أكدت وسائل إعلام عبرية، أن العدوان العسكري الإسرائيلي على مخيم جنين لم يحقق أهدافه المرجوة كما يزعم جيش الاحتلال، وأن التقديرات تشير إلى أنه بعد انسحاب الجيش “سيخرج مئات المسلحين وينفذون عمليات انتقامية ضد أهداف إسرائيلية”.
وقال موقع /واينت/ العبري وصحيفة /يديعوت احرونوت/ الإسرائيلية: إن “الانجاز الوحيد للجيش يتمثل في حرية العمل العملياتي، موضحة أن معنى هذا الإنجاز هو أن الجيش الإسرائيلي والوحدات الخاصة، يمكنهم دخول مخيم جنين لعمليات محددة، دون كاميرات تحذر المقاومين الفلسطينيين مقدما من مكان دخول قوات الجيش الإسرائيلي ومتى وعلى أي مسار تسير المركبات المدرعة للجيش الإسرائيلي”.
وأضافت أن حرية العمل هذه، “ستسمح للجيش الإسرائيلي بتنفيذ إستراتيجيته المنهجية الجديدة في شمال الضفة، والتي تقوم على عمليات محدودة النطاق ولكن بكمية وكثافة، حيث يعتقد الجيش أن ذلك سيؤدي في غضون بضعة أشهر، إلى تراجع المقاومة في شمال الضفة”.
وأشارت إلى أنه لا يزال من الصعب الحكم على ما إذا كانت “العملية في جنين ستخلق ردعا ضد المقاومين الفلسطينيين”، لافتة إلى أن “عدد النشطاء المسلحين والمقاومين الذين تم اغتيالهم كان منخفضا نسبيا بالنسبة لعملية يشارك فيها لواء كامل من الجيش، حيث لا يزال هناك مئات المسلحين في مخيم جنين يختبئون في مخابئ، وعندما تنتهي العملية، من الممكن تقدير أنهم سيخرجون من مخابئهم ويحاولون الانتقام”.
وأضافت أنه من الممكن أيضا أن “نقدر باحتمالية كبيرة أن العديد من العناصر المسلحة سيعودون إلى العمل عندما يغادر الجيش الإسرائيلي المخيم، وهذا يعود لحقيقة أن تحركات الجيش الإسرائيلي التحفيزية والاستجابة، والتي تتربص الآن للمسلحين في أزقة المخيم، لم تحقق النتيجة المرجوة”.
ورجحت المصادر العبرية، نجاح المسلحين الفلسطينيين، في الانسحاب والتخفي، رغم صدمة العمليات الجوية والدخول السريع للقوات البرية الإسرائيلية، واختبأوا وتجنبوا المواجهة مع جنود الجيش الذين كانوا ينتظرونهم في كمائن داخل منازل وأزقة المخيم، مشيرة إلى أن الجيش يحاول أن يبذل جهدا إبداعيا من شأنه أن يجعل المسلحين يكشفون عن أنفسهم ويزيد عدد الضحايا بينهم”.
ورأت أن مثل هذه الخطوة “تنطوي أيضا على مخاطر أكبر على جنود الجيش الإسرائيلي والذين يعملون في المخيم، حيث أن زيادة الاحتكاك أمر خطير لكلا الجانبين، ويجب أن يؤخذ هذا أيضا في الاعتبار لأن أي تشابك قد يؤدي إلى تغيير التوازن الإيجابي للنتائج إلى الجانب السلبي”.
من جهتها قالت /صحيفة/ العبرية: إن “العملية العسكرية المستمرة لليوم الثاني في جنين، لن تحقق أهدافها كاملة بالقضاء على المقاومة.
وأضافت، أنه على قادة أحزاب اليمين في الحكومة الإسرائيلية ومناصريهم في برلمان الاحتلال (كنيست) والمستوطنات، التقليل من توقعاتهم حول نتائج العملية العسكرية.
وأشارت إلى أن “كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية ليس لديهم أي أوهام بأن هذه العملية ستحدث تغييرا جوهريا في الواقع الأمني، وأن الهدف من العملية في الوقت الحالي هو توجيه ضربة للخلايا المسلحة تصعب من محاولاتهم لتنفيذ هجمات”.
ورأت أن هناك حاجة إسرائيلية لإنهاء العملية بسرعة “خوفا من التورط في ساحات أخرى، مرجحةً أن يتم إطلاق صواريخ من غزة في حال زاد عدد الشهداء الفلسطينيين، كما يتوقع أن تنفذ هجمات انتقامية في الضفة الغربية وداخل الخط الأخضر (الأراضي المحتلة عام 48).
وينفذ جيش الاحتلال منذ فجر الإثنين عدوانا عسكريا على مخيم جنين، تخلله غارات جوية بهدف القضاء على المقاومة الفلسطينية داخل المخيم، أسفرت عن استشهاد 10 فلسطينيين بينهم ثلاثة أطفال، إضافة إلى نحو 100 جريح بينهم 20 في حالة الخطر.
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=142683