التصعيد الأخير يثير تساؤلات بإسرائيل عن فاعلية “القبة الحديدية”

لطالما تباهت إسرائيل بمنظومة “القبة الحديدية” باعتبارها الأكثر نجاعة في التصدي للصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى ولكن تطورات الساعات الماضية في فلسطين طرحت تساؤلات عن مدى فاعليتها حقا.

ولاحظت الأناضول أن بيانات الجيش الإسرائيلي يومي الثلاثاء والأربعاء، تضمنت مؤشرات على أن فاعلية هذه المنظومة في صد الصواريخ التي أطلقت من غزة كانت منخفضة.

وعصر الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي، رصد “إطلاق 22 قذيفة صاروخية من قطاع غزة نحو إسرائيل حيث اعترضت القبة الحديدية أربع قذائف بينما سقطت 16 قذيفة في مناطق غير مأهولة”.

ومساء اليوم ذاته، أعلن الجيش الإسرائيلي عن “رصد إطلاق ست قذائف هاون من قطاع غزة نحو إسرائيل” دون إشارة إلى تفعيل هذه المنظومة.

وقبل ذلك كان الجيش أعلن رصد “إطلاق أربع قذائف صاروخية من قطاع غزة نحو إسرائيل حيث اعترضت القبة الحديدية واحدة منها بينما سقطت ثلاث أخرى في منطقة مفتوحة”.

بالإجمال، قال الجيش الإسرائيلي في تصريح مكتوب حصلت الأناضول على نسخة منه، الأربعاء، إن فلسطينيين أطلقوا خلال يومي الثلاثاء والأربعاء، 104 صواريخ من قطاع غزة.

وأضاف أن المضادات الإسرائيلية اعترضت 22 صاروخا منها في حين سقط 11 صاروخا بالبحر و14 صاروخا داخل حدود قطاع غزة، فيما سقط 48 صاروخا في مناطق مفتوحة في إسرائيل، دون توضيح مصير باقي الصواريخ.

تساؤلات

عدم فاعلية منظومة القبة الحديدية في التصدي للصواريخ المنطلقة من غزة أثارت تساؤلات في وسائل الإعلام الإسرائيلية.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلي، الأربعاء، عن الجيش إن “بيانات اعتراض القبة الحديدية قيد التحقيق”.

ورغم أن معطيات الجيش تشير إلى أنه تم اعتراض 24 صاروخا من أصل 104 صواريخ أطلقت من غزة، فقد أضاف الجيش الإسرائيلي لهيئة البث “تشير أرقام الاعتراض الى نجاح بنسبة 90%” دون توضيح.

وما أثار التساؤلات في إسرائيل هو سقوط صاروخ على موقع بناء في بلدة سديروت، جنوبي إسرائيل، ما أدى إلى إصابة 3 عمال أجانب بينهم واحد إصابته خطيرة.

ومساء الثلاثاء، لفتت القناة الإسرائيلية “13” إلى أن “الجيش الإسرائيلي يحقق في أداء القبة الحديدية”.

وقالت في تقرير لها: “تم إطلاق 26 صاروخا اليوم من قطاع غزة على الأراضي الإسرائيلية، وأظهرت المنظومة نجاحًا بنسبة 67 بالمئة فقط، ولم تمنع سقوط الصاروخ الذي أصاب موقع بناء في سديروت”.

وأضافت: “حتى الآن، نفذت القبة الحديدية اعتراضات بنسبة نجاح بلغت 92-96 بالمئة، وعلى الرغم من الانخفاض الكبير اليوم، لا يوجد عطل كبير معروف في الرادار أو في قاذفات النظام الموضوعة في سديروت”.

وتابعت: “يجري فحص احتمال أن يكون إعداد النظام الذي أدى إلى الضرر. على سبيل المثال، التحقق مما إذا كان قد تم تعريف موقع البناء على أنه غير المأهول وبالتالي لا يحتاج أن يكون محميا من الصواريخ لأنه أرض فارغة”.

الأمر ذاته أشار إليه مراسل “يديعوت احرونوت” الإسرائيلية يوسي يهوشع، الذي كتب في تغريدة على “تويتر”، مساء الثلاثاء، إن نسبة التصدي (للصواريخ) في أولى ساعات المساء، كانت 67 بالمئة.

من جهته، اعتبر تال ليف رام، المعلق العسكري في صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، إنه يجب التخلي عن “إدمان” القبة الحديدية.

وقال: “من المهم بالنسبة لي القول إنني أقترح أن نتوقف جميعا عن إدمان القبة الحديدية. عندما تقوم منظمة خطيرة، مدربة وماهرة بإطلاق الصواريخ، في وابل، لن تكون هناك نتائج بنسبة 100 في المائة”.

وأضاف: “هل ربما كان من الممكن القيام بالأمر بشكل أفضل؟ بالطبع هو كذلك، ولكن هنا لديك الجواب الأكثر أهمية – لا يوجد مئة في المئة ولن يكون هناك مئة في المئة مع القبة الحديدية”.

وأشار في تغريدة على تويتر إلى أن “القبة الحديدية مثيرة للإعجاب، ولكن من ناحية أخرى، فإن الإدمان المفرط على نظام دفاعي له مخاطر”.

هل للهاكرز علاقة؟

وقالت مجموعة “انونيموس السودان”، التي نشطت في الأسابيع الأخيرة في اختراق عشرات المواقع الإسرائيلية، إنها عطلت أنظمة الإنذار التي تعتمد عليها القبة الحديدية.

وقالت في حسابها على “تليغرام”، الذي اطلعت عليه الأناضول، الأربعاء: “اعتقدت دولة الاحتلال المؤقتة أنها تستطيع أن تستهدف بسهولة إخواننا الفلسطينيين دون رد. دماء إخوتنا هي دماؤنا، ومعاناتهم هي معاناتنا”.

وأضافت إنها خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية نجحت في “تعطيل كامل لأنظمة الإنذار التي تعتمد عليها القبة الحديدية”.

وتابعت: “نود أن نؤكد من جديد لإخواننا الفلسطينيين أننا معهم في السراء والضراء ولن نترك لهذه الدولة الظالمة أي فرصة لمواصلة قمعها ضد إخواننا”.

وفي تدوينة أخرى قالت: “لا نرى أي عمل للقبة الحديدية الإسرائيلية، فهي لا تزال تعمل بشكل سيئ. لماذا؟ يجب عليكم استخدام حماية أفضل”.

وأضافت: “ما رأيك في هجومنا؟ هل أحببت ذلك؟ هل تتذكر عندما كنت تضحك وتقول إننا لا نستطيع فعل أي شيء؟ من يضحك أولاً يبكي أخيرًا، هذه مجرد مقتطفات. إذا أردت، يمكننا اغتصاب نتنياهو إلكترونيًا”.

واعتبرت إن ما قامت به “غير مسبوق”.

ولم تعلق إسرائيل رسميا على هذه التدوينات.

منظومة القبة الحديدة

والقبة الحديدية هي منظومة دفاع جوي بصواريخ ذات قواعد متحركة، طورته شركة “رفائيل” الإسرائيلية لأنظمة الدفاع المتقدمة بالتعاون مع الجيش الأمريكي.

ويقول الجيش الإسرائيلي على موقعه الإلكتروني: “تعمل منظومة القبة الحديدية من خلال رادارات بالغة الحساسية، ترصد الصاروخ الذي يطلق على إسرائيل حال إطلاقه وتتمتع بالقدرة على معرفة اتجاهه ومكان ووقت سقوطه”.

ويضيف: “فإذا بدا أنه سيسقط في منطقة مفتوحة، يترك ليكمل طريقه. ولكن إذا تبين أنه سيسقط في منطقة مأهولة أو حساسة، فإن المنظومة تطلق باتجاهه صاروخا إسرائيليا مضادا، فيفجره وهو في الجو”.​​​​​​​