نفذت قوات الاحتلال قبل أيام عمليات هدم في تجمع أبو هندي البدوي التابع لبلدة أبو ديس شرق القدس، ضمن الاستهداف المركز للتجمعات البدوية في الضفة والقدس بهدف تهجير سكانها، وتنفيذ مشاريع استيطانية على أراضيهم وقراهم.
هذه ليست عملية الهدم الأولى فقد نفذت سلطات الاحتلال والمستوطنون عددا من الاعتداءات والهدم في حزيران الماضي بلغت 44 اعتداءً ضد التجمعات البدوية في الضفة الغربية، وقد تراوحت بين اعتداءات جسدية مباشرة على المواطنين، وهدم بيوتهم وتجريف أراضيهم والاعتداء على المواشي.
وعمل المستوطنون على اقتلاع الأشجار وإتلاف مزارع البدو وتدمير ممتلكاتهم وبيوتهم لأجل إقامة بؤر استيطانية جديدة، وأشرفت شرطة الاحتلال والجنود على تسليم إخطارات الهدم للأهالي ومنع المراعي في تلك المنطقة في محاولة للتضيق على القبائل البدوية.
منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو رصدت 97 اعتداء وانتهاكا من الاحتلال ضد التجمعات البدوية في الضفة الغربية، منها 16 اعتداءً في القدس، وذلك منذ مطلع العام الجاري، وهذه الاعتداءات فتحت الباب أمام ملف نحو 26 تجمعا بدويا في المدينة المقدسة معرضة لخطر الترحيل القسري، حسب ما جاء في التقرير الشهري للمنظمة.
وتعد قضية سكان تجمع الخان الأحمر واحدة من القضايا البارزة التي يحاول الاحتلال طمسها وتهجير سكانها من أجل استكمال تنفيذ مشاريع استيطانية لتحقيق هدف ما يسمى “مشروع القدس الكبرى”، ويدعي دائما أن مصادرة الأرض لغرض التدريبات العسكرية.
بدأ الاحتلال بتهجير التجمعات البدوية منذ عام 1997، تلا ذلك البدء بإنشاء مشروع بناء الجدار العازل عام 2002 الذي صادر دونمات أخرى من أراضي البدو والمزارعين، وحاصر تجمعات أخرى وبدأ في استهداف التجمعات البدوية، بزعم أنها تجمعات عشوائية وغير شرعية وتقيم على أرض تتبع للاحتلال تنفيذًا لمشروع E1 الاستيطاني الهادف لسلب الأراضي الفلسطينية.
وليد عساف الخبير في قضايا الاستيطان ومحاربة الجدار قال في مقابلة مع “الرسالة” أن هناك ما يسمى الاستيطان الرعوي، وهو عمل استيطاني هدفه السيطرة على المناطق والتجمعات البدوية، حيث يعطي الاحتلال مستوطنين عددا كبيرا من الأغنام أو الأبقار، ويقيم لهم مستوطنة للرعي، ثم يقوم بتسليحهم لسرقة مساحات الرعي من المواطنين البدو المجاورين له، فيضطر البدوي صاحب الأرض للانتقال والبحث عن مناطق رعوية أخرى.
هذه الجماعات الاستيطانية مكونة من ما يسمى شبيبة التلال أو “جماعات تدفيع الثمن”، غالبيتهم من الشباب والفتيان الذين لم يبلغوا العشرين، مسلحين ومحميين من الجيش ومختارين بعناية عبر الإدارة المدنية ليقوموا بدور الرعاة المستوطنين، ومدعومين من الجيش خصيصا، حسب توضيح عساف.
هؤلاء اللصوص تحميهم الأسلحة والجيش وربما الطائرات، ولا يهمهم صاحب الأرض، ينشرون مواشيهم في أراضي المواطنين البدو ثم يصادرونها تدريجيا.
يهدف الاحتلال إلى تنفيذ التهجير القسري للتجمعات وإخلائها تمهيدا لضمها للاحتلال وهذا هو الهدف الرئيس حسب عساف، أما الهدف الثاني فهو السيطرة على الأراضي التي تربط البؤر الاستيطانية ببعضها لتصبح الكتلة الاستيطانية أوسع وأكثر ترابطا.
ويلفت عساف إلى أن معظم هذه الأراضي في الجبال ويمكن السيطرة من خلالها على محاور الطرق الرئيسية التي تربط الضفة ببعضها وبالتالي يستطيع أن يحول الضفة لكانتونات إذا ما تمت السيطرة عليها.
المصدر: الرسالة نت
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=142910