الفلسطيني وليد..أسير السجن والمرض متمسك بالأمل

رغم حالة الوهن التي تعتري الأسير الفلسطيني وليد دقة، بسبب سرطان أصابه في نخاع العظم، إلا أنه يحتفظ بوعيه ويدرك ما يجري حوله، بحسب زوجته سناء دقة.

والأسير وليد دقة (60 عاما) معتقل منذ 37 سنة، وتزوج من داخل السجن، وأنجب طفلته “ميلاد” عبر النطف المهربة، ويُعد من أبرز المعتقلين المفكرين والمثقفين.

وبعدما سُمح لها في 12 أبريل/ نيسان الجاري بزيارة وليد واصطحابها طفلته ميلاد (3 أعوام)، في مستشفى برزلاي الإسرائيلي، قالت زوجة دقة للأناضول، إن “وليد، واهن جدا، غير أنه مدرك وواع”.

وأشارت سناء، إلى أن الزيارة التي سمحت بها السلطات الإسرائيلية قبيل عملية جراحية خضع لها دقة، “كانت هامة له ولعائلته”.

مداعبة طفلته

ورغم وصله بالأجهزة الطبية، حاول دقة، قدر المستطاع مداعبة طفلته ميلاد، بحسب زوجته.

وأضافت: “غالبية الزيارة ركز وليد على ميلاد، يحاول قدر المستطاع مضاحكتها، تحدث معنا رغم تعبه”.

ولفتت إلى أن “وليد، خضع لعملية جراحية استمرت نحو 5 ساعات، تم استئصال ثلثي الجهة اليمنى من رئته، ويقبع حاليا في العناية المكثفة، وعلى أجهزة التنفس”.

وأشارت إلى أن الأطباء أبلغوها بأن العملية معقدة وحساسة، فيما تتضرع هي إلى الله لأن يتعافي زوجها وأن يفرج عنه للعيش مع عائلته، وطفلته ميلاد.

العائلة بدورها أطلقت حملة للمطالبة بالأفراج عن وليد من السجون الإسرائيلية، وعن ذلك تقول سناء: “من حق وليد، وكافة الأسرى العيش مع عائلاتهم”.

وأردفت أنها تسعى “لتضافر الجهود العائلية والحقوقية والرسمية للإفراج عن وليد، وعن كافة الأسرى، خاصة المرضى منهم”.

وقالت: “من أبجديات أي شعب يحترم قيمة الإنسان والمناضلين العمل للإفراج عنهم من السجون (..) من غير المعقول أن يبقى شبابنا في السجون، ويمرضون وحتى يستشهدون داخل الزنازين”.

وعبرت سناء، عن عدم ثقتها بالاحتلال الإسرائيلي، مطالبة بتدخل دولي وحقوقي للإفراج عن زوجها وعلاجه.

وأشارت إلى أن زوجها “تعرض لإهمال طبي متعمد من قبل السلطات الإسرائيلية، خلال سنوات اعتقاله”.

من هو “دقة”؟

وليد دقة، ينحدر من بلدة باقة الغربية في المثلث الفلسطيني داخل إسرائيل والتي تقع بين مدن جنين ونابلس وطولكرم بالضفة الغربية.

ينتمي سياسيا للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ويعد أحد أبرز الأسرى المفكرين والمثقفين، وصدرت له عدة مؤلفات أبرزها “يوميات المقاومة في جنين” و”الزمن الموازي” و”صهر الوعي” ورواية “حكاية سرّ الزيت” لليافعين.

اعتقل دقة في 25 مارس/ آذار 1986، وحكمت عليه المحكمة العسكرية في مدينة اللد بالسجن المؤبد، بتهمة تنفيذ عملية خطف وقتل جندي إسرائيلي.

وتم تحديد سنوات المؤبد في العام 2012 بـ37 سنة.

وكان من المفترض أن يتم الإفراج عنه في مارس 2023، غير أن محكمة بئر السبع العسكرية أصدرت حكما بحقه في 2018، بزيادة سنتين إضافيتين على محكوميته، بادعاء ضلوعه في قضية إدخال هواتف نقالة للأسرى ليتواصلوا مع عائلاتهم.

وفي 2015، كُشف عن إصابته بسرطان الدم، وفي 2022 أظهرت الفحوصات إصابته بمرض التليف النقوي (Myelofibrosis) وهو سرطان نادر يصيب نخاع العظم.

في 1999، تزوج دقة، في الأسر، من الإعلامية سناء سلامة، من مدينة اللد، واستطاع في 2020 إنجاب طفلته ميلاد عبر نطفة مهربة.

الأسرى في أرقام

يحيي الفلسطينيون الإثنين “يوم الأسير الفلسطيني” الموافق 17 أبريل/ نيسان من كل عام، عبر تنظيم فعاليات ومسيرات تضامنية مع الأسرى في السجون الإسرائيلية.

وتواصل القوات الإسرائيلية بشكل يومي اعتقال أعداد من الفلسطينيين خلال مداهمات واقتحامات للمخيمات والبلدات في الضفة الغربية.

وتم اختيار هذا اليوم في 17 أبريل 1974، من قبل المجلس الوطني الفلسطيني (برلمان منظمة التحرير)، خلال دورته العادية.

وبحسب معطيات لنادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي)، اطلع عليها مراسل الأناضول، تعتقل إسرائيل 4900 فلسطيني في 23 سجنا ومركز توقيف وتحقيق، بينهم 30 سيدة، و160 قاصرا، و1000 معتقل إداري (دون محاكمة).

أما أعداد المعتقلين المرضى، فوصل إلى 700 معتقلا، منهم 24 مريضا بالسرطان.

وتشير المعطيات، إلى أن هناك نحو 23 معتقلا (قدامى الأسرى) منذ ما قبل اتفاقية أوسلو (عام 1993) بالإضافة إلى 152 معتقلا مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاما بشكل متواصل.

ومن بين المعتقلين، وفق البيان، 554 معتقلا، يقضون أحكاما بالسجن المؤبد لمرة واحدة أو عدة مرات.

وتشير معطيات نادي الأسير إلى استشهاد 236 معتقلا داخل السجون منذ العام 1967.

وتحتجز السلطات الإسرائيلية جثامين 12 أسيرا أقدمهم أنيس دولة، الذي استشهد في سجن عسقلان في العام 1980.

المصدر: الأناضول