في الوقت الذي تتجه فيه الأوضاع في قطاع غزة نحو تصعيد عسكري محتمل مع إسرائيل، مع تصاعد هجماتها على مدينة القدس والاعتداء على المصلين وتدخل فصائل المقاومة في غزة على خط المواجهة، ينتاب التجار وأصحاب المحال التجارية القلق والخوف من التراجع الملموس على شراء مستلزمات عيد الفطر، وتكدس المخازن بالبضائع.
ويخضع موسم عيد الفطر الحالي لتحد كبير، يتمثل في التوتر نتيجة الممارسات الإسرائيلية في المسجد الأقصى وما تلاه من توتر للأجواء في قطاع غزة، أدى إلى تخوف المواطنين من نشوب حرب جديدة، في وقت يعاني التجار وأصحاب المحال التجارية من صعوبة كبيرة في تصريف بضائعهم منذ حلول شهر رمضان، نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية في غزة، من جراء ارتفاع معدلات الفقر والبطالة في صفوف المواطنين، ووقف الحكومة في رام الله صرف مخصصات الشؤون الاجتماعية لآلاف الأسر الفقيرة.
ومنذ حلول رمضان يواجه التجار صعوبة في تصريف بضائعهم لارتفاع أسعارها نتيجة فرض الحكومة في غزة ضرائب باهظة على التجار، ما أدى إلى تنظيم التجار وأصحاب المحال التجارية اعتصامات وإغلاقات للمحال تنديداً بفرض رسوم مالية إضافية، في وقت يعاني منه الباعة صعوبة في بيع البضائع للمواطنين الذين يتجهون لشراء ملابس البالة المستعملة بأسعار متدنية مقارنة بارتفاع أسعار الملابس الجديدة.
يقول فايز مهدي وهو صاحب محل تجاري لبيع الملابس الرجالية، «لم يبشر الموسم الحالي بأي بوادر إيجابية للحركة التجارية، ويعود ذلك لسببين مهمين الأول ارتفاع الأسعار الذي طرأ على البضائع نتيجة فرض الجهات الرسمية في غزة ضرائب على البضائع، ثانياً تخوف المواطنين من تصعيد عسكري مع إسرائيل قد يستمر لأيام وحتى لعيد الفطر كما حصل خلال التصعيدات العسكرية الماضية».
وقال لـ«القدس العربي»: هناك الكثير من الباعة اتجهوا لبيع بضائعهم بأسعار متدنية وبرأس المال، تحسباً لعدم مقدرتهم على دفع أجور العمال، كخطوة وحيدة أمام أصحاب المحلات لتصريف البضائع المكدسة لديهم، لكن هذه الخطوة لا يمكن لعدد من التجار العمل بها لمحدودية الربح فيها.
ولفت إلى أن هناك العديد من أصحاب المحال التجارية المجاورة لمحله، أغلقوا محالهم منذ مطلع العام الحالي، جراء تراجع إقبال المواطنين على شراء الملابس الجديدة.
وأجمع محللون اقتصاديون على أن هناك بوادر تصعيد في المنطقة تلوح بالأفق، وانعكاس ذلك على الواقع الاقتصادي في غزة بالسلب، في ظل اعتماد جميع التجار وأصحاب المحال في الأسواق على هذا الموسم لتصريف ما لديهم من بضائع.
ويقول الخبير الاقتصادي ماهر الطباع إن الموسم الحالي يأتي في ظروف غير عادية تتجمع فيها التحديات ويؤثر ذلك بشكل كبير على حركة البيع والشراء داخل الأسواق، والتي تتأثر تلقائياً بالأحداث المتصاعدة على الساحة الفلسطينية وبالتحديد على جبهة غزة.
وأوضح لـ«القدس العربي»: مع اقتراب عيد الفطر تشهد الأسواق حركة وعرضا متدنيا للبضائع، ويعود ذلك لتخوف المواطنين من نشوب حرب تحرمهم من الاحتفال بالعيد، وتخوف الباعة من تراجع الإقبال على البضائع وتكدسها وتكبدهم خسائر كبيرة.
ولفت إلى أن الانتشار الواسع والملفت لمحلات ملابس البالة في مناطق قطاع غزة، انعكس سلباً على على شراء الملابس الجديدة، لارتفاع أسعارها مقارنة بالمستعملة ذات الجودة العالية والأسعار المتدنية، ويعود ذلك للظروف الصعبة التي تواجه شريحة كبيرة من الشباب لانعدام فرص العمل أمامهم.
أما الخبير الاقتصادي محسن أبو رمضان فقد اتفق على أن الأوضاع الأمنية غير المستقرة داخل القطاع وما يرافقها من موجة غلاء، انعكست سلباً على التجار والباعة، نتيجة الخشية من توجه غزة نحو حرب جديدة ومدمرة، واقتصار المواطنين على شراء المستلزمات الأساسية فقط.
وقال لـ«القدس العربي»: قطاع الألبسة في غزة يواجه تحديات، جراء تراجع الإقبال على شراء الملبوسات الجديدة وإغراق بعض التجار أسواق غزة بالبضائع الصينية ذات الجودة والسعر المتدني، وهذا يؤثر على البضائع ذات الجودة العالية المتكدسة في مستودعات التجار.
وأشار إلى أن توجه الكثير من الشباب وخاصة العاطلين عن العمل لفتح محال صغيرة وبسطات لبيع الملابس، أثر على نسب ربح الباعة، موضحاً أن نقابة تجار الألبسة عليها العمل على وضع خطط معمقة للخروج من الواقع الذي يواجه التجار، ويكبد الكثيرين منهم خسائر كبيرة.
المصدر: القدس العربي
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=140887