عمليات الضفة تفرض نفسها على الانتخابات الإسرائيلية

تفرض التطورات الميدانية بالضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، نفسها على أجندة الانتخابات الإسرائيلية المقررة مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

ولا يستبعد مراقبون إسرائيليون عملية عسكرية في شمالي الضفة الغربية قبيل الانتخابات في ظل الاتهامات التي توجهها المعارضة للحكومة بالفشل الأمني.

وقال يوني بن مناحيم المحلل الإسرائيلي: “قد تشهد فترة الأسبوعين ما بين انتهاء عطلة عيد العرش (16 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري والانتخابات الإسرائيلية 1 نوفمبر المقبل) عمليات عسكرية إسرائيلية خاصة في شمالي الضفة الغربية وتحديدا نابلس وجنين”.

وأضاف للأناضول: “هناك ضغط من قبل الشارع الإسرائيلي على الحكومة ولذلك كانت هناك قرارات بتعزيز قوات الشرطة في القدس الشرقية، والجيش بالضفة الغربية”.

الوضع يزداد سوءا

وشهد العام الحالي تصعيدا ملحوظا في عمليات الجيش الإسرائيلي شمالي الضفة الغربية بداعي تنفيذ عمليات اعتقال.

ورد نشطاء فلسطينيون في جنين ومن ثم نابلس على هذه العمليات بمواجهات واشتباكات مسلحة، مع إطلاق نار على جنود ومستوطنين إسرائيليين.

وفي الوقت الذي يركز الجيش الإسرائيلي عملياته الاستخبارية على شمالي الضفة الغربية، فاجأ فلسطيني في 9 أكتوبر الجاري، المؤسسة الأمنية بعملية إطلاق نار على حاجز عسكري عند مدخل مخيم شعفاط للاجئين شمالي القدس، ما أدى إلى مقتل مجندة إسرائيلية وإصابة عنصري أمن.

ويلقي التصعيد الميداني بتبعات صعبة على الأحزاب المشكّلة للحكومة الحالية في مواجهة المعارضة التي تتهمها بالفشل الأمني مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية.

وقال بن مناحيم: “الوضع يزداد سوءا يوما بعد يوم في حين أن المعارضة تستغل هذا التدهور لمهاجمة الحكومة، خاصة رئيس الوزراء يائير لابيد ووزير الدفاع بيني غانتس واتهامهما بالفشل”.

وأضاف: “لابيد يأمل عدم استمرار الوضع الحالي لأنه لا يريد أن يظهر بمظهر العاجز أمام الشارع الإسرائيلي، في حين أن غانتس يريد أن يكون في أعين الناس قائدا عسكريا كفؤا”.

ويريد كل من غانتس ولابيد أن يشكلا الحكومة القادمة بمواجهة رئيس الوزراء السابق، زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو، الذي لا يترك مناسبة دون اتهامها بالفشل الأمني.

ترتيبات ما قبل الانتخابات

وكتبت ليلاخ شوفال في صحيفة “إسرائيل اليوم”: “الطريق الذي تتخذه إسرائيل عشية الانتخابات هو إغراق الميدان بالقوات واعتقال المنفذين المحتملين للعمليات على أساس معلومات استخبارية واستخدام الضغط أيضا على السلطة الفلسطينية”.

وأضافت: “تأمل قيادة جهاز الأمن أن ييأس منفذو العمليات في هذه المرحلة أو تلك، فتخبو هذه الموجة تلقائيا مثلما كان في حالات مشابهة في الماضي”.

وفي 13 أكتوبر الماضي، قال غانتس في مقابلة مع موقع “واي نت” الإسرائيلي: “على الرغم من سيطرة قوات الأمن على الوضع، فإنها لا تزال فترة متوترة للغاية”.

وأضاف: “نستخدم كل الوسائل المتاحة، ونعزز القوات في جميع مناطق النقاط الساخنة بقدر ما نستطيع.. ونقوم أيضا بعمليات هجومية في نابلس وجنين، وفي أي مكان نحتاج إليه”.

وألقى غانتس بمسؤولية تفجّر الأوضاع على مجموعة “عرين الأسود” وهي مجموعة شبان فلسطينيين مسلحين في منطقة نابلس شمالي الضفة الغربية.

وقال: “عرين الأسود مجموعة من نحو 30 عضوا وسنكتشف كيفية الوصول إليهم وسنقضي عليهم.. وآمل أن يحدث ذلك في أقرب وقت”.

مسؤولية التصعيد

وبات اسم “عرين الأسود” يتردد كثيرا في وسائل الإعلام الإسرائيلية.

وفي 12 أكتوبر الماضي، كتب يوسي يهوشع في صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية: “أصبح رجالهم نجوما وهم أيضا يشعلون العمليات التالية وليس لديهم قيادة مرتبة أو سلوك تنظيمي ينتج أثرا استخباريا عاليا”.

وأضاف أن هؤلاء الشبان “يشكلون تحديا لحوكمة السلطة الفلسطينية، لكنهم بنظر الجيش الإسرائيلي تنظيم مسلح بكل معنى الكلمة يجب الهجوم عليه بأفضل الوحدات وعدم الانتظار”.

وأشار بن مناحيم إلى أن “الأمن الإسرائيلي يعتقد أن عرين الأسود هم من يقفون خلف العمليات الأخيرة”.

وقال: “لا أستبعد عملية عسكرية إسرائيلية شمالي الضفة الغربية قبل الانتخابات”.

ويأتي التصعيد الميداني بالضفة الغربية في وقت تأمل الحكومة الإسرائيلية حصاد ثمار اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان في صناديق الاقتراع مطلع الشهر المقبل.

وتابع بن مناحيم: “تعتقد الحكومة الحالية أن التصعيد بالضفة الغربية سيغطي على الاتفاق مع لبنان الذي تسوقه كإنجاز لحصد المزيد من الأصوات في الانتخابات القادمة”.

وعادت التطورات في الضفة الغربية لتتصدر عناوين الأخبار في وسائل الإعلام الإسرائيلية بالأشهر الأخيرة.

وذهب بعض المحللين الإسرائيليين لاعتبار ما يجري بأنه بداية انتفاضة، وهو رأي لا يوافق عليه محللون آخرون ومسؤولون في أجهزة الأمن الإسرائيلية.

واعتبر بن مناحيم: “ما يجري ليس انتفاضة إنما هي موجة عمليات، فالانتفاضة كما شهدناها في الماضي هي مشاركة جماهيرية واسعة جدا بالمواجهات وهو ما لم يحدث بعد ولا مؤشرات على أنه سيحدث قريبا”.

المصدر: الأناضول