الاحتلال يستعين بـ”مؤثرين” لمواجهة الرواية الفلسطينية

استعان الاحتلال الإسرائيلي، بمؤثرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لمواجهة الرواية الفلسطينية.

 ونظم الصندوق القومي اليهودي ووزارة الخارجية حملة دعائية من مجموعة من نشطاء شبكات التواصل الإسرائيلي ممن أجروا جولات سياحية في محاولة لاستعادة زخم تأييد الاحتلال، من خلال استخدام شعبيتهم على منصة تيك توك تحديدا، وتتركز مهمتهم في الرد على المنشورات المعادية لإسرائيل، وتخفيض العداء لها.

يدور الحديث عن مجموعة من 16 مؤثرًا شابًا إسرائيليا للترويج لمحتوى مؤيد للاحتلال، لديهم متابعون بعدد إجمالي يصل إلى 32 مليونًا، وقد سافروا في جولاتهم السياحية بتمويل من الصندوق القومي اليهودي- كاكال، بزعم أنهم “السلاح الأمضى” الذي يملكه الاحتلال فيما يسميه “حرب المعلومات”، وهي ساحة المعركة الوحيدة التي ما زال يخسر فيها، باعترافه هو، ما دفعه إلى الاستعانة بمن يصفهم بـ”المحاربين الرقميين”، وعدد متابعيهم الهائل، لإيصال الرسالة التي فشلت الهيئات الرسمية في نقلها للعالم.

ديبورا دانان مراسلة موقع زمن إسرائيل، رافقت المجموعة، ونقلت عنهم بعضا من الرسائل التي يريدون ترويجها للمجتمع الأمريكي خصوصا، والغربي عموما، ومنها “زيارتهم إلى نفق حفره حزب الله من لبنان إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث التقطوا مقطع فيديو لهم من داخل النفق، ويلوحون بإصبع مثلثة، ويهاجمون الحزب، أما في أوقات التوتر الأمني مع الفلسطينيين فيتنوع محتواهم اليومي، وكل واحد منهم متخصص في مجاله، لكن رسالتهم الموحدة أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها”. 

ونقلت في تقرير ترجمته “عربي21” عن أحدهم أنهم “يتابعون عن كثب منشورات عارضة الأزياء الأمريكية الفلسطينية “بيلا حديد”، ويهاجمونها دائما، لأنها تلقي باللوم على إسرائيل التي تقتل الأطفال الفلسطينيين، ودأبت المجموعة على تعميم هاشتاغ باسم#stopfakenews “أوقفوا الأخبار المزيفة” و #Israelunderattack “إسرائيل تتعرض للهجوم”.

وأشارت إلى أنه “بينما حصل المؤثرون على شبكات التواصل على 13.8 مليار دولار بجهود التسويق خلال 2021، وأن المؤثرين الأمريكيين يحصلون على 20 ألف دولار وأكثر مقابل مقطع فيديو تسويقي واحد، فإن النشطاء الإسرائيليين لم يتلقوا شيكلا واحدا مقابل جهودهم، بزعم أنهم يقومون بذلك التزاما بانتمائهم لدولة الاحتلال، وغضبهم مما يعتبرونه تزايد المنشورات المعادية لإسرائيل في العالم الافتراضي، لكن أحدهم خسر 20 ألف متابع بكبسة زر واحدة حين نشر تغريدة مؤيدة لإسرائيل، وآخر تلقى تهديدات بالقتل، وثالثا مدمنٌ على Facebook المسمى “ديناصور” منصات التواصل الاجتماعي، ومعظم محتواه باللغة الإسبانية”.

وأوضحت أن “ناشطا إسرائيليا رابعا بدأ مسيرته الرقمية على Instagram طلب من متابعيه أن يقولوا بالإسبانية كلمة “أحب إسرائيل”، فيما تحول تيك توك لأفضل أداة دعاية في العالم العربي، وكل التحريض ضد إسرائيل يأتي منها، ومن المستحيل محاربة هذا، لأننا قليلون وهم كثيرون، ميزتنا الوحيدة أننا نقوم بتحميل محتوى بجودة أفضل، ويشارك اليهود الأمريكيون أيضًا في الدفاع عن إسرائيل على وسائل التواصل، لكنهم بعكس الإسرائيليين، يكرسون نشاطهم لمحاربة معاداة السامية وانتقاد إسرائيل”. 

تكشف المقابلات جانبا من مبادرة وزارة الخارجية الإسرائيلية المسماة “فريق الأحلام” من المؤثرين الإسرائيليين، للمساعدة في محاربة الأخبار المعادية لإسرائيل، والتصيد لها عبر الإنترنت، من خلال تزويدهم بالمعلومات، والإجابة عن أسئلتهم، لأنهم بالأساس خبراء محتوى. 

حتى إنه عندما قُتلت صحفية الجزيرة شيرين أبو عاقلة برصاص جيش الاحتلال في جنين، لجأ إيدو دانيال رئيس فريق الاستراتيجية والشراكات الرقمية في الوزارة لهؤلاء المؤثرين، وطلب منهم المساعدة بإنشاء فيديو الرواية الإسرائيلية من القصة، مع العلم أن هذا الفريق الإسرائيلي من المؤثرين يحظى بجلسات تدريبية، وإيجاد صلات بينه وبين المؤثرين اليهود من الخارج.