شهدت انتخابات الكنيست الـ25 التي خرجت نتائجها الأولية، يوم الأربعاء، صعودًا دراماتيكيًا لليمين الإسرائيلي، بما في ذلك المتطرف، بشكل غير مسبوق.
ووفقًا لنتائج فرز 86% من الأصوات؛ حصل تحالف اليمين وحده على 65 مقعدًا، دون الحاجة لأي من أحزاب الوسط أو اليسار، في ارتفاع كبير مقارنة بالانتخابات الأخيرة التي حصل فيها تحالف اليمين على 52 مقعدًا فقط.
وبينت النتائج، وفق ترجمة وكالة “صفا”، أنه في حال تمكن حزب “ميرتس” اليساري من الوصول إلى نسبة الحسم؛ فإن نتنياهو يبقى متمتعًا بأغلبية 62 مقعدًا تؤهله لتشكيل حكومة ضيقة في أسوأ الأحوال.
وتعكس النتائج تغيرات جوهرية في المجتمع الإسرائيلي وزحف نحو التطرف، إذ حصل حزب المستوطنين والمكون من أبناء مدرسة المتطرف “كهانا” على 14 مقعدًا، في سابقة منذ إقامة الكيان.
ويرى مراقبون أن حصول تحالف “الصهيونية الدينية” بزعامة “بن غفير” على 14 مقعدًا كان “مفاجأة الانتخابات”.
ويتكون التحالف المذكور من تيارات متطرفة للغاية، تضم جماعات “لاهافا” المتطرفة و”فتية التلال” وأبناء حزب “كاخ” الذي كان يتزعمه “مئير كهانا”، الذي قتل أحد تلاميذه عشرات الفلسطينيين في مذبحة الحرم الإبراهيمي عام 1994.
كما شهدت الانتخابات مفاجأة أخرى، هي صعود حزب “شاس” المتدين والمتحالف مع نتنياهو، وحصوله على 12 مقعدًا، وهو رقم بعيد عن نتائج استطلاعات الرأي؛ الأمر الذي منح نتنياهو قوة جديدة تمكنه من تشكيل حكومة يمينية متطرفة.
بينما مني اليسار الإسرائيلي والأحزاب العربية بخسارة مدوية، حيث عجز حزب التجمع عن اجتياز نسبة الحسم كما سقط حزب “ميرتس” اليساري وخرج من الحياة السياسية (حتى آخر عمليات الفرز) وهي سابقة منذ إنشاء الحزب قبل عشرات السنين.
وعلى صعيد حزب العمل الذي حصل على 5 مقاعد؛ بدأت الخلافات تدب في أرجائه، إذ اتُهمت زعيمته “ميراف ميخائيلي” بتدمير الحزب بدلًا من النهوض به بعد الانتكاسات التي ألمت به خلال السنوات الأخيرة، وانهيار مقاعده من 28 إلى 5 خلال 6 سنوات.
وحتى كتابة الخبر (13:30 بتوقيت فلسطين)، ما زالت هناك أكثر من نصف مليون ورقة اقتراع لم يتم فرزها عبر المغلفات المزدوجة، والتي قد تغير شيئًا طفيفًا من النتائج، على شكل وصول حزب “ميرتس” إلى نسبة الحسم، لكن ذلك لن يغير كثيرًا من حقيقة فوز اليمين، وسيكون صعود “ميرتس” على حساب بعض أحزاب الوسط واليسار.
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=138079