سحبت الجنسية منهم بعد منحها لهم..عشرات العبرانيين السود “يواجهون الترحيل من إسرائيل”

نشرت صحيفة إندبندنت البريطانية تقريرا للصحافي الإسرائيلي إيلان بن صهيون بعنوان “بعد عقود من النضال من أجل الحصول على مكان في إسرائيل.. يواجه العشرات من العبرانيين السود في إسرائيل خطر الترحيل”.

ولفت الكاتب إلى أن العبرانيين الأفارقة السود في إسرائيل، والمعروفين رسميا باسم أمة إسرائيل العبرية الإفريقية في القدس، هم طائفة دينية ليست يهودية ويزعم أعضاؤها الذين يبلغ عددهم نحو 5 آلاف نسمة، أنهم ينحدرون من القبائل الإسرائيلية التوراتية الـ 12، التي ورد ذكرها في الكتب المقدسة وهربت بعد الغزو الروماني لفلسطين عام 70 ميلادي، إلى أسفل النيل وغربا إلى الداخل الإفريقي.

وذكر أنهم أخذوا في النهاية عبيدا بأمريكا الشمالية بعد قرون، وجاؤوا مع مجموعة من الأمريكيين الأفارقة، وكثير منهم من شيكاغو وإلينوي، وهاجروا إلى إسرائيل أواخر الستينيات.

وأشار إلى أن نحو 3 آلاف من هؤلاء العبرانيين يعيشون في بلدات نائية ومكتظة بالسكان جنوب إسرائيل. وتعتبر قرية السلام، وهي مجموعة من المباني المنخفضة المحاطة بالخضراوات والحدائق النباتية، في ديمونة بصحراء النقب، مركز هؤلاء منذ 24 عاما.

وذكر أنهم يلتزمون بتفسير للشرائع التوراتية، منها اتباع أسلوب نباتي صارم، والامتناع عن التبغ والخمر قوي التأثير، وصوم يوم السبت، وحظر ارتداء الأقمشة الاصطناعية.

وجاء في التقرير أنه بعد عقود من الجدل البيروقراطي، نجح نحو 500 من أعضاء هذه الطائفة في الحصول على الجنسية الإسرائيلية، ومعظم الباقين لديهم إقامة دائمة فقط. لكن نحو 130 شخصا ليس لهم وضع رسمي ويواجهون الآن الترحيل، وبعضهم ليس لديه جوازات سفر أجنبية، ويقولون إنهم أمضوا حياتهم الكاملة في إسرائيل وليس لديهم مكان يذهبون إليه.

وأكد الكاتب أنه بعد وقت قصير من وصولهم، بدأت المشكلات القانونية للإسرائيليين العبرانيين السود. فقد منحتهم تل أبيب الجنسية في البداية، لكنها ألغتها لاحقا بعد تغييرات في قانون العودة الذي يمنح الجنسية تلقائيا لليهود.

وذكر أنهم ظلوا أجانب غير شرعيين، بعضهم لا يحمل أي جنسية بعد التخلي عن جنسيتهم الأميركية، حتى أوائل التسعينيات، عندما بدؤوا في الحصول على إقامة إسرائيلية مؤقتة. وعام 2002، بدأت إسرائيل منح أفراد الجالية الإقامة الدائمة.

وفي عام 2015، قدم نحو 130 منهم طلبات من دون وثائق للحصول على حقوق إقامة، زاعمين أن السلطات تخلت عن وعودها السابقة بإضفاء الشرعية على وضعهم.