بالكانتونات والحواجز.. الاستيطان ينهش أراضي الضفة
تزيد سلطات الاحتلال من مخططاتها الاستيطانية في مدن وقرى الضفة، والتي تعمل على نهش الأراضي وزيادة السلب والنهب والإبقاء على مناطق السكن الفلسطينية معزولة.
وتنذر مخططات الاحتلال الهادفة للسيطرة على مدن الضفة، إلى الإبقاء على حالة العزلة بالمناطق الفلسطينية وزيادة مصادرة الأراضي.
وتستغل حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة، اعتلاءها حكم دولة الكيان، وتعمل بشكل مكثف على إصدار تصريحات استيطانية، وتمنحها غطاءً قانونيا.
زيادة الاستيطان
المختص في شؤون الاستيطان، محمد عودة، أكد أن زيادة الاستيطان والعمل على عزل مدن الضفة عن بعضها هو مخطط قديم، يستكمل هذه الأيام.
وقال عودة في حديث لـ (الرسالة نت): “منذ سنوات طويلة نعيش المخططات الاستيطانية الخبيثة ومحاولات التهجير والطرد، في حين زادت حدة الاستيطان حاليا”.
وأوضح أن سلطات الاحتلال تعمل وفق خطة ممنهجة على عزل كل مدينة عن الأخرى بطرق مقطعة ومسيطر عليها، كما أن الحواجز العسكرية تعزز هذه النظرية وتمنع أي فرص لإقامة دولة فلسطينية.
وأشار إلى أنه منذ توقيع اتفاقية أوسلو وتقسيم الضفة إلى مناطق “أ، ب، ج” فإن الاحتلال بدأ من وقتها بتنفيذ هذا المخطط، وهو ما بدا واضحا رغم جميع حالات الاستنكار والإدانة الدولية.
في حين، قالت قناة “كان” العبرية، إن رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو، تحدث مؤخرا عن ضرورة كبح الطموح الفلسطيني لإقامة دولة مستقلة.
وأضافت القناة: “نتنياهو قال ذلك خلال جلسة عقدتها مؤخرا لجنة الأمن والخارجية بالكنيست (البرلمان)، ردا على سؤال طرحه أحد أعضائها حول علاقات (إسرائيل) مع السلطة الفلسطينية”.
وتابع: “نحن مستعدون لمساعدة السلطة الفلسطينية ماليا، لدينا مصلحة في استمرار عملها. وحيث تنجح في العمل فهي تقوم بالمهمة لنا، وليس لدينا مصلحة في سقوطها”.
وفيما يتعلق بالطموحات الفلسطينية لإقامة دولة مستقلة، قال نتنياهو: “يجب قمع طموحهم بإقامة دولة”.
ومنذ أواخر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، يقود نتنياهو حكومة تضم أحزابا من أقصى اليمين الديني والقومي، وتعمل على تعزيز الاستيطان في الأراضي الفلسطينية بما في ذلك القدس الشرقية، التي يتمسك بها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم المستقبلية.
ولم تعلق السلطة الفلسطينية على تصريحات نتنياهو بشكل فوري، إلا أنها قالت في تصريحات سابقة على لسان عدد من مسؤوليها بينهم متحدث الرئاسة نبيل أبو ردينة، إن نتنياهو يضلل العالم ويتهرب من أي عملية سياسية تقود لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية.
ويتفق المختص في شؤون الاستيطان، عصمت منصور، مع سابقه، في أن الاحتلال يسارع من وتيرة الاستيطان خلال الفترة الحالية بغطاء من حكومة اليمين المتطرف.
وقال منصور في حديث لـ (الرسالة نت): “المتتبع لتركيبة الضفة، يتأكد أنه لا يوجد مدن فلسطينية متواصلة التركيبة، وأن الاستيطان يلتف حول رقبة المدن وبشكل متسارع”.
واستغرب منصور حالة الصمت العربي والدولي، وعدم قدرة الجهات الرسمية على اتخاذ قرارات توقف تغوّل الاحتلال.
ودعا إلى ضرورة اتخاذ الخطوات المناسبة للوقوف في وجه الاستيطان قبل فوات الأوان، “فالاحتلال يعمل وفق خطة ممنهجة على إخلاء الفلسطينيين من أراضيهم”.
المصدر: الرسالة نت
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=142614