قال نديم يونس أبن عم عميد الأسرى ماهر يونس، إن سلطات الاحتلال فرضت قيود مشددة على طريقة استقباله، وصلت حد التحكم في طبيعة الطعام الذي سيقدم إليه بعد الافراج عنه.
وأوضح يونس في تصريح خاص بـ”الرسالة نت”، أن سلطات الاحتلال أرسلت المئات من مركباتها، ليلة أمس، لعارة، مسقط رأس ماهر، لمضايقة الفلسطينيين ومنعهم من تحضيرات استقبال ماهر.
وذكر أن ماهر سيفرج عنه صباح يوم غد الخميس، بعد 40 عامًا قضاها في سجون الاحتلال.
ولفت إلى أن ماهر صدر بحقه قرار اعدام، ثم خفف لمؤبد مدى الحياة، وقبل عقد تقريبا، حددّت سلطات الاحتلال 40 عامًا لمدة سجن ماهر وابن عمه كريم أبناء نفس القضية.
وبيّن أن الاحتلال فرض قيودا على شكل استقبال ماهر، فمنع على سبيل المثال “اعداد الولائم له والاكتفاء بنوع واحد من الطعام، كما طالب بمنع الاحتشاد لاستقبال ماهر”.
وقبيل ساعات من الافراج عنه، نقلت سلطات الاحتلال الأسير ماهر من سجنه في النقب، لمكان غير معلوم في محاولة للتنغيص عليه في فرحته، وهي خطوة عدّها نديم بمنزلة جريمة مركبة يحاول الاحتلال تنفيذها بحق ماهر بعد 4 عقود من حبسه.
وتساءل يونس: “هل يرغبون في فرض أسر جديد على ماهر وكريم بعد 4 عقود من الحبس؟”
وأكدّ أن تهديدات بن غفير بعدم السماح لاستقبال ماهر، “محاولات بائسة لن تنال من شعبنا؛ الذي يستعد بكل فئاته وأحزابه وقواه وأبناء عوائله تجهيز استقبال كبير يليق بماهر وبمعاناته”.
بالعودة 40 عاماً إلى الوراء، وتحديداً إلى الـ18 من كانون الثاني/يناير من العام 1983، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي يومها باعتقال الأسير ماهر، وذلك بعد أسبوعين من اعتقال ابن عمه، الأسير المحرر كريم يونس.
ووجّهت إليه النيابة العسكرية التابعة للاحتلال تهمة الانتماء إلى حركة “فتح” الفلسطينية، وقتل جندي من قوات الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى تهمة حيازة أسلحة بطريقة “غير قانونية”، وذلك بعد تحقيقات أُجريت معه.
وفي بداية اعتقاله، حكمت عليه محكمة الاحتلال بالإعدام شنقاً، برفقة الأسيرين كريم وسامي يونس بتهمة “خيانة المواطنة”. لكن بعد شهر، أصدرت المحكمة حُكماً بتخفيض العقوبة من الإعدام إلى السجن المؤبد مدى الحياة. وبعد جهودٍ قانونية كبيرة، حدّد الاحتلال في أيلول/ سبتمبر عام 2012 حكم المؤبد 40 عاماً لعددٍ من أسرى الداخل، من بينهم الأسير ماهر يونس.
وجرى اعتقال الأسير يونس وهو شاب بعمر 23 عاماً قبل أن يتمكن من الزواج، وأمضى سنين شبابه داخل زنازين الاحتلال من دون تأسيس عائلة. وكأنّ ذلك ليس كافياً، فقررت محكمة الاحتلال المركزية في الناصرة بمنع زيارة ذويه من الدرجة الثانية، ليُحرم حتى من التعرّف إلى جيلٍ كامل من أبناء وبنات إخوته.
إلا أنّ قرارات الاحتلال التعسفية والباطشة لم تتوقف عند هذا الحد، إذ رفض الاحتلال التماساً تقدم به الأسير عام 2008 لرؤية والده وهو على فراش الموت، ليُفارق الحياة من دون أن يتمكن من لقائه وتوديعه. ووالد الأسير ماهر كان أيضاً أسيراً لدى الاحتلال لمدة 7 أعوام، اعتباراً من العام 1967.
وخلال فترة سجنه، خاض الأسير يونس إضراباً مفتوحاً عن الطعام لمدة 10 أيام، منذ الـ 25 من شباط/فبراير عام 2013 خلال وجوده في سجن “جلبوع”، وذلك بهدف إثارة قضية قدامى الأسرى والمطالبة بإطلاق سراحهم، قبل أن يقوم لاحقاً بتعليق إضرابه بعد تدخل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي وعد حينها برفع قضية الأسرى في سلم أولويات القيادة الفلسطينية.
وكان من المفترض أن يتم الإفراج عن الأسير يونس وزملائه قدامى أسرى الداخل الفلسطيني في ربيع عام 2014، ضمن الصفقة التي امتدت أشهراً طويلة والتزم الاحتلال فيها بإطلاق سراح قدامى الأسرى على أربع دفعات. إلا أنّ الاحتلال قام بإطلاق سراح ثلاث دفعات بواقع 26 أسيراً في كل دفعة، ونكث بالاتفاق، ولم يلتزم بإطلاق سراح الدفعة الرابعة، والتي كان ماهر من ضمنها.
المصدر: الرسالة نت
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=140055