غزة..معاقون يعالجون قضاياهم على خشبة المسرح

اتجه معاقون فلسطينيون إلى الفن المسرحي لتجسيد أوضاعهم المعيشية والشفاء من ندوب الحرب.

على خشبة المسرح في مدينة غزة، تجاهل هؤلاء إعاقتهم وقدموا أمس الإثنين، عروضا تجسد قدرتهم على الاندماج في المجتمع الفلسطيني.

لم يكن الوصول إلى المسرح بالأمر الهين لمبتوري الأطراف، بل احتاج لجهد وتدريب خاضوه لمدة 35 يوما، عبر برنامج “شفاء الجروح” بدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر لمن فقدوا أطرافهم في قطاع غزة، بالتعاون مع جمعية “مسرح بذور للثقافة والفنون”.

وقدم ذوو الإعاقة مسرحيتين باسم “سليم السليم” و”طرف”، بمشاركة 8 شابات و10 شباب، جميعهم من مبتوري الأطراف.

و”سليم السليم” مسرحية لـ10 شباب تدور حول قدرة ذوي الإعاقة على المشاركة في الحياة كباقي أفراد المجتمع.

أما “طرف” فعرض مسرحي لـ8 إناث حول التحديات التي تواجه المرأة في تركيب طرف صناعي وتقبل المجتمع لها.

على قدم واحدة تقف الفلسطينية فاطمة الحلولي (40 عاما) على خشبة المسرح بكل ثقة، لتقدم عروضا مسرحية تعبر عن قدراتها على العمل واللعب وممارسة حياتها كشخص سليم.

وقالت الحلولي عقب العرض المسرحي: “دخولي للمسرح جعلني أكثر سعادة ومعنويات عالية وقوة بالشخصية وساعدني على الترفيه عن النفس”.

وأضافت: “نعالج من خلال الفن قضايا ذوي الإعاقة بطريقة مختلفة وجميلة.. كل شخص معاق يجب عليه تخطي كل المعيقات ويتحداها، فلا شيء مستحيل”.

فيما قالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة سهير زقوت “إن العلاج بالفن طريقة أصيلة لدعم الصحة النفسية للأشخاص ذوي الإعاقة الذين فقدوا أطرافهم بسبب النزاع والحوادث الأخرى”.

وتابعت أن “18 شابا وشابة شاركوا في مشروع المسرح، حيث تمكنوا من كتابة النصوص بأنفسهم وكل شخص عبر عن الحادث الذي تعرض له”.

وأردفت زقوت أن “العلاج بالفن يساعد على التغلب على المشاعر التي رافقت ذوي الإعاقة بعد إصابتهم وفقدانهم أطرافهم”.

ولفتت إلى أنه “منذ عام 2014 تدعم اللجنة الدولية للصليب الأحمر الصحة النفسية، وشارك فيه (برنامج “شفاء الجروح”) حوالي 390 شخصا من ذوي الإعاقة في غزة”.

المصدر: الأناضول