“رفض التطبيع”..سيمفونية كويتية تغالب النشاز

تواصل دولة الكويت دعمها الكبير للقضية الفلسطينية قولاً وفعلاً، منتصرة لها في إطار الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة، والجرائم المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، عبر رفضها التطبيع وكل الداعمين له.

وتسعى الكويت بمؤسساتها الرسمية ومنظماتها المدنية وشرائحها الشعبية المتنوعة إلى الوقوف كحائط صد ضد موجات التطبيع العربي مع الاحتلال الصهيوني، حين هرولت العديد من الدول العربية إلى توقيع اتفاقيات التطبيع الكامل مع الكيان الصهيوني خلال العامين الماضيين، حتى بدا الموقف الكويتي كإيقاعٍ طروبٍ يقاوم الأصوات الناشزة الداعية للتطبيع.

ولم يكن تجريم البرلمان الكويتي للتطبيع وتغليظ العقوبات على أي نشاط تطبيعي، مجرد موقف سياسي نظري، بل وجد في مواقف عديدة ما يؤكد سريانه فاعليًّا على كافة الأصعدة.

“التعليم” تتصدى

وفي آخر المواقف الكويتية التي رصدها “المركز الفلسطيني للإعلام”، أعلنت وزارة التربية الكويتية، أنها أنهت الموافقة الممنوحة لمديرة مساعدة بمدرسة خاصة بعد دعوتها الطلاب إلى السفر لـ “إسرائيل”.

وقالت الوزارة في بيان لها: “وزارة التربية اتخذت الإجراءات القانونية اللازمة فيما أثير وما قدم إليها من شكوى أولياء الأمور والطلاب حول قيام مديرة مساعدة في مدرسة أجنبية، بدعوة الطلبة لزيارة “إسرائيل”، مشيرة إلى أن الإدارة العامة للتعليم الخاص فتحت تحقيقًا بالواقعة.

وأضافت الوزارة في بيانها: “خلصت اللجنة إلى إنهاء الموافقة الممنوحة منها للمديرة المساعدة المعنية، وحظر إصدار موافقة لها على أي مدرسة خاصة أخرى، فضلًا عن اتخاذ الإجراء المقرر قانونًا بحق المدرسة في ضوء ما ثبت بحقها من مخالفات”، مؤكدة أنها وجهت إنذارًا لها بعدم تكرار مثل هذه التصرفات مستقبلاً.

وشددت الوزارة على موقفها باتخاذ الإجراءات القانونية بحق كل من يثبت قيامه بالترويج لاسم الكيان الصهيوني في الكويت، قائلة: “تعرب الوزارة عن استيائها من التصرف الشخصي الحاصل من المديرة المساعدة بإحدى المدارس الخاصة، وتؤكد بأنها لن تتواني في اتخاذ الإجراءات القانونية ضد كل مؤسسة تعليمية أو العاملين فيها في حال ثبوت قيامها بالترويج لاسم الكيان الصهيوني قولًا أو فعلًا”.

وفي تعقيب مقتضب من رئيس رابطة شباب لأجل القدس العالمية، الكويت طارق الشايع، أكد فيه لمراسلنا على أن هذا الموقف تعبير واضح من الكويت، بانتصارها للقضية الفلسطينية من جديد.

شعبيًّا.. “لن نطبع”

وقد أثبتت النخب الشعبية انحيازها الكامل للقضية الفلسطينية ورفضها أن تكون جزءًا من المنظومة التطبيعية ولو على المستوى الشخصي، وحتى وإن أدى ذلك في بعض الأحيان إلى التنازل عن امتيازات محلية أو دولية.

ففي مطلع هذا العام، ألغت المهندسة الكويتية والمخترعة العالمية جنان الشهاب، مشاركتها رسميًّا في معرض “إكسبو دبي” بعد نشر إعلان على حساب المعرض: “لنحتفل مع إسرائيل”.

حيث كان حساب “إكسبو دبي”  قد نشر صورة في حسابه في “إنستاغرام” عبر خاصية “الاستوري” لجناح “إسرائيل” في المعرض مع عبارة “لنحتفل مع إسرائيل”، لترد الشهاب عبر خاصية “الاستوري” أيضًا بالقول: “And Unfollow وأعلن انسحابي من الإكسبو”.

القضية الجامعة

وفي وقت سابق، قال عضو الهيئة التنفيذية لرابطة برلمانيون لأجل القدس، والنائب في مجلس الأمة الكويتي، أسامة الشاهين إن القضية الفلسطينية تذيب جميع الفوارق السياسية والدينية والمذهبية بين الشعوب العربية والإسلامية والعالم، وهي مرجعية للشعوب العربية، وآخر الروابط التي تجمع الشعوب ببعضها، مشيرًا إلى أن الشعوب متمسكة ومتفاعلة مع القضية رغم تراجع بعض الحكام عن دعمها.

وأشار الشاهين خلال مداخلته في ندوة نظمها المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، إلى أنَّ الرابطة تعمل على دعم وإبراز المواقف الرافضة لأي نية لنقل السفارة البريطانية إلى القدس.

وأكد أن الموقف البريطاني منحاز للاحتلال الإسرائيلي، ويجب العمل على محاولة تغييره، مبينًا أن هناك تقصيرًا عربيًّا في التأثير على عواصم صناعة القرار لصالح القضية الفلسطينية.

وشدد على ضرورة إيصال رسالة أن من يؤيد القضية الفلسطينية سيحظى بدعم الشعوب، على عكس الرواية التي تروج أن من يدعم فلسطين يخسر في الانتخابات، والتي يستخدمها اللوبي الداعم للاحتلال للتأثير في المرشحين في الانتخابات البرلمانية.

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام