“عيد الأعياد”.. كذبة إسرائيلية لـ”التعايش” المزيف تكدّر حياة فلسطينيي الداخل

تحتفل بلديات الاحتلال الإسرائيلي في المدن الساحلية في الداخل الفلسطيني المحتل، خاصة في مدينة حيفا، في هذه الفترة التي تبدأ من مطلع ديسمبر الجاري، بما تسميه “عيد الأعياد”، وهي كذبة على الفلسطينيين والمسيحيين، تحاول أن تفرض عليهم تصديقها. 

و”عيد الأعياد” هو الاسم الذي أطلقته بلديات الاحتلال على الفترة التي تشهد أعياد الفلسطينيين المسيحيين، وتتزامن مع ما يسمى عيد “الحانوكاه” اليهودي، وفي بعض الأحيان تتزامن مع أعياد للمسلمين.

وتحاول قيادات الاحتلال في إطلاق هذا الاسم، الزعم بأنها تؤمن بالتعايش وتدعو إليه، بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ضمن محاولة للتغطية على الوجه الحقيقي لها، الذي لا يؤمن بالوجود الفلسطيني أصلًا، في وقت يرفض الفلسطينيون أنفسهم هذا التعايش.

وفي الحقيقة، فإن الرأسمالية هي الفكرة الرئيسية لما يسمى “عيد الأعياد” الذي تطلقه بلديات الاحتلال، أما فكرة التعايش فهي مجرد شماعة لبلديات الاحتلال.

ويقول الناشط الحيفاوي يوسف إبراهيم لوكالة “صفا”: إن بلديات الاحتلال تطلق بداية كل سنة “عيد الأعياد” وهو من وجهة نظري وبالطبع قناعات الجميع، هي ليست سوى مشروع اقتصادي”.

ويضيف “البلديات تعمل من خلاله على إقامة بؤرة اقتصادية تستفيد منها خلال فترة الأعياد المسيحية واليهودية، وأعياد المسلمين”.

أما فكرة التعايش التي تروج لها تلك البلديات، فهي كما يؤكد إبراهيم “لا وجود لها على أرض الواقع، خاصة عند بلدية حيفا، فرئيسها نفسه لا يؤمن بالتعايش مع الفلسطينيين أبدًا، بل إنه ينفي وجودهم”.

ويرى أن الانخراط الذي يحصل خلال هذا “المشروع” هو انخراط اقتصادي، تستفيد منه البلديات وأصحاب المحلات.

وتفرض سلطات الاحتلال إجراءات على الأحياء الفلسطينية خلال “عيد الأعياد”، تشمل إغلاقها بالكامل، ومنع دخول الفلسطينيين بالسيارات للوصول إلى بيوتهم.

والأدهى من ذلك أن “عيد الأعياد” لا تقيمه بلديات الاحتلال في الأحياء اليهودية، وإنما فقط في الأحياء الفلسطينية التي يسكنها المسلمون والمسيحيون، وتتسبب بمضايقات وازعاج لهم طوال فترتها.

تسميم أحياء الفلسطينيين

من جانبها، تقول الناشطة سهير بدارنة “إن بلدية حيفا مثلاً تطلق شعارات وأوهام عن التعايش الطبيعي والاندماج خلال هذه الفترة التي تسميها عيد الأعياد، لأنها تعي جيدًا أن أصحاب المحلات بحيفا، ومعظمهم فلسطينيون، هم المصدر الأساسي للاقتصاد، فهي تخاطبهم فكريًا، لأهداف اقتصادية”.

وتتوافق مع إبراهيم في التأكيد على أن بلدية الاحتلال لا تؤمن أصلًا بالتعايش مع الفلسطينيين، مضيفة “هذه الأعياد مشروع مسموم بأفكار الأسرلة، ونحن كفلسطينيين نعي هذه المشاريع والمحاولات منذ سنين”.

وتؤكد أن الفلسطينيين لا يتفاعلون كثيرًا مع هذه الأعياد، حتى أصحاب المحلات الذين من المفترض أنهم يستفيدون من السياحة الداخلية وحركة الشراء خلالها.

وكما تقول: “اليهودي الذي تٌفتح له حارات الفلسطينيين ومحلاتهم، يأتي ويتجول ويزعجنا، ولا يشتري إلا بعض الحاجات البسيطة جدًا، كالزعتر والفينو، أما مشترياته الرئيسية فلا يشتريها إلا من الأسواق والمحلات اليهودية”.

مطالبات بإلغائه

لذلك “فإن اليهودي نفسه الذي يأتي ليحي هذه الأعياد الوهمية، لا يؤمن أصلًا بالتعايش، ويعلم جيدًا أن ما تفعله البلدية هي دعوة تعايش مزيفة”.

هذا وترى بدارنة، وهي عضو في الحراك الحيفاوي، أن أحداث أيار/مايو وهبة الكرامة، أثبتت فيما لا يدع مجالًا للشك، أن فكرة التعايش بين اليهود والفلسطينيين ليست موجودة ولن تكون.

وتشير إلى أن بلدية الاحتلال بحيفا تريد بعد كل ما تفعله وفعلته بالفلسطينيين، وبعد الأحكام العالية التي صدرت على شباب الهبة والتي وصلت لعشر سنوات، إن توحي بأن “الأمور في حيفا على ما يرام”، وهو ما نعلم جميعنا كذبه.

ولأن الفلسطينيون يعلمون جيدًا مآرب بلدية الاحتلال، فإنه ومع كل عام تتراجع حركة الشراء والتجاوب والمشاركة في هذه الأعياد، بل إن هناك مطالبات فلسطينية واضحة تصل لبلديات الاحتلال بعدم إقامتها.

المصدر: صفا