في غـزة.. مـزارع البقـر تـدر خيرها للفقـراء في كل المواســم

احدى مزارع الأبقار في قطاع غزة

"مكان مدمر بالكامل.. الخراب يعم المنطقة ولا أثر للحياة فيها.. انتشلناه وقلبناه رأساً على عقب ودبت الروح فيه من جديد.. أقمنا مشروع لنخرج نحن كجمعية خيرية من بوتقة توزيع المساعدات بمواسم محدودة ومعينة إلى مشروع تنموي وريادي"، بتلك الكلمات بدأ عبد الرحيم شهاب مدير الجمعية الإسلامية للإغاثة والتنمية حديثه لــــــــ"إنسان أون لاين" عن مشروع مزرعة الأبقار الذي أنشأته جمعيته قبل عام لتغير إستراتيجية العمل الخيري في قطاع غزة.
 
وعن البدايات الأولى لتأسيس المشروع قال شهاب: " بعد التفكير في إنشاء هذا المشروع بعد الحرب الأخيرة أواخر عام 2008 بعد أن دمرت آلة الحرب الإسرائيلية كافة مقومات الحياة في غزة وابتلعت أخضر الأرض ويابسها".
 
وبثقة لا تفارق صوته تابع: " وبدأ العمل الفعلي في تأسيس المزرعة في أواخر عام 2009 على أنقاض مزرعة أبقار أخرى دمرت خلال الحرب وتبلغ قيمتها حوالي 600 ألف دولار، ويعمل بها العديد من العمال من الجمعية الإسلامية".
 
وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي فرض معادلة جديدة على الأرض في ظل الحصار المستمر منذ أزيد عن خمسة سنوات ومع زيادة وطأة الفقر وعدد العاطلين عن العمل في القطاع, مضيفاً: " ومع اختلاف احتياجات الأهالي في غزة فكرنا في إنشاء مشاريع تخفف من حدة البطالة والفقر ولا تكون مجرد مسكنات تنتهي بزوال مفعولها".
 
وتابع بالقول: " وجاء المشروع لتحفيز التنمية الزراعية والحيوانية ومحاولة الاستغناء عن المنتج الإسرائيلي وإيجاد منتج وطني بديل وتحريك عجلة الاقتصاد الفلسطيني.. وإيجاد فرص عمل للكثير من الشباب العاطلين".
مواطن فعال
وعن اختلاف هذا المشروع عن غيره من المشاريع الأخرى المقدمة للمواطن الفقير في قطاع غزة قال شهاب: " نحن كجمعية إغاثية هدفنا الأول هو مساعدة المواطن المحتاج وتلبية احتياجاته حتى لا نعرض للسؤال… والعمل على التخفيف من معاناته اليومية في ظل عدم وجود فرصة عمل مناسبة له واشتداد الحصار الإسرائيلي".
 
ومضى يقول: " فكرنا كثيراً كيف نجعل مساعداتنا تقدم للمواطن طوال العام ولا تكون فقط موسمية وخلال فترات معينة من السنة.. وفكرنا كيف نجعل هذا المواطن يشعر بأنه إنسان فعال يمكنه أن يقدم الكثير لأسرته ووطنه ولا يبقى يعتمد على المساعدات طوال حياته".
 
وشدد على أن مثل هذه المشاريع الخيرية هي أقرب للتنموية من الإغاثة وتعمل على إيجاد دخل دائم للمواطن, ويتلقى مساعدات بشكل متواصل وليس موسمي ومؤقت".
 
وأكد أن الذي يميز هذا المشروع هو عدة أشياء أهمها الإنتاج بشكل يومي ومستمر والمسؤولية الاجتماعية من خلال إعطاء الحليب لأصحاب العربات لتوزيعها وبيعها للناس وبذلك نكون كل عملنا علي إيجاد فرص عمل لأصحاب العربات, وبذلك تعم الفائدة على العديد من الأسر الفقيرة والمهشمة في القطاع.
 
تمويل ذاتي
ومضى يقول: " كما أن المشروع يساهم في إنتاج العجول والبقر في موسم الأضاحي ويتم توزيع اللحوم على الأسر الفقيرة والتي هي بحاجة إلى المساعدة.. وتوفير فرص عمل للشباب".
 
وعن أبرز الخدمات التي يقدمها المشروع قال شهاب: " مزرعة الأبقار والتي تنتج 2000 لتر من الحليب يومياً.. ومزرعة الأسماك تنتج 60 طن من الأسماك سنويا.. مشروع المخبز  ينتج كافة أنواع الخبز بجودة عالية".
 
ويؤكد مدير المشروه أنهم يسعون لتحقيق ربح عالي يضمن لمشروعنا الاستمرار والتمويل الذاتي، مع تطوير وتحسين إستراتيجية العمل خلال السنوات المقبلة تبتعد قدر الإمكان عن اقتصار دورنا على تقديم بعض المساعدات الغذائية فقط في مناسبات محدودة.
 
وأضاف: " وأهم الأهداف التي نسعى لها هي تحقيق التمنية الذاتية للمشاريع الصغيرة.. ورفع المواطن من خانة المتلقي والمحتاج للمساعدة إلى مواطن يعتمد على نفسه".
 
وأكد على أن عوائد هذه المشاريع تعود للمؤسسة والمواطن من خلال تنفيذ عدة أنشطة من صندوق المشروع مثل " مساعدة الأيتام.. ومد يد العون للفقراء والمحتاجين وترميم بيوتهم والإنفاق على تعليم أبنائهم.. ومساعدة المقبولين على الزواج.. وكفالة العمال.. وتوفير فرص عمل للخريجين عن طريق إنشاء مشاريع صغيرة".
 
وبين أن الشرائح المستهدفة من المشروع العائلات الفقيرة والعاطلين عن العمل, فهناك أكثر من 30 عائلة تستفيد من الشروع وعشرات العمال يستفيدون بشكل مباشر منه, مضيفاً: " كما أنه وفر عشرات فرص العمل للعديد من الشباب وأرباب الأسر".
تنمية المجتمع
وشدد شهاب على أن جمعيته ترفض بيع منتجات المزرعة والألبان والأجبان إلى المصانع حتى يستفيد المواطن ويتم توفير فرص عمل للشباب, قائلاً: " هناك الآلاف من المواطنين يستفيدون عائد توزيع الألبان والأجبان بشكل يومي".
 
مضيفاً :"لقد عرضت علينا عدة مصانع أجبان أن تشتري كافة منتجاتنا من ألبان وحليب وبسعر مغري وأكبر بكثير من الذي نبيع به للمواطنين إلا أننا رفضنا ذلك حتى لا يكون المواطن هو الضحية ولا يجد أحد ينتشله من فقره المدقع".
 
وعن أهم المشاريع التي قامت بها الجمعية الإسلامية قال: "مشروع ملتقى الطفل اليتيم ويعمل علي الرعاية الشاملة لليتيم من خلال إنشاء ملاعب ومسبح ومنتزهات ومسرح ووحدة العلاج النفسي والصحي له..  مشاريع كسوة الشتاء والأعياد والأضاحي ومساعدة طلبة الجامعات..ومشروع إنشاء مركز رياضي للشباب تحتوي علي عدة ملاعب مختلفة..مشروع مخبز الصداقة لتصنيع كافة أنواع الخبز.. ومشروع مزرعة الأسماك وتكلفتها 3500$ وتنتج 60طن من الأسماك سنويا".