“لا عمل ولا تعليم، نعيش على هامش الحياة”..هكذا يعبر فلسطينيو سوريا عن حياتهم في مصر، فبعد إحدى عشر عاما لاتزال مئات العائلات الفلسطينية القادمة من سوريا تعيش بلا إقامات، ما يحرمها من حق العمل والتعليم.
في الحي السادس في مدينة نصر في القاهرة، تمكن اللاجئ الفلسطيني أمجد (فضل عدم الكشف عن اسمه كاملا) من إيجاد فرصة عمل في أحد مصانع البلاستك منذ ثلاث سنوات، يقول في حديثه لـ”قدس برس”: “أعمل بشكل غير قانوني لأؤمن لقمة العيش لعائلتي المكونة من 5 أفراد”، ورغم قلة الراتب وساعات العمل الطويلة إلا أنه مجبر على ذلك، كونه لا يملك إقامة تخوله العمل في مصر.
وأوضح “أن راتبه لا يتجاوز الألف وخمسمائة جنيه مصري، في الوقت الذي يتقاضى فيه العامل النظامي بين الثلاثة آلاف والخمسة آلاف جنيه”، ويضيف: “لا يمكنني المطالبة بزيادة مرتبي فأقل جواب يمكن أن أسمعه: إذا لم يعجبك الراتب أترك العمل وسيأتي غيرك، ما يضطرنا للسكوت والقبول بالقليل”.
يخرج أمجد كل يوم من الساعة السادسة والنصف صباحا ولا يعود إلى منزله الكائن في “الحي السادس” حتى السابعة والنصف مساء، ويقول: بالكاد أرى أسرتي عدا يوم الجمعة، وفي نهاية الشهر أستلم راتبي الذي يذهب كله إيجارا لمنزلي.
منوها أنه يتدبر أمر معيشته من المساعدة المالية التي يقدمها صندوق برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، والذي يحصل من خلاله على أربعمائة وخمسين جنيه مصريا عن كل فرد في العائلة أي 2250 جنيه شهريا، مشيرا إلى أنه مبلغ قليل بالنسبة لتكاليف الحياة في مصر، حيث تحتاج العائلة حتى تؤمن احتياجاتها الحياتية إلى ستة آلاف جنيه تقريبا، على حد قوله.
التعليم حكاية ثانية
قبل 6 سنوات تمكنت اللاجئة الفلسطينية “مريم” من دخول كلية “الصيدلة” في إحدى الجامعات المصرية على أنها سورية، تقول في حديثها لـ”قدس برس”: “لم تنتبه إدارة الجامعة لذلك حتى سنة التخرج، حيث تم اكتشاف الأمر”.
تضيف: “توصلت مع إدارة الجامعة إلى تسوية تقضي بأن أتنازل عن الشهادة أو أن أدفع ثلاثة آلاف جنيه إسترليني عن كل سنة من سنوات الدراسة الخمس، ما يعادل 100 ألف جنيه مصري (3240دولار)، لتقرر التخلي عن الشهادة، خشية تحويلها لما يسمى مجلس تأديب ومحاكمة بتهمة تزوير الوثائق”.
تقول مريم: “لا أعلم بأي حق نحرم من إكمال دراستنا، التي هي رأس مالنا كفلسطينيين، لم أفكر حينها إلا بأن أكمل دراستي حتى آخر رمق بأي طريقة”.
وتشرح إشكالية التعليم في مصر بالنسبة لفلسطينيي سوريا الذين لا يملكون إقامات في البلد، فتقول: “يمنع على أبنائنا دخول المدارس النظامية منذ مراحل التعليم الأولى وصولا للجامعة”، وتضيف هذا الوضع اضطر عددا من العائلات إلى تسجيل أبنائهم في “السناتر” (بناء أو منزل من عدة غرف يتم تحويله لما يشبه المدرسة الخاصة) ولكنها لا تمنح شهادات في ختام السنوات الدراسية.
وأردفت العديد من هذه المدارس يدرس فيها معلمون ومعلمات من سوريا وتمتد سنوات الدراسة فيها من الابتدائية والاعدادية وصولا للثانوية دون شهادات، مشددة على حرص فلسطينيي سوريا على تعليم أبنائهم بأي ثمن، وأوضحت أن “قسط هذه السناتر يتراوح بين ال4 آلاف والـ5 آلاف جنيه في السنة”.
“الأونروا” تتملص
في حديثه لـ”قدس برس” اتهم أسعد مجدلاني المتحدث باسم فلسطينيي سوريا في مصر السيدة سحر الجبوري ممثلة “الأونروا” في مصر بعدم التعاون مع فلسطينيي سوريا – رغم استلامها منصبها منذ أكثر من خمس سنوات- مشيرا أنها ترفض مقابلة ممثلي فلسطينيي سوريا لمناقشة وحل مشاكلهم.
ويقدر عدد فلسطينيي سوريا في مصر بنحو 1100 عائلة موزعين على المحافظات المصرية خاصة القاهرة والإسكندرية والمنصورة والمحلة.
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=142005