على بعد كيلو متر واحد من الحدود السورية التركية، تقيم 100 عائلة فلسطينية، إلى جانب 300 عائلة سورية مهجرة، في قرية “عطاء” السكنية في أقصى الشمال الغربي لسوريا.
أنشأت القرية من قبل جمعية “عطاء للإغاثة والتنمية”، بتبرعات من فلسطينيي الداخل ومؤسسة خيرية كويتية عام 2016، لتكون ملجأ لضحايا موجة التهجير التي طالت مخيم “اليرموك” ومناطق وبلدات جنوب العاصمة السورية دمشق عام 2018.
تتفرع عشرات الأزقة الضيقة من شارع رئيسي واحد يشق القرية، حيث تتراكم المنازل كعلب الكبريت، كما يصفها ساكنوها.
في منزل لا تتجاوز مساحته 35 مترا مربعا، يعيش اللاجئ الفلسطيني عبد الرحمن الشيخ وزوجته مع أبنائهم الثلاثة.
يقول الشيخ: أشعر بالاختناق والضيق كلما دخلت للمنزل، متذكراً المعاناة التي عاشها في خيمته بمخيم “دير بلوط” عندما جاءه مهجّرا من مخيم “خان الشيح” بدمشق.
ويضيف، أصبح ولداي وابنتي في عمر حساس، وأضطر للنوم مع أولادي في غرفة، بينما تنام ابنتي مع أمها في الغرفة الثانية.
يحلم الشيخ بمغادرة القرية إلى مكان أفضل ومنزل خاص أوسع، لكنه يصطدم بالواقع المعيشي الصعب، وارتفاع تكاليف البناء.
بدوره يتنفس الشاب الفلسطيني “مالك” الصعداء فقد حصل قبل خمسة أيام على منزل في قرية عطاء بعد سنوات من الانتظار.
يقول مالك: رغم ضيق مساحة المنزل؛ إلا أنه يبقى أفضل من السكن بالإيجار، لقد أصبح بإمكاني الاستفادة من 100 دولار كنت أدفعها للإيجار.
ورغم استلامه لمفاتيح منزله الجديد، إلا أنه لم ينتقل إليه بعد، مشيرا إلى أن تصميم المنزل يحتاج إلى تعديلات من الداخل حتى يصبح ملائما للسكن، خاصة وأنه متزوج منذ فترة قريبة، ويحتاج لنقل أثاثه الجديد.
من جانبه يرى الناشط الإغاثي في هيئة “فلسطين للإغاثة والتنمية” أحمد أبو جهاد، أن قرية عطاء التي تسكنها 520 عائلة، بينها 100 عائلة فلسطينية، تعتبر قرية نموذجية قياسا مع التجمعات السكنية الأخرى التي تُشيّد لقاطني الخيام في الشمال السوري.
لافتا إلى توفر كل الخدمات التي يحتاجها الناس، ففيها مدرسة كبيرة ومسجد ومستوصف، بالإضافة إلى سوق تتوفر فيه كل السلع وبأسعار تتناسب مع ذوي الدخل المحدود، كما يحصل ساكنو القرية على سلة إغاثية شهرية.
وأضاف أبو جهاد “أهم ما تتميز به القرية هو الأمان من حوادث السرقة والخطف التي نسمع عنها في المناطق الأخرى، فيمكنك وضع دراجتك وفيها مفتاح لعدة أيام، ولا يجرؤ أحد على سرقتها، فالقرية مسوّرة ويتكفل عناصر الشرطة بحمايتها وهم من سكان القرية”.
وأشار إلى أن معظم الفلسطينيين في القرية يعملون في مهن كالحدادة والبناء، وأن أوضاعهم المعيشية متوسطة.
وعن مساحة المنازل؛ نوه إلى أنها تصلح لعائلة مكونة من أب وأم وطفل، ويصبح الوضع صعباً عندما يزداد عدد الأطفال ويكبرون.
ويقدر عدد العائلات الفلسطينية في الشمال السوري ب1480 عائلة وفق جمعيات إغاثية، وتتوزع العائلات على مناطق إدلب وأريافها، بالإضافة لمدن وقرى ريف حلب الشمالي والغربي كعفرين وجنديرس وأعزاز والباب، في ظل أوضاع معيشية صعبة.
المصدر: قدس برس
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=137449