في ذكراها الـ13..”مافي مرمرة” زادت التضامن مع غزة

اعتبر مسؤولون غير حكوميين وناشطون فلسطينيون أن الهجوم الإسرائيلي على سفينة التضامن التركية “مافي مرمرة” عام 2010 ساهم في زيادة وتيرة حركة التضامن الإقليمي والدولي مع قطاع غزة.

ورأى هؤلاء، في أحاديث منفصلة مع الأناضول، أن سفينة “مافي مرمرة” بالإضافة لموقف الحكومة والأحزاب التركية، منحت ثقلا للقضية الفلسطينية خاصة في المحافل الدولية.

وتمرّ الأربعاء 31 مايو/ أيار، الذكرى السنوية الـ 13 للهجوم الإسرائيلي على سفينة “مافي مرمرة” التي كانت تبحر في المياه الدولية قرب شواطئ قطاع غزة، وأسفر عن استشهاد 10 متضامنين أتراك.

وكانت “مافي مرمرة” ضمن أسطول مساعدات عُرف باسم “أسطول الحرية”، وهو مجموعة من 6 سفن، اثنتان منهم تتبعان لهيئة الإغاثة الإنسانية التركية (IHH).

وأقلّت السفينة نحو 750 ناشطا حقوقيا وسياسيا من 37 دولة، أبرزها تركيا، كما حملت نحو 10 آلاف طن من المساعدات الإنسانية والإغاثية لسكان القطاع.

وسعت السفينة آنذاك لـ “كسر الحصار الإسرائيلي البري والبحري عن قطاع غزة”.

إعادة القضية للواجهة

قال ممثل اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة أنور عطا الله، إن حادثة “سفينة مافي مرمرة تعبر عن وحدة الشعبين التركي والفلسطيني، خاصة وأن الفلسطينيين يقدّرون دائما جهود الشعب والحكومة والأحزاب التركية التي تقف إلى جانبهم”.

وأضاف للأناضول، أن “الشعب التركي بعاطفته المميزة اتجاه الفلسطينيين قاد أسطول الحرية عام 2010 وفتح الباب أمام تزايد وتوسع حركة التضامن مع القطاع المحاصر”.

وتابع: “أعادت هذه السفينة القضية الفلسطينية إلى الواجهة وأوصلت صوت القطاع المحاصر إلى كافة أنحاء العالم الذي تحدث باستفاضة عن حصار غزة آنذاك”.

حركة التضامن

كما اعتبر عطا الله أن تعامل وحديث العالم عن قطاع غزة والقضية الفلسطينية في الفترة التي سبقت حادثة “مافي مرمرة”، لم يكن كما أصبح بعد هذا الهجوم.

وبيّن أن هذا الهجوم “نبه العالم لما يحدث في غزة ودفع باتجاه زيادة أعداد المتضامنين”، مثمنا دور الأتراك الذين كانوا على متن السفينة “وأصروا على استكمال هذا المشوار والحديث عن معاناة غزة”.

ونوّه إلى أن “الحس الإنساني موجود دائما لدى الأتراك إذ يدفعهم لمساعدة الضعفاء والمحتاجين من الشعوب المختلفة سواء عربية أو إسلامية”.

أقوى حملات الدعم لفلسطين

المفكر السياسي ومدير مركز “بيت الحكمة للاستشارات وحل النزاعات” (غير حكومي) أحمد يوسف، قال إن “سفينة التضامن التركية مافي مرمرة، كانت من أقوى الحملات الداعمة للفلسطينيين خاصة وسط ما رافقها من مواقف للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أو الأحزاب التركية المختلفة”.

وأضاف للأناضول: “هذه المواقف أعطت وزنا كبيرا للقضية الفلسطينية (…) صوت تركيا كان في الأمم المتحدة والمنطقة الأوروبية داعم للفلسطينيين”.

وأوضح أن حادثة سفينة “مافي مرمرة” تدلل على أن “الشعب التركي بكل مشاعره يقف بجانب الفلسطينيين”.

وأشار في هذا السياق، إلى أن حصول فلسطين، في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، على صفة مراقب (غير عضو) في الأمم المتحدة، “ساهمت به بشكل كبير جهود تركيا التي كان لها دور في دعم القضية دوليا حيث مثّلت سندا حقيقيا وقويا للفلسطينيين”.

بدوره، طالب ممثل مكتب (IHH) في غزة أشرف يلماز، المجتمع الدولي بـ”الوقوف عند مسؤولياته والضغط على إسرائيل لرفع حصارها عن القطاع”.

وقال للأناضول: “في ذكرى سفينة مرمرة واستشهاد 10 من إخواننا الأتراك، نترحم على شهداء الحرية الذين أناروا بدمائهم طريق الكرامة لغزة وفلسطين”.

وتفرض إسرائيل على سكان غزة البالغ عددهم مليونين و300 ألف نسمة، حصارا مشددا منذ منتصف 2007 تسبب بارتفاع نسبة الفقر إلى 61.6 بالمئة والبطالة إلى 47 بالمئة.

المصدر: الأناضول