كانت المدينة تعج بالسياح، يوميا يدخل المدينة والكنيسة ما لا يقل عن 5 آلاف سائح”.

متاجر مغلقة

وفي جوار الكنيسة تنتشر عشرات المحال التجارية، التي تعتمد على حركة السياحة، لكن معظمها أقفل أبوابه بسبب خلو المدينة من السياح.

ويقول جورج عيسى، صاحب محل لبيع التحف الشرقية: “منذ عام ونصف نحن بلا عمل، نفتح المحال بين الفينة والأخرى فقط لتغير الهواء ومسح الغبار عن التحف”.

يشير عيسى، إلى محال بجواره قائلا: “انظر إنها مغلقة”.

موسم سياحة منتظر

يقول الناطق باسم وزارة السياحة الفلسطينية، جريس قمصية، إن “المشهد السياحي في فلسطين وبيت لحم بشكل خاص ما زال غير قادر على العودة إلى سابق عهده قبل جائحة كورونا”.

ويضيف قمصية، لوكالة الأناضول: “أكملنا كافة الاستعدادات لاستقبال الزوار وتم تدريب كافة العاملين في القطاع السياحي وفق بروتوكول صحي مثالي، لكن الموجة الرابعة من الجائحة عطلت كل الاستعدادات”.

ويشير إلى أن فنادق بيت لحم ما زالت تستقبل حجوزات لشهري أكتوبر/ تشرين الأول، ونوفمبر/ تشرين الثاني القادمين.

ويتوقع أن تزيد الحجوزات في ديسمبر/ كانون الأول بفعل الاحتفالات بموسم أعياد الميلاد، لكنه قال إن “كل ذلك مرتبط بالوضع الصحي في البلاد والمنطقة”.

وبيّن أن خسائر القطاع السياحي في فلسطين بلغت في العام 2020، مليار ونصف دولار، متوقعا ذات الخسائر في العام الجاري بفعل استمرار تأثير الجائحة.

وحتى الأحد، سجلت فلسطين 366.7 ألف إصابة بفيروس كورونا، منها 3940 وفاة، و343 ألفا و745 حالة تعاف.​​​​​​​

المصدر: الأناضول