“لو بفطر على بصلة وزيتون هنا بكون مكيف”..كلمات قليلة قالها الحاج الفلسطيني ماجد حوراني، الذي قطع مسافة 155 كم للوصول إلى المسجد الأقصى المبارك من بلدة كفر مندا بالداخل المحتل.
ومنذ اليوم الأول لشهر رمضان المبارك، يشد المصلون والمعتكفون الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك من المدن الفلسطينية المحتلة، مقبلين إلى الله وساعين للحصول على أجر الرباط والاعتكاف ومقارعة الاحتلال.
مسافات وحواجز وتنغيص
العائلات الفلسطينية التي تنجح في اجتياز عشرات الحواجز الصهيونية للوصول إلى المسجد الأقصى، تعيش أجواء روحانية لا مثيل لها، ويرتسم على وجهها فرحاً لا يوصف بعد رحلة التنغيص التي يصنعها الاحتلال، وترافقهم من عتبة بيوتهم إلى أبواب المسجد الأقصى المبارك.
المواطنة شادية دهيش، من الناصرة في الداخل المحتل قطعت أكثر من 145 كم للصلاة والاعتكاف والإفطار في باحات القبلة الأولى، معبرة في حديثها لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” عن فخرها واعتزازها في الحصول على شرف الاعتكاف في الأقصى.
وقالت دهيش: “جئنا من الناصرة المحتلة لنعيش الأجواء الحلوة ونفطر في المسجد الأقصى، والذي سيتحرر من كيد الكائدين وظلم الظالمين”.
وأضافت: “هنا الأجواء روحانية وجميلة جداً، والأقصى رغم كل شيء عامر بأحبابه، والإفطار في ساحات وباحات المسجد مميزة وتختلف عن الإفطار في البيت وله قيمة كبيرة”.
وأكدت أن قيمة الإفطار في المسجد الأقصى المبارك، نابعة من قيمة المسجد عند رسول الله والمسلمين، والأقصى هو من عقيدة المسلمين”.
ويرافق دهيش في كل إفطار زوجها وأطفالها، مشيرة إلى أنها تزرع في نفوس أطفالها حب المسجد المبارك مسرى رسول الله والدفاع عنه.
حب كبير
أما الفتاة أسيل سلايمة، التي وصلت من كفر عقب إلى القدس المحتلة، عبّرت عن حبها الكبير للمسجد الأقصى المبارك ولأجواء الإفطار المميزة فيه، لافتة إلى أن وجبات الإفطار في الأقصى له نكهة خاصة لا يمكن مقارنتها.
وقالت الطفلة ياسمين سلايمة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “نواجه بكل قوة حواجز الاحتلال الإسرائيلي لنصل إلى المسجد الأقصى المبارك، برفقة الأطفال والفتيات والأمهات والآباء لنعيش الأجواء الجميلة”.
وأضافت وهي متزينة بالثوب الفلسطيني: “هنا أنا فرحة جداً، نقرأ القرآن، نلعب مع الأطفال، نعتكف ونرابط دفاعاً عن الأقصى”.
الحاجة يسرى هيجا، من كفر مندا بالداخل المحتل، أحضرت إلى المسجد الأقصى أكلة الدوالي “ورق العنب” المشهورة فلسطينياً، قائلة والفرحة تغمر قلبها: “العيلة كلها جاءت إلى المسجد الأقصى لنفطر فيه”.
أما الحاج أبو جهاد الهيجا، فقد ترك على وجهه ابتسامة عريضة خلال الحديث عن وصوله للمسجد الأقصى المبارك ونجاحه في تجاوز كل عقبات الاحتلال الإسرائيلي التي ينغص حياتهم.
وقال الهيجا لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “هنا الأجواء حلوة وجميلة بشكل كبير، ويكفينا بركة المكان الذي نصلي ونرابط فيه”، لافتاً إلى أن الوجود ليس بقيمة الإفطار التي تحضره العائلات بقدر ما هو في الوجود والدفاع عن الأقصى.
وتابع: “لو على بصلة وزيتون واحنا في الأقصى وبنصلي فيه بنكون فرحانين”، مؤكداً على أهمية التواجد في رمضان وغير رمضان للرباط والدفاع عن أولى القبلتين.
وفي تفاصيل الوصول، أوضح نجله جهاد، أن عائلته استقلت باصاً حضر فيه 55 مرابطاً إلى المسجد الأقصى المبارك.
وقال الشاب لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: “فطور العائلة في البيت يكون عادياً؛ لكن في المسجد الأقصى له رونق خاص، وبأجواء رائعة لا مثيل لها”.
قوافل الرباط
ويواصل الفلسطينيون في الأراضي المحتلة عام 1948، تسيير قوافل الرباط إلى المسجد الأقصى، للمشاركة في إعماره والحشد في ساحاته المباركة.
وإلى جانب الرباط عن الأقصى والدفاع عنه يساهم أهالي الداخل المحتل في دعم الاقتصاد المقدسي وتعزيز صمود التجار بالمدينة.
وبلغ عدد الحافلات التي تم تسييرها للمسجد الأقصى من الداخل الفلسطيني المحتل خلال العام الماضي 4212 حافلة.
وشارك أكثر من 200 ألف مصلي في حافلات قوافل الأقصى، من أكثر من 100 قرية ومدينة فلسطينية في الداخل المحتل.
وتعود فكرة قوافل الأقصى إلى عدة سنوات، حيث عكفت الحركة الإسلامية خاصة، وأهالي الداخل المحتل عموماً، على تسيير تلك القوافل، في سبيل تعزيز الوجود العربي والإسلامي في مدينة القدس، ومنع استفراد الاحتلال بها.
وتهدف هذه القوافل أيضاً إلى إبطال محاولات الاحتلال الإسرائيلي، السيطرة على المسجد الأقصى، وجعله لقمة سائغة لدى الجماعات الاستيطانية.
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=140868