للمرة الخامسة في أقل من أربع سنوات يعود الإسرائيليون الثلاثاء 1 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل إلى صناديق الاقتراع، في ظل أزمات وخلافات سياسية قادت إلى حل الكنيست (البرلمان) وإجراء انتخابات مبكرة متتالية.
وفي هذه الانتخابات يحق لنحو 6.7 ملايين ناخب الإدلاء بأصواتهم لاختيار ممثليهم في الكنيست المكون من 120 مقعدا، والذي يحدد بدوره الحكومة القادمة.
ووفق لجنة الانتخابات المركزية في تقرير حصلت الأناضول على نسخة منه، فإنه منذ الانتخابات الأخيرة للكنيست (24 في مارس/آذار 2021) زاد عدد الناخبين بحوالي 210 آلاف.
وأوضحت اللجنة أن المؤهلين للمشاركة بالانتخابات هم كل مواطن إسرائيلي بلغ الثامنة عشرة من عمره يوم انتخابات الكنيست، وتم تسجيله في سجل الناخبين.
واستنادا إلى القانون الإسرائيلي، فإن يوم الانتخابات هو يوم عطلة لتمكين الناخبين من الإدلاء بأصواتهم.
ولتسهيل المشاركة وضع الكنيست ترتيبا لنقل الناخبين بوسائل النقل العامة مجانا إلى 11 ألفا و707 مراكز اقتراع، بحسب تقرير لجنة الانتخابات.
وتسعى الأحزاب الصغيرة إلى تخطي نسبة الحسم وهي 3.25 بالمئة من الأصوات الصحيحة، حيث تُقسم مقاعد الكنيست بين جميع القوائم التي حصلت على 3.25 بالمئة على الأقل من الأصوات الصحيحة.
ومن المفترض أن تُجرى انتخابات الكنيست كل أربع سنوات، وهي مدة الولاية الكاملة كما يحددها القانون.
ولكن يمكن للكنيست أن يقرر بأغلبية عادية حل نفسه والدعوة إلى انتخابات مبكرة، كما يمكن لرئيس الوزراء أن يوصي رئيس البلاد بالدعوة إلى انتخابات مبكرة، غير أنه بإمكان الكنيست منع هذه المبادرة.
5 انتخابات
وللمرة الأولى في تاريخها تشهد إسرائيل 5 عمليات انتخابية متتالية خلال أقل من أربع سنوات.
ففي أبريل/نيسان 2019، أُجريت انتخابات لم يتمكن على إثرها أي مرشح من تشكيل حكومة، فأُتبعت بأخرى مبكرة انتهت إلى المصير ذاته في سبتمبر/أيلول من نفس العام.
بعدها، أُجريت انتخابات ثالثة في مارس/آذار 2020، لكنّ الحكومة التي تشكلت في مايو/أيار من العام نفسه وصلت إلى طريق مسدود، وتم حلّ الكنيست والدعوة إلى انتخابات أُجريت في مارس/ آذار2021.
وبعد عام على تشكيل الحكومة الحالية، قرر الكنيست نهاية يونيو/حزيران 2022 حل نفسه لإجراء انتخابات مبكرة الثلاثاء.
ومنذ قيام دولة إسرائيل كانت أول انتخابات كنيست أجريت في 25 يناير/كانون الثاني 1949.
ولمرة واحدة تم تأخير الانتخابات، إذ تقررت في 30 أكتوبر/تشرين الأول 1973، ولكن بسبب حرب أكتوبر مع مصر تأجلت حتى 31 ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه.
40 قائمة و120 مقعدا
وتتنافس 40 قائمة على 120 مقعدا، وفقا لقائمة نشرتها لجنة الانتخابات وحصلت الأناضول على نسخة منها، لكن استطلاعات الرأي تفيد بأن 11 منها فقط تمتلك فرصا للفوز في الانتخابات.
واستنادا إلى الاستطلاعات، فإن حزب “الليكود” اليميني بزعامة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو ما يزال يحافظ على موقع الصدارة، يليه حزب “هناك مستقبل” (وسط) بزعامة رئيس الوزراء الحالي يائير لابيد.
كما يُرجح أن تواصل أحزاب اليمين هيمنتها على الكنيست القادم.
انتخابات كل 2.4 عام
والحكومة رقم 36 (حكومة نفتالي بينيت – يائير لابيد) التي تولت السلطة بعد انتخابات 2021 كانت “فريدة من نوعها من عدة نواحٍ”، وفق معهد ديمقراطية إسرائيل بجامعة تل أبيب في ورقة تقدير موقف.
وأوضح المعهد أن الائتلاف البرلماني الذي دعم الحكومة ضم للمرة الأولى حزبا عربيا وهو القائمة العربية الموحدة، كما ضم 8 أحزاب من طيف أيديولوجي واسع.
وأضاف أن “هذه السمات، إلى جانب حقيقة أنه كان ائتلافا هشا تدعمه أغلبية ضئيلة من 61 عضوا في الكنيست، أدت إلى أن الحكومة واجهت تحديات مستمرة ومعقدة”.
وأوضح أنه “في الأشهر العشرة الأولى واجهت الحكومة هذه التحديات بشكل جيد، لكن بحلول ربيع 2022 بدأ استقرار الحكومة يتزعزع بعد أن سحب العديد من النواب دعمهم لها، وبلغت خسارة الأغلبية البرلمانية ذروتها بقرار رئيس الوزراء نفتالي بينيت حل الكنيست والدعوة إلى انتخابات مبكرة”.
وشدد المعهد على أن “إسرائيل أصبحت الديمقراطية البرلمانية ذات التردد الأعلى على الانتخابات، وهو ظرف يعكس مستويات مقلقة من عدم الاستقرار وانعدام الحكم”.
وأوضح أنه عشية انتخابات أبريل/نيسان 2019، كانت الانتخابات تُجرى بمعدل 3.3 سنوات، أما عشية الانتخابات الخامسة باتت تُجرى بمعدل انتخابات كل 2.4 سنة.
المصدر: الأناضول
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=137864