تضيء المصابيح زاهية الألوان، الأزقة الضيقة بالبلدة القديمة، المؤدية إلى المسجد الأقصى في القدس الشرقية.
وتضفي الأضواء بهجة على المدينة التي تكون في شهر رمضان مختلفة عن غيره من باقي أشهر السنة.
فآلاف الفلسطينيين يتوافدون إلى المسجد الأقصى على مدار ساعة النهار في رمضان لأداء الصلوات وقراءة القرآن والاستماع إلى الدروس الدينية.
ولكن ذروة التواجد تكون في موعد صلاة التراويح وأيضا صلوات الجمع حيث عادة ما تقدر أعداد المصلين بعشرات وأحيانا مئات الآلاف.
وفي الأزقة الضيقة المؤدية إلى المسجد الأقصى تخطف الأبصار الألوان الزاهية التي تزين سمائها وجدرانها.
ويحرص الفلسطينيون بشكل تطوعي في حارات البلدة القديمة على تزيين منازلهم والطرقات بالمصابيح الزاهية والأهلة، تعبيرا عن فرحهم باستقبال الوافدين.
وقال أحمد سلامه، من باب “حطة” في البلدة القديمة، للأناضول: “عملنا مع الجميع، كبارا وصغارا، من أجل تزيين الحارة لمناسبة شهر رمضان”.
وأضاف: “حرصنا أن تكون الزينة في أبهى صورها لاستقبال الوافدين إلى مدينة القدس والمسجد الأقصى”.
ولفت المتحدث إلى أنه “كل سنة تتم الزينة بفكرة جديدة وجيل بعد جيل هناك سعي لإسعاد الناس القادمين الى المدينة”.
وأردف: “حتى أجدادي كانوا يقومون بتزيين حارة حطة في استقبال الوافدين إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان”.
واستدرك قائلا: “نواجه مضايقات من قبل سلطات الاحتلال، فإذا لم يعجب الشرطة الإسرائيلية الزينة في مكان معين فإننا نضطر لإعادة مخطط الزينة من جديد”.
الطريق إلى الأقصى
وتعتبر باب حطة واحدة من أكبر الحارات في البلدة القديمة من مدينة القدس وهي ملاصقة للمسجد الأقصى ويسلكها المصلون للوصول إلى المسجد.
وتنتشر في الحارة، المحال الصغيرة التي يتسوق منها المصلون احتياجاتهم، وبخاصة المشروبات والمأكولات للوافدين إلى المسجد الأقصى من خارج المدينة.
والوافدين إلى المسجد في رمضان هم من سكان الضفة الغربية والداخل الفلسطيني وأيضا مسلمين من خارج الأراضي الفلسطينية.
وكثيرا ما يلتقط الوافدون الصور ومقاطع الفيديو للزينة في البلدة القديمة ويتداولونها عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وتسمح السلطات الإسرائيلية، للفلسطينيين من سكان القدس الشرقية والمناطق العربية في إسرائيل، بالوصول إلى المسجد الأقصى بدون قيود.
ولكنها تطالب سكان الضفة الغربية وقطاع غزة، بالحصول على تصاريح خاصة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي سابقا، أنه سيمنع الفلسطينيين الذكور ما بين 12 و55 عاما من سكان الضفة الغربية من الدخول إلى القدس في رمضان.
واستثنى من قراره، من هم فوق سن 45 عاما ولكنهم يحملون تصاريح دخول صادرة عن السلطات الإسرائيلية.
وأشار إلى أنه لن يفرض قيودا على دخول النساء من الضفة الغربية إلى القدس.
وذكر الجيش الإسرائيلي، إنه سيسمح لعدد قليل جدا من سكان غزة بالوصول إلى القدس الشرقية خلال رمضان.
والقدس في شهر رمضان ليست كغيره من أشهر السنة، مع تدفق عشرات آلاف المصلين إلى المدينة والحركة التجارية النشطة في أسواقها.
وعادة ما تغلق المحال التجارية في القدس الشرقية أبوابها في أيام السنة العادية قبل صلاة المغرب، أما في رمضان فإنها تبقى حتى ما بعد منتصف الليل.
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=140376