إطلاق أول نادي خيري لرعاية المسنات بالسعودية

النادي يقدم خدمات في مجالات اجتماعية وصحية وتعليمية ورياضية

أكدّت جمعية "ود" الخيرية للتكافل والتنمية الأسرية بالمنطقة الشرقية عزمها بالتعاون مع جهات حكومية وخاصة إطلاق مشروع خيري يعدّ الأول من نوعه والذي يهدف لرعاية المسنّات بالسعودية، وذلك من خلال إنشاء ناد متكامل بمدينة الخبر، يهتم بهذه الفئة العمرية، حيث من المتوقع تقديم خدمات في مجالات اجتماعية وصحية وتعليمية ورياضية بمشاركة أخصائيات في مجالات مختلفة إضافة إلى متطوعات للاهتمام لتقديم الرعاية لكبار السن.
 
من جهتها تؤكدّ ابتسام الشيخ، رئيسة العلاقات العامة بالجمعية في تصريحات خاصة لـ"نافذة الخير" بأنّ فكرة النادي الاجتماعي قد نبعت عندما كبرت والدتها حيث كانت تشعر بالوحدة ولم تكن تستطيع أن تزور صديقاتها لأنّ المرض قد أقعدها والبيوت غير مهيأة لاجتماعها مع صديقاتها، مما جعل الشيخ تفكر دائماً في إمكانية إيجاد وتوفير نادي يجمعهن بعد انقطاع صلتهن وشعورهن بالوحدة ليستفدن من الخدمات التي سيقدمها النادي في المستقبل.
 
وتضيف الشيخ قائلةً :"كانت لي أمنية أن أحققها قبل وفاة والدتي ولكن قدر الله وما شاء فعل، لذلك كنت أسعى إلى تحقيق هذه الأمنية وأن أهدي أجر فكرة عملي في هذا المشروع لها رحمها الله".
 
مسح ميداني

النادي يهتم بفئة المسنات

وأشارت إلى قيام الجمعية من خلال زياراتها الميدانية بإجراء مسح بياني لحالات الأسر التي ترعاها الجمعية في مدينة "الثقبة" بالمنطقة الشرقية، وخلصت هذه الزيارات إلى وجود عدد كبير من المسنات المهملات بسبب الظروف الاقتصادية وانشغال الأبناء في هموم الحياة، مما أدى إلى  طرح الفكرة على رئيسة الجمعية نعيمة الزامل فأعجبت بها وسعت لديها  بكل عزمها للحصول على الموافقة لهذا المشروع  لتراه على ارض الواقع وقد تمّ ذلك، موضحةً بأنّهم بصدد إنشائه في الفترة القريبة.
 
وحول طبيعة الدعم من الجهات الحكومية والخاصة تقول الشيخ: "كل جهة لها دور في هذا المشروع سواء كان من خلال تسهيل الإجراءات  والحصول على الموافقات الخاصة بالمشروع أو محاضرات توعوية وصحية والحصول على أرض من الأمانة، إضافة إلى العمل على تعليم وتثقيف المسنات وتقديم الأدوية والعلاجات لهن، غير أننا نحتاج للدعم المادي لإنشاء هذا المشروع وهذا هو أهم دعم لأنّه لولاه لن يرى هذا المشروع النور"،.
 
واشارت إلى أنّه حتى الآن لا يوجد لدينا إحصائية لعدد المسنات لأننا نخدم أربع مناطق وهي "الثقبة" و"البايونية" و"إسكان الخبر" و"الخبر الجنوبية"، مؤكدةّ بأنّه سيكون هناك عدد كبير من المسنات سيستفدن من المشروع.
 
وعن المعايير التي حددتها الجمعية للمسنات الراغبات بالاستفادة من المشروع توضح الشيخ أنّه يجب أن تكون المسنة من الأسر التي ترعاها الجمعية لتحصل على الخدمات المجانية كاملة، وأن لا يقل عمرها عن 60 سنة، وأن تعيش مع أسرتها وذلك حتى لا يعتقد أحد أنّها داراً مختصة في إيواء المسنات بل هو نادي اجتماعي لكي نخفف العبء عن الأسرة في استضافة المسنة ساعات من اليوم بحيث يستطيع الشخص المسئول عنها اخذ راحة لنفسه، أما إذا كانت من خارج نطاق خدمتنا فهناك رسوم اشتراك ستفرض عليها وتتراوح حسب إمكانياتها المادية.
 
الجمعية تعمل في الفترة الحالية على البحث عن مهندسين يخططون خريطة المبنى الذي سيشهد الانطلاقة الحقيقية وكذلك عن رعاة وداعمين للمشروع بسبب تكاليفه العالية، ولأنّه يحتاج لدعم مادي، كما وستسعى الجمعية بعد نجاح الفكرة في المنطقة الشرقية إلى تطبيق الفكرة في كل منطقة من مناطق السعودية بحسب الشيخ لخدمة أكبر عدد من المسنين ولحاجة المدن الأخرى لمثل هذا النادي الاجتماعي.
 
دمج شرائح المجتمع

جمعية ود الخيرية للتكافل والتنمية الأسرية

كما تهدف الجمعية إلى دمج جميع شرائح المجتمع في عمل واحد وذلك من خلال فتح المجال للمتطوعات الشابات لخدمة هذه الفئة والاستفادة من تجاربهن وهذا يعود على حد قول رئيسة العلاقات العامة بالجمعية إلى ابتعاد الشباب عن ماضيهم وثقافتهم وتأثرهم بثقافة الغرب من واقع الإعلام لذلك اختلاطهم بالكبار سيثري ثقافتهم وسيكون هناك دور للمتقاعدات لشغل وقت الفراغ من خلال تثقيف وتعليم وتدريب وتأهيل المسنات، إضافة إلى وجود فرصة عمل للفتيات التي ترعاها الجمعية بعد تدريبهن وتأهيلهن للعمل في النادي لتحسين أوضاعهن المادية.
 
وتؤكد على فتح المجال أمام الأخصائيات الاجتماعيات لتثقيف المسنات  من خلال المحاضرات والدورات وورش العمل وسيفتح المجال أمام طلبة المدارس بعمل زيارات ومشاركات لأنشطة المسنات وذلك لتقوية الروابط بين الجيلين وهكذا نكون أشركنا معظم شرائح المجتمع ودمجنا المسنات معهم.
 
وعن طبيعة الدورات والبرامج التي ستستهدف المسنات من خلال النادي تبيّن الشيخ إلى وجود محاضرات تثقيفية صحية عن الأمراض التي تصيب المسن من خلال طبيبات متخصصات في هذا الشأن ومحاضرات دينية.
 
كما ستعمل الجمعية على تحفيظهن القرآن والاستفادة من المكتبة التي ستكون متوفرة في النادي ثم ورشات تدريبية على المهارات لديهن من سعف وغزل وخياطة والعمل على تسويق منتجاتهن، من خلال تنظيم المعارض التي ستقام داخل النادي أو المشاركة في معارض خارجية وذلك بغرض أن تستطيع المسنة على حد قول الشيخ أن تعيل نفسها.