تتواصل أصداء الهجوم الذي شنه المستوطنون اليهود المتطرفون على عدد من كبار قادة الجيش والشاباك، وردود الفعل الاسرائيلية الغاضبة عليهم، متهمين الوزيرين إيتمار بن غفير وبيتسلئيل سموتريتش بأنهم يشجعان أعمال الميليشيات المسلحة من المستوطنين.
واعتبروا أن الهجوم على قادة الجهاز الأمني خطير جدا، ما يعني أن الانتفاضة الثالثة التي يفترض أن تأتي من أصحابها الفلسطينيين، ستأتي بسبب ممارسات هؤلاء المستوطنين اليهود هذه المرة.
وأكد الجنرال غيرشون هكوهين خلال مقابلة نشرتها صحيفة معاريف، وترجمتها “عربي21” أن “الحديث يدور عن فتيان التلال الذين يتم رعايتهم من قبل عتاة المستوطنين، وليس من الواضح عددهم بعد، رغم أنهم قد لا يزيدون عن 120 فقط، ممن يرتدون الكيبا على رؤوسهم”.
وأضاف، “أن هؤلاء المتطرفون يحاولون إدخال الجيش في قلب الفتنة السياسية التي تجتاح الدولة، رغم أنهم يعيشون تحت رعايته كل يوم، ومع ذلك فإن ما يقومون به عمل خطير للغاية يلحق ضررا جسيما بالدولة، ويستدعي ردعهم، خصوصا أن ما يحصل ليس جيدا للصهيونية”.
ن جانبه حذر الجنرال تامير هايمان الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية، من انتقاد قادة الجهاز الأمني، لأنه يجعل الاسرائيليين يسيرون على شفا الفوضى، ومن الضروري إزالة هذا التهديد.
وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته “عربي21″، “في ضوء معاناة رؤساء الأجهزة الأمنية من موجة انتقادات مهينة، لا أعرف ما إذا كانت هذه سلسلة تصريحات مؤسفة أم استراتيجية متعمدة للسير على حافة الفوضى، لأن هذه الطريقة سوف تنتج فقدان التوازن الأمني المهتز والمشين الذي نحن فيه في مواجهة الوضع الداخلي المستقطب والساخن”.
وأوضح، “أننا لسنا على دراية بنقطة اللاعودة التي نحن بصددها، خاصة إذا واصلنا الإساءة للأجهزة الأمنية لأنها ستكون ضعيفة، وتعيش حالة من الإهمال والنقص والشعبوية، بالإضافة لاهتزاز ثقة المجتمع بالجيش، وتقسيم نصف المجتمع ضد الأجهزة العسكرية والأمنية”.
وتابع، “في كلتا الحالتين تتعرض الأجهزة الأمنية لضربات شديدة في الواقع الأمني، لأنه عندما تضعف، فإننا جميعًا سنخسر، لأنه بعد إدخال الاستقطاب السياسي في الوحدات العسكرية والأمنية، فإننا ندق إسفينًا بينهم”.
بدوره نقل تال ليف رام محرر الشئون العسكرية بصحيفة معاريف، عن مسئولين كبارا في الجيش قولهم، “إنه في القرارات المتعلقة بالضفة، فإن نتنياهو يعطي دعمه لسموتريتش، ما يجعلها القطاع الأكثر توترا حاليا أكثر من القطاع الشمالي أمام حزب الله، كما أن هناك انزعاج من اتجاهات العنف والإرهاب المتزايد من قبل المتطرفين اليهود”.
وتابعوا ، “أن المؤسسة الأمنية أقرت بحدوث تغيير جوهري في الأشهر الماضية في التعامل مع المستوى السياسي، خاصة في توزيع الصلاحيات داخل الحكومة بين الوزيرين يوآف غالانت وبيتسلئيل سموتريتش، مما يصعب العمل على القوات في الميدان”.
وأضاف رام في مقال ترجمته “عربي21” أنه “في بعض الأحيان يكون هناك تضارب في المصالح بين اعتبارات غالانت الأمنية، واعتبارات الاستيطان التي يمثلها سموتريتش، الذي زاد تأثيره بشكل كبير، لأنه منذ الأزمة في العلاقة بين غالانت ونتنياهو على خلفية الانقلاب القضائي حدث تغيير جوهري، حيث انعكس الصراع على الصلاحيات في الضفة، وغالبا ما أخذ موقف سموتريتش زمام المبادرة على حساب المؤسسة الأمنية”.
في ذات الوقت شارك قرابة 250 من كبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين السابقين بمؤتمر نيابة عن “الحركة من أجل جودة الحكم”، واتهموا الحكومة بالإضرار بالجيش، لأنها تعمل كعصابة مافيا، معتبرين أن تمرير الانقلاب القانوني يتسبب بأضرار لجنود الجيش، وللأمن القومي.
وأكد الجنرال دان هارئيل نائب رئيس الأركان والمدير العام السابق لوزارة الحرب، في تقرير نشرته صحيفة معاريف، “أن الحكومة تتخلى عن الجنود في المحاكم الدولية، ومنها محكمة الجنايات في لاهاي، بمن فيهم عناصر الجيش والشاباك والموساد والشرطة لارتكاب جرائم حرب، لأن القبة الحديدية الوحيدة التي كانت لدينا هي المحكمة العليا المستهدفة اليوم من الانقلاب القانوني”.
بدوره ذكر الرئيس السابق للموساد تامير باردو ذكر في تقرير ترجمته “عربي21″، أن “الحكومة تخلت تماما عن هؤلاء الجنود، بحيث يمكن محاكمة أي جندي في أي مكان، ولا توجد سابقة كهذه في أي حكومة في العالم، لأن الحكومة تعمل أمام المحكمة العليا كعصابة مافيا”.
وتابع، “سيخجل كل إسرائيلي مما فعلته هذه الحكومة في الأسابيع الماضية، لأنها تمارس ابتزازا عن طريق التهديد لدفع المحكمة إلى وضع لا يمكنها فيه قبول الالتماسات التي تأتي لإنقاذ الدولة”.
في ذات السياق أكد الجنرال شلومو أهرونشكي مفوض الشرطة السابق، “بمجرد أن يقرر رئيس الوزراء وحكومته الوهمية أنهم لن يطيعوا القانون، فهم يدخلون الدولة في حالة من الفوضى، لكن الحكومة اليوم أدخلت الدولة في أسوأ فترة منذ 75 عاما، فلدينا وزير الأمن القومي ابن غفير، مجرم مدان، يقوم بحل الشرطة، ويتدخل في التحقيقات، ويخلق ميليشيات بدلا من قوة شرطة واحدة”.
بدوره. ذكر كرمي غيلون الرئيس السابق للشاباك أن “أيلول/ سبتمبر القادم هو سبتمبر الأسود، شهر سيجد فيه جميع القادة والضباط الذين يعملون تحت قيادتهم أنفسهم في مأزق بشأن ما إذا كانوا يلتزمون بالقانون، أو لتعليمات الحكومة الحالية”.
تكشف المخاوف الاسرائيلية المتصاعدة أن نتنياهو ر يمنح دعمه في القرارات المتعلقة بالضفة الغربية لسموتريتش وزير المالية المتطرف، ما يخلق مشاكل وتوترات كبيرة جدا في الميدان، مثل عدم إخلاء البؤر الاستيطانية غير القانونية، مرورا بدعم المستوطنين المجرمين في تنفيذ اعتداءاتهم على الفلسطينيين.
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=143709