كشف النائب في حزب “الليكود” اليميني، الذي يقوده بنيامين نتنياهو في حكومة الاحتلال عميت هاليفي، عن خطة لتقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود وإنهاء الوصاية الهاشمية على المسجد.
وبحسب خطة عضو الكنيست الليكودي هاليفي، فإنه سيكون للمسلمين الجزء الجنوبي بما فيه المصلى القبلي، في حين يحصل اليهود على المنطقتين الوسطى والشمالية بما في ذلك قبّة الصخرة المشرفة.
وأبلغ هاليفي موقع “زمان إسرائيل” الإخباري (الإسرائيلي) بأن خطته تقضي بإنهاء الوصاية الهاشمية على المسجد.
وزعم للموقع: “مساحة الحرم القدسي هي 144 دونماً. جزء صغير منه هو المسجد الأقصى، في الطرف الجنوبي، وقد قام المسلمون بتوسيع المسجد بشكل لا يمكن التعرف عليه ابتداءً من العام 2000، عندما قاموا بضم إسطبلات سليمان (المصلى المرواني)، وحفروا وأزالوا كميات ضخمة من الأوساخ مع اكتشافات أثرية ثمينة، وبنوا مسجداً كبيراً آخر في الفضاء”، على حد تعبيره.
وأضاف: “على الجانب الآخر من الحرم، يوجد هيكل قبة الصخرة في الوسط. كان هناك المعبدان الأول والثاني. هذه هي معظم مساحة الجبل، وهي الأولى في قدسيتها للشعب اليهودي”، في إشارة إلى الهيكل المزعوم.
وتابع زاعماً: يطلق المسلمون اليوم على “جبل الهيكل” بأكمله اسم “الحرم الشريف”. إنها مؤامرة. مؤامرة الأقصى، وبسبب هذه المؤامرة، لا يمكننا دخول “الجبل” بشكل طبيعي، وهو المكان الذي يخصنا”، على حد تعبيره.
وزعم هاليفي أنه “في مؤتمر كامب ديفيد عام 2000، اقترح إيهود باراك بناء كنيس يهودي، وكانت هذه إشارة لاعتداء المسلمين الكبير على “إسطبلات سليمان” (في إشارة إلى المصلى المرواني)، وتحويله إلى مسجد ضخم. لا ينبغي أن يكون اليهود تحت “الجبل”، يجب أن يكونوا على “الجبل”، يجب ألا نقبل مؤامرة الأقصى. ماذا فعل المسلمون؟ حولوا “جبل الهيكل” بأكمله إلى أرض إسلامية “، على حد زعمه.
زعم أنه “إذا صلوا هناك، فهذا لا يجعل الحرم القدسي بأكمله مكاناً مقدساً للمسلمين. لم يكن ولن يكون”.
وقال عن خطته: “سنأخذ الطرف الشمالي ونصلي هناك، الجبل كله مقدس بالنسبة لنا، وقبة الصخرة هي المكان الذي قام عليه “الهيكل”، يجب أن يكون هذا خطنا التوجيهي، (إسرائيل) تقود، سيكون هذا بياناً تاريخياً ودينياً ووطنياً، إذا لم يحدث هذا فأنت لست مالك المنزل بالفعل”، على حد تعبيره.
وأضاف في زعمه: “هذا هو مكان المعبد الأول ومكان المعبد الثاني الذي بناه المهاجرون البابليون. لا أحد يحتاج إلى فحص الحجارة ليعرف أنها ملكنا، وحتى نقول ذلك، فإننا نؤكد مؤامرة المسلمين حول الحرم الشريف”.
وتابع في مزاعمه: “نحن بحاجة إلى وضع حد لهذا. توجد مساجد في جنوب الجبل ونحن نحترم ذلك. صلوا هناك وقدموا لنا نصيبنا”.
وأردف بفظاظة: “بالنسبة للمسلمين، تعتبر قبة الصخرة مكاناً للحفظ وليست مسجداً. بالنسبة لنا هو قدس الأقداس. إذا أراد المسلمون أن يأتوا ويصلوا معنا أمام المكان الذي يوجد فيه “الهيكل”، فاغفر لهم”، على حد تعبيره.
ويطالب هاليفي بالسماح لليهود باقتحام المسجد عبر جميع البوابات وليس فقط باب المغاربة.
وقال: “يجب إزالة جميع القيود المفروضة علينا من جدول الأعمال. علينا أن “نصعد الجبل” دون أن ترافقنا الشرطة. لماذا حدث هذا؟ لأننا لم نخلق الرواية الصحيحة، بأن “جبل الهيكل” ملكنا”، على حد زعمه.
كما دعا إلى إنهاء الوصاية الهاشمية على المسجد، وقال: “هل نعطي مكانة لدولة أجنبية في الحرم القدسي؟ مستحيل؟ إنها خطيئة تاريخية، لماذا لا نمنحهم مكانة في مركز ديزنغوف أيضاً؟ هذا خطأ فادح. يجب إلغاء هذا الوضع. أعلم أنه حدث، إنه اتفاق بين الدول، لكن علينا التعامل معه. إنها عملية تتطلب التغيير حتى لو كانت ستستغرق وقتاً”، على حد تعبيره.
وردّاً على ذلك، اعتبرت وزارة شؤون القدس مخطط عضو الكنيست، من حزب “الليكود” (الإسرائيلي) الحاكم، عميت هاليفي، بتقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود خطيراً للغاية ووصفة لحرب دينية.
وأشارت، في بيان، إلى أن المخطط الداعي لسيطرة اليهود على منطقة قبة الصخرة بمقابل بقاء المصلى القبلي لصلاة المسلمين، يضع المسجد الأقصى في دائرة الخطر الشديد.
وقالت: “هذا المخطط، الذي طرحه أحد عناصر حزب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بمثابة عدوان صارخ على مشاعر وعقيدة المسلمين حول العالم، وتعبير عن صلف وتطرف حكومة الاحتلال”.
وأضافت: “ما نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية عن خطته، فضلاً عن كونه مرفوضاً ومستهجناً فإن تطبيقه، لا سمح الله، سيؤدي إلى حرب دينية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى”.
وأضافت: “الدعوة إلى إنهاء الوصاية الأردنية الهاشمية على المسجد الأقصى والادعاء، بصلافة ووقاحة، أن المسجد الأقصى ليس للمسلمين والدعوة للسماح لليهود باقتحام المسجد الأقصى من كل أبوابه، لعب بالنار”.
ولاحظت وزارة شؤون القدس أن حزب “الليكود” هو الذي يقود الاقتحامات للمسجد الأقصى، من خلال عراب الاقتحامات الحاخام المتطرف يهودا غليك، ويدعو لانتهاك حرمة المسجد، من خلال هاليفي الذي نظم الشهر الماضي اجتماعاً داخل الكنيست تحت عنوان “حرية اليهود” في المسجد الأقصى، وبات الآن يدعو لتقسيم المسجد بين المسلمين واليهود.
وقالت: “المخطط، الذي تم نشره في وسائل الإعلام الإسرائيلية، هو الأكثر خطورة الذي يستهدف المسجد الأقصى منذ الاحتلال عام 1967، وهو مؤشر خطير على تصاعد استهداف المسجد بدءاً بالاقتحامات عام 2003، ومروراً بدعوات التقسيم الزماني والصلوات والطقوس التلمودية، وصولا إلى الدعوة الخطيرة بتقسيم المسجد نفسه”.
وأضافت: “هم ينتقلون فعلياً من انتهاك الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى إلى نسف هذا الوضع، وصولاً إلى التقسيم الفعلي للمسجد الأقصى كخطوة نحو مخططات أكثر قبحاً وأكثر خطورة”.
وتابع: “بصمت حكومة الاحتلال على هذا المخطط العدواني، الذي ينادي به أحد أعضائها، فإنه لا يمكنها الزعم كذباً أنها تحترم الوضع القائم في المسجد الأقصى”.
وشددت وزارة شؤون القدس على أن المسجد الأقصى بمساحته الكاملة، وهي 144 دونماً، للمسلمين وحدهم لا يشاركهم فيه أحد، ولا يقبل القسمة ولا التقسيم.
وقالت: “شعبنا العظيم الذي أحبط مؤامرة البوابات الإلكترونية، والتقسيم الزماني والمكاني، لن يسمح بمخطط إرهابي كهذا”.
وأضافت: “على العالم الإسلامي والعربي ألا يقف صامتاً إزاء مخططات خطيرة كهذه، وعليه أيضاً ألا يترك الفلسطينيين وحدهم في مواجهة هذا الجنون الإسرائيلي”.
وتابعت وزارة شؤون القدس: “على المجتمع الدولي الانتقال من مربع الإدانات والاستنكارات إلى التحرك الفاعل لوقف هذا العدوان (الإسرائيلي) قبل فوات الأوان”.
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=142113