تتسارع عمليات التهويد في المسجد الأقصى في ظل حكومة يمينية متطرفة تعمل على تذليل السبل في إطار إحداث تغييرات ديموغرافية في مدينة القدس.
وتتهدد القدس جملة من الإجراءات التهويدية من أنفاق وتلفريك وإجراءات على أرض الواقع، وهو ما ينذر بتصاعد الأوضاع الميدانية ضد الاحتلال.
ويعمل الاحتلال على تكثيف جهده بتوسعة الأنفاق، وهو ما قد يؤدي لانهيار أجزاء واسعة من المسجد الأقصى في حال استمرت الحفريات.
مخططات خبيثة
المختص في شؤون القدس، حسن خاطر، أكد أن الاحتلال يعمل على استغلال أحد الأنفاق التي تمتد في المنطقة الجنوبية للمسجد الأقصى نحو باب المغاربة، ويعمل على مضاعفة الحفريات بما يخدم معتقداته الزائفة.
وقال خاطر في حديث لـ (الرسالة نت): “الاحتلال تسلل إلى قلب المسجد الأقصى ويواصل مخططاته التهويدية، وهو يكشف عن جزء مهم من شبكة الأنفاق الموجودة والممتدة تحت المسجد الأقصى”.
وأكد وجود أنفاق أخرى تجاه سلوان وساحة البراق والبلدة القديمة، “فالمسجد الأقصى الآن أمام خطر حقيقي للانهيار مع أي زلزال وربما قد يكون مصطنعا”.
وبيّن أن التصدعات بدأت تظهر علنا والاحتلال يعيق أي عمليات ترميم للمسجد الأقصى، محذرا من استمرار الوضع الراهن الذي سيؤدي لهدم المسجد الأقصى.
وكشف الباحث في شؤون القدس معاذ إغبارية عن توسيع سلطات الآثار (الإسرائيلية) قنوات المياه القديمة أسفل المنطقة الجنوبية للمسجد الأقصى وحائط البراق باتجاه منطقة باب الخليل.
وقال إغبارية إن القناة اليبوسية القديمة متفرعة باتجاهين أسفل باطن الأرض ويجري توسيعها وترميمها وتجهيزها، لفتحها أمام السياح، ويجري ربطها بنفق تحت حارة المغاربة- التي باتت تسمى بـ (حارة اليهود).
وأكد أن العمل متواصل من طواقم كبيرة للاحتلال في منطقة عين سلوان أيضا وصولا إلى منطقة وادي حلوة جنوب المسجد الأقصى في القدس المحتلة، “فنفق عين سلوان الأثري، المفتوح للسياح بمقابلٍ مادي منذ عدّة سنوات، وجد في منتصف الممر الذي يصعد إلى الأعلى باباً وعندما فتحت الباب، وجدت نفقا كبيرا”.
وأضاف غبارية: “هذا ليس نفقا أثريا، إنما نفق جديد.. عندما دخلت إليه طلب مني العمال الخروج، وقبل ذلك رأيت عموداً أثرياً لا بد أنه يعود لزمن الرومان أو البيزنطيين أو الكنعانيين”.
وأضاف في فيديو نشره: “داخل النفق، يوجد إسمنت وأعمدة حديدية، ورافعات كبيرة ترفع التراب بجوار المنازل المقدسية، والأتربة يتم نقلها الى ورش في جنوب البحر الميت”.
وتوقع إغبارية أن سلطات الاحتلال ستفتتح النفق المائي، من ساحة البراق إلى باب الخليل غرب المدينة المقدسة أمام السياح، بعد تجهيزه وإزالة ما بداخله.
في حين، أكد المختص في شؤون القدس، الدكتور جمال عمرو، أن النفق موجود منذ أكثر من 4 آلاف عام “نظام القدس المائي”.
وقال عمرو إن أرضية النفق تحتوي آبارا وهو أول نظام مائي عالمي في المدن، حيث يشهد على قدسية المدينة وعروبتها.
وأشار إلى أن الاحتلال حاليا يستغل هذه الأنفاق لتنفيذ مخططات تهدف لهدم الأقصى وبناء هيكلهم المزعوم.
وحذّر من مغبة استمرار الاحتلال في تنفيذ مخططاته التهويدية الرامية لطرد السكان الأصليين وهدم المسجد الأقصى.
المصدر: الرسالة نت
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=142222