مركز فرح لتأهيل المعاقين..خدمات متميزة رغم قلة الإمكانيات

اخذ مركز فرح لتأهيل المعاقين قد اخذ على عاتقه إرجاع البسمة على شفاه أطفال حرموا منها بسبب إعاقتهم، ليعمل المركز على خلق طريقة غير معتادة لتأهيل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ويرجع إلى مسامعهم أصوات ريم البندلي وألوان الحياة مرة أخرى. المركز وأقسامه ويتكون المركز من أقسام عدة ومنها تلك التي تعتني بالعلاج الطبيعي، حيث يعمل في القسم أخصائيين علاج طبيعي يقومون بتقييم الحالة المحولة، ووضع خطة علاج قائمة على أهداف قصيرة وبعيدة المدى مستخدمة عدة طرق حسب ما يتلاءم مع الحالة مثل الأشعة الحمراء، والأمواج فوق الصوتية والتيارات المخففة للألم والمساج اليدوي وبرنامج التمارين الطبية. بالإضافة إلى تقديم النصح والمشورة لكيفية التعامل مع الجسم في البيت وهناك برنامج الزيارات المنزلية والمشاركة في برنامج التأهيل في مناطق الشمال (نابلس، طولكرم، قلقيلية)، ويتم التعاون مع قسم العلاج الوظيفي من حيث التقييم والتخطيط والتعامل مع كافة الحالات التي بحاجة للعلاج الطبيعي من أطفال ونساء ورجال. ومن جانب آخر يشكل قسم العلاج الوظيفي جزء من فريق التأهيل في مركز فرح، والذي يستقبل مرضى ما بين حالات جسدية، عقلية ونفسية، ويهدف العلاج الوظيفي في المركز إلى تطوير استقلالية الفرد الشخصية لممارسة نشاطات حياته اليومية و تعزيز مستواه الاجتماعي والإدراكي والمهني ودمجه في مجتمعه، وهي مهنة تعمل في مجالات الوقاية والتأهيل و إعادة التأهيل، وتضمن أيضا التدريب والدمج المدرسي والمهني. أما قسم العيادات الخاصة والذي يتكون من عيادة الأعصاب، حيث يشرف عليها طبيب أعصاب مرة أسبوعيا ويعاين الحالات بالتعاون مع طاقم المركز كنوع من التعاون العلمي.وهناك أيضا عيادة العظام التي يشرف عليها طبيب جراحة عظام مرة واحدة شهريا ويعاين الحالات بالتعاون مع طاقم المركز، وقسم الأجهزة المساعدة فيتم توفير عدد كبير من الأجهزة المساعدة من كراسي متحركة، وكراسي حمام، وعكازات مختلفة بأنواعها وأحجامها، والممشى"الووكر"، والأسرة الطبية وفرشات الهواء وموتوراتها، وعكازات رباعية القاعدة والعديد منها بنظام الإعارة ليستفيد أكبر عدد ممكن من المرضى.ويشرف على الأطراف الصناعية أخصائي أطراف صناعية وأخصائية العلاج الوظيفي، ويتم تقييم الحالات المحولة وتحديد الحاجة وتوفير أفضل خامة ومواصفات فنية والتزام بالتسليم والمتابعة مع مراعاة الأوضاع الاقتصادية للحالات.وهناك وحدة المصادر تهتم بالناحية العلمية والتثقيفية للطاقم والمراجعين، حيث تحتوي على مكتبة علمية متواضعة ويقام فيها اللقاءات التثقيفية وورشات العمل والتدريب، يشرف عليها الأخصائيين من كافة الأقسام، وقسم نظام المعلومات، الخاص بالمركز والمعني بالتوثيق من بيانات مرضى وملفات حالة محوسبة ونظام إداري ومالي محوسب مدروس وموضوع من قبل الأخصائيين.

 

من ناحيته قال مدير المركز الدكتور علام جرار لإنسان اون لاين ان متابعة الحالات التي تأتي إلى المركز تتم بعدة طرق كتقييم حالة الطفل لمعرفة قدراته والصعوبات التي يواجهها ليتم وضع الأهداف و تحديد خطة العلاج مع فريق العمل، وتنفيذ الخطة العلاجية بمشاركة الأهل للتنمية وتأهيل المهارات الجسدية، الحسية والإدراكية. ويقيم المركز البيئة الاجتماعية والإنسانية المحيطة ومدى ملائمتها للطفل و اقتراح التعديلات اللازمة لإيجاد بيئة أمنة و خالية من العوائق. والمشاركة بتنفيذ وصيانة أجهزة أو أدوات مساعدة وقائية، تأهيلية وتقويمية والتدريب على كيفية استخدامها. وكما تعتبر برامج العلاج الوظيفي من العناصر الرئيسة التي تستند إليها برامج التربية الخاصة سواء في مدارس التربية الخاصة أو مراكز التأهيل وذلك عبر تعزيز المهارات ما قبل الأكاديمية وتقوية العضلات الدقيقة الهامة خلال العملية التعليمية. إضافة الى عمل زيارات ميدانية بالتعاون مع برنامج التأهيل المبني على المجتمع تهدف لدعم عاملة التأهيل و متابعة العمل مع فريق التأهيل داخل بيئة الطفل. انجازات ورأى جرار إن إنشاء مركز لتأهيل المعاقين في منطقة الشمال كان انجازا بحد ذاته، فقد ساهم بشكل مباشر بتخفيف معاناة التنقل والعلاج في مدن أخرى مرهقة ماديا وبعدا بفعل الحواجز الإسرائيلية، "فمركز فرح اثبت نفسه منذ البداية على خريطة مؤسسات التأهيل بفترة وجيزة". ومن ناحية أخرى، هناك استقطاب مؤسسات تأهيلية على مستوى وطني (مؤسسة الأميرة بسمة) وعلى مستوى دولي (مركز اوبسالا للتأهيل-السويد)، حيث تم وضع آلية عمل مشتركة للمراكز الثلاث وبالتعاون مع برامج التأهيل المجتمعي على مستوى الشمال، ويتم التبادل الطبي المشترك بين تلك المراكز للاهتمام من الناحية العلمية والفنية لطاقم المركز.ويمتلك المركز وحدة المصادر والتي تعنى بالإرشاد والتثقيف ونشر التوعية والتعريف باليات الوقاية والعلاج، وعقد ورشات العمل العلمية بالتعاون مع الجامعات المحليةومن ناحية أخرى، يشكل المركز مصدر هام للتدريب، حيث يتم اعتماده من قبل عدد من الجامعات المحلية كمركز للتدريب يتم من خلاله تطوير مهارات الطلاب في أقسام العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي للدارسين في كلية العلاج الوظيفي في الجامعة العربية الأمريكية. كما يتم استقبال طلاب الخدمة الاجتماعية من جامعة القدس حيث يتم التصادق مع الجامعة من أجل إكساب الطلاب مهارات إضافية في مجال الخدمة المجتمعية. ويعمل المركز على تطوير علاقات مع جامعات محلية أخرى لاعتماده كمصدر للتدريب معيقات ومن ناحيتها قالت رجاء ابو رزق أخصائية العلاج الطبيعي بالمركز لإنسان اون لاين: "يواجه المركز صعوبة في احتواء جميع الأنشطة المعنية في استكمال مفهوم برامج التأهيل توفيرها في مكان واحد، وهذا يرجع إلى ضيق المساحة، ويشكل ازدياد عدد الحالات الاجتماعية وغالبيتها معفية من الرسوم والعلاج ضمن شروط ومعايير بحث اجتماعية خاصة، وهذا يؤثر على الدخل في تطوير المركز وبرامجه". وأوضحت ان هناك عدم إلمام ووعي كاف عند الأهل بمفهوم عملية التأهيل لذويهم المعاقين، "ما يأخذ وقت إضافي من جهد طاقم المركز من خلال الشرح والتوعية والمحاضرات للأهل، وذلك لأهمية دور الأسرة والمحيط في عملية التأهيل وهذا يتطلب تطوير برنامج خاص بالتوعية والمعارف والمعلومات باستخدام تقنيات متعددة". واكدت ابو رزق أيضا ان المركز يواجه مشكلة بالغة الصعوبة في إيصال العلاج للخدمات الطبية والعلاج للحالات التي تحتاج ورعاية وعناية، فالحواجز تشكل عائقا أمام تقديم الخدمات وإيصال رسالة إنسانية سامية في تأهيل ودمج المعاقين في مجتمعنا الفلسطيني، ليكونوا جزء لا يتجزأ من هذا الشعب. ونوهت ابو رزق الى ان هذا المركز يعد بارقة أمل وخير وملاذ للأهالي والحالات الصعبة التي تجد صعوبة كبيرة من الإعاقة لديها، ويشكل حلقة وصل بينه وبين المؤسسات التعليمية والتثقيفية في المحافظات جميعها وبرامج تأهيل المعاقين المنتشرة فيها.