إنسان أون لاين – القدس
رام الله 25-9-2023 وفا- تصادف، اليوم الإثنين، الخامس والعشرون من أيلول/ سبتمبر، الذكرى الـ27 لاندلاع هبة النفق، التي استُشهد فيها 63 مواطنا، وأصيب أكثر من 1600 آخرين.
فبعد أن أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على فتح بوابة النفق الممتد أسفل المسجد الأقصى والعقارات الإسلامية المحيطة به بطول 450 مترا، عُقد اجتماع للقيادة الفلسطينية بدعوة من الرئيس الراحل ياسر عرفات، الذي دعا جماهير شعبنا إلى مواجهة العدوان.
وفي صباح الأربعاء 25-9-1996، استيقظت مدينة القدس على فتح الاحتلال لبوابة النفق، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة في المسجد الأقصى، ومحيطه وبالبلدة القديمة، انتقلت لاحقا إلى معظم محافظات الوطن، التي هبت نصرة للأقصى والمقدسات، في اشتباكات استمرت لثلاثة أيام (25-27/9/1996).
وكانت أعنف المواجهات قد شهدتها محافظات: القدس، ورام الله، والخليل، وبيت لحم، ونابلس، كما اندلعت مواجهات في طولكرم، وقلقيلية، وجنين، وأريحا، واستُشهد في الضفة 32 مواطنا، 17 منهم في رام الله، و4 في القدس، و3 في الخليل، و2 في أريحا، و2 في طولكرم، و2 في نابلس، و2 في بيت لحم، فيما استُشهد 31 مواطنا في قطاع غزة.
وكان الاحتلال قد فشل مرتين في فتح النفق، الذي يرمي إلى تحقيق عدة مكاسب سياسية واستيطانية، أبرزها: توسيع حائط البراق، وتهديد الأحياء العربية الإسلامية المحيطة به، كما حدث لحي باب المغاربة عام 1967، الذي هدمه الاحتلال لتوسعة الاستيطان في محيط الأقصى، وقلب البلدة القديمة.
كما هدف الاحتلال من خلال النفق إلى تأكيد سيادته على مدينة القدس، وتزوير أي أثر إسلامي وعربي ومحوه، وتهديد المقدسات، وتحويلها إلى أماكن دينية وسياحية تابعة له.
يُشار إلى أن عملية محاولة فتح النفق قد سبقتها محاولتان: الأولى عام 1986 عند باب الغوانمة، والثانية عام 1994 عند المدرسة العمرية وهو المدخل الحالي نفسه، إلا أن المرة الثالثة جاءت ضمن مخططات حكومة الليكود المتطرفة في برنامجها الانتخابي عام 1996، كما أنها جاءت عشية الاحتفال “بعيد الغفران” اليهودي، وكأنها هدية للمستوطنين المتطرفين، لكن شعبنا الفلسطيني تصدى بكل قوته، وأفشل المحاولة بدماء 63 شهيدا، و1600 جريح وعشرات الأسرى.
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=145503