في اليوم العالمي للعمل الإنساني..الجميع أمام الرصاص سواء

يواجه العاملون في العمل الإنساني بالسودان وخاصة العاصمة الخرطوم ذات الخطر الذي يواجهه السكان المدنيون مع استمرار الاشتباكات المسلحة بين الجيش وقوات “الدعم السريع” المستمرة منذ أبريل/ نيسان الماضي.

والخميس، قال مكتب تنسيق الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، إنه “منذ اندلاع الصراع في جميع أنحاء السودان منتصف أبريل، أصبح السودان من أكثر الأماكن خطورةً وصعوبةً على العاملين في المجال الإنساني، حيث قُتل 19 من عمال الإغاثة في 17 هجومًا هذا العام وحده”.

ويحتفل العالم السبت، باليوم العالمي للعمل الإنساني بالتوازي من الذكرى السنوية العشرين للهجوم على مقر الأمم المتحدة في العاصمة العراقية بغداد والذي أسفر عن مقتل 22 من موظفي المنظمة الدولية وإصابة أكثر من 150 آخرين.

وذكرت الأمم المتحدة في بيان، أنه في 19 أغسطس/ آب من كل عام “نجتمع لتكريم العاملين في المجال الإنساني في جميع أنحاء العالم الذين يسعون جاهدين لتلبية الاحتياجات العالمية المتزايدة بغض النظر عن الخطر أو المشقة.

وأضافت أن “الاحتفال العالمي بالعمل الإنساني يأتي لإظهار التزامنا الراسخ بتقديم المساعدة للمجتمعات التي نخدمها مهما كان”.

وأردف البيان أن “العاملين في المجال الإنساني ليس لهم غاية سوى إنقاذ الأرواح وحمايتها وتوفير المستلزمات الأساسية للحياة، فهم يقفون جنبًا إلى جنب مع أبناء المجتمعات التي يخدمونها ويجلبون لهم الأمل”.

وتقدر الأمم المتحدة أن “نحو 25 مليون شخص يمثلون أكثر من نصف سكان السودان بحاجة للمساعدات الإنسانية” .

وقت حرج

وقالت نائبة ممثل صندوق الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” في السودان ماري لويز إيغلتون للأناضول: “يأتي هذا اليوم الإنساني الدولي في وقت حرج حيث يوجد عدد قياسي من الأطفال المحتاجين للمساعدة الإنسانية أو طفل واحد من كل طفلين”.

وأضافت: “ما زلنا نواجه عقبات في الوصول إلى ملايين الأطفال بالخدمات الأساسية خاصة في الخرطوم ودارفور (غرب)، بما في ذلك العوائق البيروقراطية والإدارية التي تعمل على إبطاء تدفق عمال الإغاثة ومواد الإغاثة بالإضافة إلى نقص كبير في التمويل للوصول إلى من هم في أمس الحاجة إليها “.

وطالبت إيغلتون “بالوقف الفوري للأعمال العدائية”، داعية إلى “السماح بوصول غير مقيد للمساعدات الإنسانية”.

والخميس، قال مكتب تنسيق الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، إن “المرافق الإنسانية تعرضت للهجوم، حيث تم نهب ما لا يقل عن 53 مستودعا للمساعدات الإنسانية و87 مكتبا، وسرقة 208 سيارات حتى 13 أغسطس”.

وضع مأساوي

يقول الناشط في الشأن الإنساني أسامة أبوبكر للأناضول: “أدى اشتداد المعارك داخل العاصمة الخرطوم إلى سقوط عدد كبير من الضحايا نسبة للقصف المتبادل داخل الأحياء السكانية”.

وأضاف: أصبحت الخرطوم وبكثافتها السكانية العالية التي تقدر بنحو 13 مليون وفي كل مناطقها تعيش أوضاع إنسانية صعبة مع انهيار للقطاع الصحي”.

وأشار أبوبكر، إلى أن “التدهور الأمني والإنساني أدى إلى موجات النزوح الكبيرة إلى المناطق الآمنة داخل وخارج البلاد”.

وأردف: “الوضع الإنساني مأساوي، وخاصة فيما يتعلق بالغذاء، فالملايين مهددون بالمجاعة مع حلول فصل الخريف وتعطل المشاريع الزراعية”.

ولفت أبوبكر، إلى أن المنظمات الإنسانية الدولية والاقليمية والمبادرات المحلية “تعمل بجهد للحد من آثار الكارثة الإنسانية في السودان”.

كارثة إنسانية

قال محمد عبدالله إدريس المتحدث باسم غرفة طوارئ جنوب الحزام جنوبي الخرطوم للأناضول: “نقوم بعمل إنساني كبير منذ اندلاع الحرب قبل 4 أشهر، فقد عملنا على تشغيل مشفى لاستقبال المرضى والمصابين في المنطقة جنوبي الخرطوم”.

وأضاف: “استطعنا تشغيل مستشفى بشائر الحكومي جنوبي الخرطوم بدعم من المنظمات ووزارة الصحة الاتحادية والولائية”.

وأردف إدريس: “بفضل مجهودات الناشطين تمكنا من تشغيل المستشفى واستقبال مصابي القتال بين الجيش والدعم السريع وكذلك المرضى”.

وذكر أن الحرب “تسببت في كوارث إنسانية، تطلبت عملا كبيرا من قبل المتطوعين في غرفة الطوارئ لتقديم المساعدات الغذائية، وكذلك المساهمة في نقل الجثث من الشوارع إلى المستشفى ومن بعد ذلك المشاركة في دفنها”.

وغرف الطوارئ هي لجان تضم متطوعين، نشأت في الأحياء عقب اندلاع الحرب في منتصف أبريل لتقديم المساعدات الطبية و الغذائية والخدمية في أحياء الخرطوم.

ومنذ منتصف أبريل الماضي، يخوض الجيش و”الدعم السريع” اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلف أكثر من 3 آلاف قتيل أغلبهم مدنيون، وأكثر من 4 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.

المصدر: الأناضول