الضفة.. افتتاح أول وحدة جراحية لتطويل وتقويم العظام

الطاقم الطبي يستعد لاجراء العملية الجراحية للمصاب

ثماني سنوات لم يستطع بها سعيد حسن البوريني (47 عاما)  أن يخطو على قدميه بعد أن   أصابته رصاصة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال انتفاضة الأقصى.. إلا أن هذا الألم على مدار السنوات الماضية أصبح يتحول إلى أمل بعدما بدأت يتحضر لإجراء عملية نوعية بعد افتتاح أول وحدة للعمليات الجراحية المتخصصة في تطويل وتقويم العظام بالضفة الغربية.
 
بذات اليوم الذي اخترقت به رصاصة المحتل جسده وأقعدته عن الحركة، هو ذات التاريخ الذي انتظره سعيد ليتسلل الأمل من جديد إلى قلبه ويعود إلى حياته الطبيعية مع عائلته، فرحة عارمة غمرت أسرته المكونة من ثلاثة أفراد، يقول سعيد وهو على فراش العلاج " آمل من الله، أن يعوض لي خيرا بعد إجراء العملية الجراحية، لقد أصبت بتاريخ 20/2/2200، واليوم أقوم بإجراء العملية مع فارق السنوات بعد منعي من السفر إلى الخارج أو حتى السماح لي بالعلاج في المستشفيات الإسرائيلية.
 
 
تطور كبير
الدكتور أكرم سعادة، مدير مستشفى الاتحاد النسائي العربي يصف لـ" نافذة الخير" إجراء العملية الجراحية لتطويل وتقويم العظام، ويقول :"هو انجاز فلسطيني نفتخر به جميعا، فنحن نهدف إلى خدمة أبناء شعبنا والمرضى، بالذات الذين يعانون من ظروف صعبة ضمن الصعوبات الاقتصادية والسياسية التي نعيشها، وقد أجريت العملية ضمن برنامج تدريبي وتنسيق طبي يوناني بريطاني بين جامعة مانشستر وجامعة النجاح الوطنية-كلية الطب مع مشفى الاتحاد النسائي".
 
ويضيف سعادة، لقد قمنا بإنشاء وحدة لعمليات تطويل وتقويم العظام، وهي الوحيدة بالضفة الغربية، حيث جهزنا عيادات للكشف عن الحالات المرضية التي تحتاج إلى هذا النوع من العمليات، و حتى الآن تم إجراء سبعة عمليات جراحية، ونقوم كل شهرين بدفعتين، كل دفعة يتم إجراء أربع عمليات ضمنها، وقد نجحت كافة تلك العمليات، ومدة البرنامج عامين، ونسعى بعد انتهائه بتكوين فريق طبي نعتمد فيه على أنفسنا، بتكوين فريق طبي فلسطيني".
 
وعن أهمية مثل هذا التطور في المجال الطبي، يوضح سعادة بالقول :"نقل العلاج إلى مستشفياتنا أمر بغاية الأهمية، خاصة أننا نخفف على المرضى مشقة السفر وتكلفة العلاج الباهظة التي يتكبدها المواطن بالخارج، ناهيك عن الظروف الاقتصادية التي يعيشها شعبنا مما يحرمهم من العلاج، وهناك فئة كبيرة ممنوعون من السفر للخارج، كما الحالة التي أجريت لها العملية، منهم جرحى الانتفاضة، فتكلفة إجراء العملية لدينا 30 ألف شيكل، وبالمستشفيات الإسرائيلية 200 ألف شيكل، ونحن نجريها لدينا بشكل مجاني (الدولار=3.47 شيكل)".
 
تطوير القدرات
ويذكر مدير المستشفى أن إجراء العمليات الصعبة بالمستشفيات المحلية يوفر الكثير على أبناء شعبنا وعلى الحكومة الفلسطينية، خاصة في قضية التحويلات الصحية على حساب السلطة، وهو يقلل التكلفة المادية بإتمامها لدينا، وهو ما نسعى إليه بالمستقبل القريب، ونهدف إلى الحد من تلك التحويلات.
 
كما ونطمح –كما أشار سعادة- إلى تطور القدرة الطبية لدى كوادرنا الصحية والطبية، وهو ما نطلبه من الدول الأجنبية والعربية على حد سواء بتزويدنا لتدريب كوادرنا الطبية وتزويدنا بالمعدات الطبية اللازمة لهذه الوحدة، فتكلفة غرفة العمليات وحدها تصل إلى 150 ألف دولار.
 
وعن الحالات المستهدفة، يشير سعادة إلى أن "هناك عدة حالات تم إجراء العمليات الجراحية لها، منها جرحى الانتفاضة الذين تعرضوا لإصابات مما سبب لهم إعاقة بأرجلهم وتهتك بأحد الأطراف العلوية أو السفلية، وعادة يتم إجراء عمليات التطويل بطول 10 سم، وهناك حالات تعاني من التهاب المفاصل مما أدى إلى تآكل في العظم، وحالات أخرى تعاني من تشوهات خلقية.
 
عملية ناجحة

المصاب سعيد البوريني في طريقه لغرفة العمليات

وعن العملية الجراحية التي أجريت للمريض، يوضح الدكتور خليل عيسى، رئيس الطاقم الجراحي، إن الرصاصة التي أصيب بها المريض سببت له تهتك في عنق الفخذ اليمنى وفقدان عظمي بسبب الكسر سبب له قصر بطول 7سم لعدم الالتئام للعظم بمنطقة الإصابة وسبب له أيضا خللا في زاوية عظم الفخذ، والعملية ستعمل على تطويل العظم وترميم ما أصيب به وتعويض الفقدان من خلال تقويم وترميم وإعادة البنية العظمية بمنطقة الإصابة وسيتم تثبيتها بأدوات مختصة، وبحاجة إلى مرور سبعة شهور، والجراحة هي المرحلة الأولى للعلاج، بإذن الله ليعود إلى حياته الطبيعية قبل الإصابة.
 
وقال عيسى " نحن بحاجة إلى مواصلة العمل من اجل عودة أطباءنا إلى ارض الوطن ونشر الفائدة لأبناء شعبهم، وان نسعى لنعزز ثقة المواطن الفلسطيني في طواقمنا الطبية، والتخفيف عنه بزيادة قدراتنا الطبية بأرضنا.