مراقبان: حذر في “تل ابيب” سبقه “خيبة أمل” من فوز أردوغان

أكد مراقبان فلسطينيان أن “خيبة أمل” كبيرة أصابت الأوساط السياسية والإعلامية والصحافيين والمحللين والباحثين الإسرائيليين إثر إعلان فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بولاية ثالثة بعد أن كانوا يمنوا النفس بـ”إزاحته عن الساحة السياسية”.

وقال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم “إن بعض المحللين السياسيين الإسرائيليين وصفوا الليلة الماضية (ليلة فوز أرودغان) أنها ليلة حزينة للغاية، ليس فقط لعشرات الملايين من الأتراك في تركيا، بل في عدد كبير من الدول الاوربية والولايات المتحدة الامريكية”.

وأضاف: “خيبة الأمل في فوز المعارضة واضحة، واحتمال حدوث تغيير في القيادة في تركيا أصبح صعب”.

وأشار إلى أن الصحافيين “الليبراليين واليساريين” الإسرائيليين اعتادوا على تشبيه اردوغان برئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان، والقول انه ليس من المستغرب في هذا السياق أن يكون أحد أول مَن يهنئ أردوغان بعد بفوزه.

وأكد إبراهيم أن الصحافيين الإسرائيليين “يتبنون رواية وخطاب المعارضة التركية للتشكيك بنزاهة الانتخابات، وقدرة أردوغان واذرعه في الحكومة على التحكم في مفاصل الدولة التركية، وقمع الحريات العامة وحرية التعبير، وحرصه في السنوات الأخيرة على وضع من ينفذ كلمته في جميع مراكز القوة”.

ونوه إلى أن دولة الاحتلال تحاول التشكيك في الديمقراطية التركية ونزاهة نتائج الانتخابات، رغم أن الجولة الثانية منحت أردوغان شرعية واضحة.

وقال الكاتب والمحلل السياسي: “قد يكون من الصعب تزوير النتائج بهذا الشكل والسهولة التي تتحدث عنها المعارضة وبعض وسائل الاعلام الاسرائيلية، وليس من حقهم الحديث عن تركيا”.

من جهته أكد عدنان أبو عامر الخبير والمختص في الشأن الإسرائيلي على أن فوز أردوغان بولاية جديدة طغى على تغطية الإعلام الاسرائيلي، باعتباره حدثا سيلقي بظلاله على مستقبل العلاقات الإسرائيلية التركية.

وقال أبو عامر “جاء فوز اردوغان مخيب للآمال الإسرائيلية ومحبط لهم”.

 وأضاف: “كانوا (الاسرائيليون) يأملون ويطمحون أن يخسر أردوغان الجولة وبالتالي تعود علاقات إسرائيل مع تركيا كما كانت قبل 20 عاما قبل وصول حزب العدلة والتنمية الى سدة الحكم في تركيا من حيث العلاقات الاستخباراتية والأمنية والصفقات العسكرية والزيارات السياسية، حيث أن تركيا كانت قبل أردوغان حليفة لإسرائيل”.

وتابع: “الان سيحاولون التعاون مع المستجد الجديد بطريقة إدارة العلاقات المستقبلية مع تركيا”.

وأشار أبو عامر إلى “أن الفترة المقبلة ستكون فرصة لاختبار مدى جدية التقارب التركي الإسرائيلي وهل كان لمصالح انتخابية مؤقتة”.

ورجح “أن يعود الرئيس التركي إلى سابق عهده من مناصبة الاحتلال العداء، مما سيعيد تموضع الاحتلال في علاقاته بدول المنطقة”.

وشدد على “أن أردوغان ما زال يمتلك سياسة معادية للاحتلال وتقارب مع الفلسطينيين، مما يجعلهم في حالة ترقب حذر حتى اللحظة كيف ستكون سياسته الخارجية خاصة تجاه القضية الفلسطينية والاحتلال”.

وأشار أبو عامر إلى “أن رئيس دولة الاحتلال إسحاق هرتسوغ، ووزير الحرب السابق بيني غانتس هما فقط من هنأ أردوغان بالفوز”.

وقال: “نتنياهو مازال ملتزم الصمت بعد مرور أكثر من 12 ساعة على هذا الفوز، مما يعكس بالضرورة حالة ترقب حذر سبقتها حالة خيبة أمل من نتائج الفوز”.

وتمكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مساء أمس بالفوز في انتخابات الرئاسة التركية، بعد تقدمه على مرشح المعارضة في الجولة الثانية، حيث حصل أردوغان على نسبة نحو 53% مقابل 47 بالمئة لمرشح المعارضة، ليصبح بذلك رئيسا للبلاد لخمس سنوات أخرى.

المصدر: قدس برس