بمشاركة قادة العمل الخيري على مستوى الخليج والعالم وتحت رعاية سعادة الشيخ فلاح بن جاسم بن جبر آل ثاني وزير الخدمة المدنية والإسكان، افتتح سعادة الشيخ محمد بن عيد آل ثاني وزير الدولة رئيس مجلس إدارة مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية الأسبوع الماضي مؤتمر العمل الخيري الخليجي الثاني، الذي عقدت فعالياته على مدى يومين 22-2-2006 حتى 23-2-2006 بقاعة سلوى بفندق شيراتون الدوحة.
اقرأ فعاليات المؤتمر:
الجلسة الافتتاحية
الجلسة الأولى
الجلسة الثانية
الجلسة الثالثة
اجتماع الجمعيات الخيرية
اليوم الثاني
التوصيات والبيان الختامي
بيان مناصرة النبي
الجلسة الافتتاحية
في الجلسة الافتتاحية أكد سعادة الشيخ محمد بن عيد آل ثاني في كلمته الافتتاحية أن المنظمات الخيرية الخليجية تواجه تحديات وعقبات، في سيرها نحو هدفها الذي يتمثل في مواساة البشرية التي تعاني الفقر والكوارث، ومن هنا كان لا بد من وقفة لنضع إستراتيجية مشتركة وموحدة للتغلب على تلك العقبات والتحديات.
وأضاف سعادته: إن عقد هذا المؤتمر في هذه الفترة بالذات من تاريخ الجمعيات الخيرية الحافل بالإنجازات القيمة والمشهودة، ليثبت بلا ريب مدى نضوج التجربة المعاصرة.
وأوضح سعادة الشيخ محمد بن عيد آل ثاني أن مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية وهي تستضيف وقائع هذا المؤتمر فإنها تستهدف إضافة لبنة جديدة في البناء المنظم للجمعيات الخيرية الخليجية وتدفع بمسيرتها نحو الأمام، في عمل متناسق متكامل ورؤية مستقبلية تستشرف المستقبل الواعد لها نحو الرقي والتقدم.
وكانت وقائع مؤتمر العمل الخيري الخليجي الثاني التي قدم لها السيد عايض بن دبسان القحطاني نائب رئيس مجلس الإدارة بمركز الشيخ عيد الثقافي والمشرف العام على المؤتمر، وعضو الأمانة العامة بالمؤسسة، قد بدأت في تمام التاسعة من صباح الأربعاء 22-2-2006 بحضور حشد من الوزراء والدبلوماسيين ورؤساء الجمعيات والمؤسسات الخيرية بدول الخليج العربية والعالم، وممثل الأمين العام للأمم المتحدة.
ورحب سعادة الشيخ محمد بن عيد آل ثاني في بداية الافتتاح بضيوف قطر، قائلاً: بداية يسعدني أن أرحب بضيوف قطر الكرام ممثلي الجمعيات الخيرية والمشاركين في المؤتمر، وأتوجه إليكم بالشكر الجزيل على تلبيتكم الدعوة ، وإنه لشرف لنا أن تستضيف مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية وقائع مؤتمر العمل الخيري الخليجي الثاني، لتضيف لبنة أخرى في البناء المنظم للجمعيات الخيرية، وتدفع بمسيرتها نحو الأمام، في عمل متناسق، متكامل، ورؤية مستقبلية، تستشرف المستقبل الواعد لها نحو الرقي والتقدم.
وبيَّن أن المنظمات الخيرية الخليجية، إذ تسير في طريقها، نحو هدفها في مواساة البشرية التي تعاني من الفاقة والفقر والكوارث، فإنها تواجه تحديات وعقبات، كان لا بد أن تستوقفنا لنضع إستراتيجية مشتركة وموحدة تجاهها، ولتسمو بأهدافنا المتطلعة إلى الرقي بإنجازاتنا، في ضوء توجيهات شريعتنا السمحاء في إغاثة الملهوف وإعانة المحتاج ونشر الرحمة الإنسانية التي جاء بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمة للعالمين، كما في قوله تعالى «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين».
وأضاف أن عقد هذا المؤتمر في هذه الفترة بالذات من تاريخ جمعياتكم الحافل بالإنجازات القيمة والمشهودة، ليثبت بلا ريب مدى نضوج التجربة المعاصرة.
إن انعقاد المؤتمر تحت شعار «شركاء في التنمية» في ظل مرحلة بالغة الدقة، يمر بها العالم بوجه العموم، ومنطقتنا بوجه الخصوص، وما تتعرض له الجمعيات من ضغوط وحملات ألصقت مفهوم العمل الخيري بالإرهاب لدى الكثيرين وهي بلا شك بعيدة كل البعد عن هذه التهمة، لذا ونحن أمام هذه التحديات لا بد لنا من أن نجمع كلمتنا، ونوحد جهودنا، وأن نعي ظروف هذه المرحلة لكي نحصن العمل الخيري ضد المعوقات بالطرق القانونية، والأنظمة المالية الحديثة، ونحصن جمعياتنا ضد أي خروقات وشبهات تعتري مسيرتنا ، موضحاً أن مبدأ الشراكة في التنمية، وهو ما اخترناه عنوانا لمؤتمرنا، يدعونا إلى العمل يدا بيد، في إطار من الشفافية، واستخدام الآليات المتطورة في التنمية المستديمة، لتكون منظماتنا وهيئاتنا داعمة وممهدة لعصر النمو والنهضة في مجتمعاتنا الإسلامية.
كما نؤكد ضرورة الشراكة والانفتاح على الجمعيات الإنسانية الدولية، العاملة في نفس المجال في إطار حفاظنا على خصوصيتنا الإسلامية، وثوابتنا الشرعية، وذلك بهدف إتاحة الفرصة للآخرين للإطلاع على تجربتنا انطلاقاً من توضيح الصورة التي تجلي أهدافنا ورسالتنا الإنسانية.
وقال: نحن أمام مرحلة جديدة بتوجهاتها وآثارها، ولا بد لنا أن نعي فقه مرحلتنا، لأن العالم أصبح قرية صغيرة بفضل ثورة الاتصالات والمعلومات، كما أن الواقع يفرض علينا دوراً حيوياً، تؤديه الجمعيات الخيرية في تماسك النسيج الإنساني، وخلق جو من الإخاء والتضامن بين الشعوب.
وأضاف: لا يفوتنا أن نتوجه بالشكر لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله، وسمو ولي عهده الأمين على دعمهما المتواصل وكل من تعاون في إنجاح مسيرة العمل الخيري، ونشكر سعادة الشيخ فلاح بن جاسم بن جبر آل ثاني وزير شؤون الخدمة والإسكان على رعايته للمؤتمر.
وختم قائلاً: أتمنى لمؤتمرنا النجاح والتوفيق، ولضيوف قطر الكرام طيب الإقامة بين إخوتهم، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل. وألقى السيد حسين يوسف الملا وكيل وزارة الخدمة المدنية والإسكان كلمة، أكد فيها أهمية انعقاد هذا المؤتمر قائلاً: يطيب لي في هذا اليوم المبارك، وبمناسبة انعقاد مؤتمر العمل الخيري الخليجي الثاني، أن أرحب بكم في دولة قطر، وآمل أن يكون مؤتمركم فاعلاً في دعم النشاط الخيري في دول الخليج العربي، وبناء قواعد التنسيق بين مؤسساته ودعم نشاطاته وتأمين الشراكة الدولية في مختلف مجالاته، وبما يؤمن الرعاية الخيرية والدعم الإنساني والاجتماعي لفئات المجتمع الأكثر حاجة.
إن جهودكم المثمرة وعملكم الإنساني الدءوب في حماية المجتمع وتوفير المستلزمات الحياتية والمعاشية والإنسانية للمحتاجين والمعوزين فيه، ومن الفئات الأقل حظاً ليدفعنا إلى تقديم عميق شكرنا وتقديرنا لجهودكم المخلصة في تأمين وتحصين المجتمعات الخليجية وحمايتها من الفاقة والعوز والفقر.
وبهذه المناسبة فإنني أتقدم بالشكر الجزيل لمؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية ومجلس إدارتها على استضافة الملتقى متمنياً لكم النجاح والتوفيق. ونيابة عن المشاركين والضيوف ألقى السيد وليد الطبطبائي عضو مجلس الأمة الكويتي كلمة تقدم فيها بالشكر على حسن الضيافة والاستقبال.
وقال: بداية أود أن أتقدم نيابة عن المشاركين والضيوف بالشكر الجزيل للإخوة في قطر على كرم الضيافة وحسن الاستقبال وأخص بالذكر جمعية عيد آل ثاني الخيرية التي تستضيف المؤتمر الخيري الخليجي الثاني تحت شعار «شركاء في التنمية» لقد كان لنا من خلال المؤسسة التي أمثلها وهي مبرة الأعمال الخيرية الكويتية شرف استضافة المؤتمر الخيري الخليجي الأول في دولة الكويت قبل نحو سنة وكانت بداية ممتازة وبابا من أبواب الخير ولو لم يكن لذلك المؤتمر الأول إيجابية سوى اجتماع ممثلي الجمعيات والمؤسسات الخيرية الخليجية لكان كافياً.. فضلاً عن القضايا المهمة التي ناقشها ذلك المؤتمر وتحديدا مواجهة الاتهامات الباطلة بدعم الإرهاب والتي تهدف إلى محاربة العمل الخيري الإسلامي حتى تخلو الساحة لمنظمات الإغاثة التبشيرية والنصرانية التي وجدت في المنظمات الإسلامية منافسا شرساً لها في الدول المتضررة من الكوارث والمجاعات وهي تفضل أن تخلو لها الساحة لكي يقنعوا المسلمين بأنهم الوحيدون الذين يحبون الخير للإنسانية ودون مقابل.
لقد كان للحملة العالمية على الإرهاب ضحايا بريئة، كما عبر عنها الدكتور محمد السلومي في كتابه «ضحايا بريئة للإرهاب» وكان من أولى الضحايا البريئة للإرهاب العمل الخيري الإسلامي الذي اتهم زورا وبهتانا بأنه يساعد ويدعم الإرهاب وهو بريء كل البراءة من هذه التهمة.
واليوم وبحمد الله فإن هذه التهمة الباطلة لم تعد تنطلي على أحد وبان كذبها وزيغها، وخصوصا بعد إسقاط التهم عن إحدى المنظمات الخيرية الإسلامية في المحاكم الأمريكية، والتي سبق اتهامها أيضا بهذه التهمة الباطلة، فلا بد اليوم أن نستفيق كجمعيات خيرية خليجية من هذه الأزمة السابقة لننطلق نحو الأمام في اتجاه التنسيق والتعاون تحت شعار المؤتمر الثاني «شركاء في التنمية»..
إن العالم اليوم مقبل على نمو قطاع في غاية الأهمية والخطورة وهو قطاع المنظمات غير الحكومية «NGO» والتي تسعى لأهداف غير ربحية، وهو ما يسمى بالقطاع الثالث، أي بالإضافة إلى القطاع الحكومي والقطاع الأهلي يأتي القطاع الخيري والتطوعي ليكون قطاعاً ثالثا يتنامى بقوة وتعظم قوته ويزداد تأثيره، لذلك نحن في مبرة الأعمال الخيرية الكويتية ندعو لإنشاء أكاديمية وكلية للقطاع الثالث لإنشاء كوادر متخصصة في العمل الخيري على أسس أكاديمية وعلمية حديثة، بعيداً عن الارتجال والفوضى.
دعم قطري
وأكد السيد علي بن عبد الله السويدي مدير عام مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني المنظمة للمؤتمر أن المؤسسة تلقت دعماً مالياً مقدراً من عدد من المؤسسات الوطنية العاملة بالدولة وعلى رأسها وزارة شؤون الخدمة المدنية والإسكان، وشركة الاتصالات القطرية كيوتل والخطوط الجوية القطرية، والبنك الدولي الإسلامي ومصرف قطر الإسلامي وشركة رتاج وشركة مواشي.
وأكد السويدي أن الهدف من انعقاد هذا المؤتمر يتمحور حول إعطاء دفعة أكبر للعمل الخيري على مستوى الخليج ورد الشبه عن هذا العمل الخيري والتي شاعت بعد أحداث 11 سبتمبر، مؤكداً أن المشاركة الواسعة من قبل المختصين بالعمل الخيري على مستوى العالم في هذا المؤتمر تنبئ بخروج المؤتمر بنتائج وتوصيات ايجابية لصالح العمل الخيري على مستوى دول الخليج والعالم أجمع.
وتحدث السيد إيفو فرايسين مدير المكتب الإقليمي لتنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، وحول إشكالية اتهام الجمعيات الخيرية بالسرية ومطالبتها بكشف مصادر تمويلها ومصارف التبرعات التي تصلها من الجهات والأفراد المتبرعين، قال المسألة بسيطة جداً والمنظمات الدولية، وعلى مستوى الأمم المتحدة خاصة لا نطلب سوى أن تعلن المؤسسات الخيرية عن مشاريعها وتمويلها والجهات التي تمولها، وان يكون هناك تنسيق بينها وبين حكوماتها المحلية.
وأكد أهمية المؤسسات والجمعيات الخيرية الإسلامية حيث تعمل دائماً في مناطق بعيدة لا يصل إليها غيرها مثل جنوب الفلبين وغيرها من المناطق.
الجلسة الأولى
من جانبه أكد الدكتور علي بن إبراهيم النملة وزير الشؤون الاجتماعية السعودي الأسبق في مداخلته في الجلسة الأولى من مؤتمر العمل الخيري الخليجي الثاني الذي تنظمه مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية، والذي انطلقت فعالياته صباح أمس بالشيراتون، أن هناك خمس نقاط مهمة في العمل الخيري أولاها: البعد عن جلد الذات، وكذلك البعد عن التخبط في العمل، وكذلك البعد عن عدم المنهجية أو أعطاء القيود أكثر من حجمها، واتباع نهج العمل الأممي المعولم.
د.علي النملة
وكانت جلسة العمل الأولى قد انطلقت عقب افتتاح العرض المصاحب للمؤتمر وأدارها السيد وليد الطبطبائي عضو مجلس الأمة الكويتي وتناولت دور المنظمات الخيرية الخليجية في التنمية.
وشارك فيها الدكتور علي بن إبراهيم النملة وزير الشؤون الاجتماعية السعودي الأسبق أستاذ المكتبات والمعلومات، وجاءت محاضرته بعنوان «مفهوم وأهمية التنمية للمنظمات الخيرية»، وتناول المهندس عبد الله حسين النعمة المدير التنفيذي لجمعية قطر الخيرية نماذج تنموية خليجية، وعرض لعدة مشاريع تقوم جمعية قطر الخيرية بتنفيذها في عدد من الدول العربية والإسلامية.
وكذلك عرض السيد أحمد الحوسني من هيئة الأعمال الخيرية بالإمارات نماذج تنموية خليجية، وعرض عدداً من أنشطة هيئة الأعمال الخيرية بالإمارات. وتناول الدكتور محمد الأحمري المشرف على موقع طريق الإسلام والأستاذ عبد الحليم زيدان رئيس معهد برامج التنمية الحضارية رؤية لمستقبل التنمية، أعقبها نقاش مفتوح.
وقال الدكتور علي بن إبراهيم النملة في مداخلته: إن التنمية الاجتماعية في تعريف عاجل لها، هي الارتقاء بالإنسان في جميع جوانبه، ويمكن أن يضاف إلى هذا الإنسان البيئة كذلك، وللتنمية الاجتماعية تعريفات عدة، تصب في مفهوم الارتفاع والزيادة وإشباع الحاجات الاجتماعية للإنسان، من خلال سلسلة من التغييرات الوظيفية والهيكلية اللازمة لنمو المجتمع بزيادة قدرة أفراده على استغلال الطاقات المتاحة إلى أقصى حد ممكن، ولذا نجد أن هذا المفهوم حاضر في مراكز التنمية الاجتماعية بحيث تعمل على تنمية الإنسان تربوياً ونفسيا ومهنياً وجسميا وثقافيا وفكريا، ولكل هذه المجالات مقوماتها في مركز التنمية الاجتماعية.
وأضاف أن تقرير الأمم المتحدة المعني بالبلاد العربية المصاغ بأقلام عربية، قد شطح في الدخول في قضايا الحرية وما يدور حولها باسم التنمية الإنسانية، مما قد يدخل في مسألة تسييس هذا القطاع الاجتماعي، والتشطيح به في متطلبات هي مهمة، ولاشك ولكنها تأتي على حساب الحاجات الفعلية الأساسية والضرورية الماسة والضرورية في مجالات التنمية البشرية الاجتماعية.
وتتجاذب التنمية الاجتماعية من حيث الاختصاص، ثلاثة مرافق في الدولة هي: الحكومة والقطاع الأهلي ـ الخاص، والقطاع الخيري ـ الثالث، وبيّن أن هذا التجاذب هو إيجابي في طبعه، إذ تكتنفه روح المنافسة غير المعلنة، فالحكومة مهما كانت طبيعة الحك فيها، من حيث المركزية من عدمها، لا تريد أن توصف بالتقصير في هذا المجال، في ضوء حضور القطاع الأهلي، كما أن الحكومة من منطلق سيادي تقوم بتنظيم العمل الخيري، من خلال وضع النظم « القوانين» واللوائح التي تضبط العمل الخيري وتحاسب الهيئات الخيرية من خلاله.
وقال إن البعد القانوني بعد مهم من أبعاد تنمية العمل الخيري، فيه ضمانة لعدم سوء استغلال العمل الخيري في أعمال غير خيرية، الذي يلزم الحكومة التأكد منه، كما أن فيه تبرئة للهيئات الخيرية من أي محاولة للنيل من أدائها، إذا ما كانت تدور في فلك التنظيم القانوني الحكومي، بما في ذلك وجود محاسبين قانونيين يتابعون أداء الهيئات الخيرية مالياً.
وأكد د.علي النملة أن القطاع الأهلي ملزم شرعاً وأدبا أن يسهم في التنمية الاجتماعية عن طريق الوقوف مع الهيئات الخيرية بالدعم المعنوي من خلال الإسهام المعنوي في تبني مشروعات تنمية الأعمال الخيرية، وكذلك الدعم المادي عن طريق دفع الزكوات والصدقات والمنح والهبات والأوقاف وقسط من الضرائب في مجتمعات تفرض فيها الضرائب مما أبرز ظاهرة المؤسسات الخيرية الخاصة، في مقابل الجمعيات الخيرية العامة في تكوينها وتغطيتها وليس بالضرورة في اختصاصها.
وقال إن موضوع المؤسسات الخيرية الخاصة مثل هذه المؤسسة المباركة مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية، يحتاج في سبيل تطوير أدائها وتنمية برامجها إلى تركيز أكثر مما هي عليه الآن وتأصيل علمي في أدائها وتوخي الحذر في جلب العاملين بها، في شتى أوجه نشاطها وأماكن ذلك النشاط، ذلك أن الهيئات الخيرية أضحت ملاحقة بوضوح أكثر، بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م الموافق 22/6/422هـ، حيث كان من محاولات محاصرة الإرهاب التعرض للهيئات الخيرية في العالم الإسلامي، والباذلين لها، بحجة أنها أضحت وسائل لدعم الإرهابيين بالمفهوم الآخر للإرهاب، بالإضافة إلى اتهامات لرموز فعل الخير في البلاد العربية والإسلامية، الأمر الذي يحتاج معه إلى سد المنافذ التي يمكن أن يدخل من خلالها الشك، أو التشكيك في سوء استغلال العمل الخيري.
موضحاً أن القطاع الثالث ـ الخيري ملزم في أن ينفذ برامجه التنموية في المجتمع ويسعى إلى تطوير أدائه دورياً لينال ثقة الطرفين الآخرين، الحكومة والقطاع الأهلي بصفتهما الداعم الرئيسي لبرامج العمل الخيري مادياً ومعنوياً.
وفي ضوء هذا التجاذب الطيب صار لزامنا على القطاع الخيري العمل على التخفيف من هذا الاعتماد التام على الموارد المالية من القطاعين الحكومي والأهلي باللجوء إلى استثمار هذه الموارد فيما يعود بدخل منتظم على الجمعيات الخيرية.
والحديث هنا ينصب على تنمية القطاع الخيري ـ الثالث في سبيل تنمية المجتمع ويغفل التمهيد التاريخي والثقافي لمفهوم العمل الخيري، تقديراً للموقف ولا بد من التأكيد مع هذا على أن العمل الخيري لا يمكن أن ينسلخ من الخلفية الثقافية للعاملين عليه، والممولين، مهما قيل إن هذا الاعتبار غير وارد في هذا المجال.
المعلوم أن العمل الخيري في مجمله يقوم على التطوع، ولذا أصبح لزامنا على المعنيين بهذا العمل أن يطوروا من مفهوم التطوع في العمل الخيري، والأصل في التطوع بحد ذاته أن يكون عملا خيرياً في نظر القائمين عليه، ذلك أن المفهوم يخضع لاعتبارات ثقافية وخلفيات فكرية، تطوع العمل الخيري لتحقيق أهداف ثقافية بما في ذلك الخلفيات الدينية، فالحملات التنصيرية تنطلق من مفهوم خيري في تنصير العالم، وغالب من يقوم عليها ميدانيا متطوعون وتزيد نفقاتها السنوية على ثلاثمائة وعشرين مليار دولار، حسب آخر الإحصائيات عن نشرة الإرساليات الدولية لعام 2003 وتعمل على تنفيذ مشروعات تنموية في أفريقيا وجنوب شرق آسيا وذلك مثل التدريب والتطبيب والتعليم وشق الطرق وبناء المؤسسات التنموية، بل ربما وصل الأمر إلى إنشاء المطارات تستخدمها الحملات التنصيرية لأغراضها التنصيرية وغيرها وتتيح للأهالي استخدامها كذلك.
الجلسة الثانية
وعرض السيد وندل بلو في بداية الجلسة الثانية التي أدارها الدكتور محمد السلومي أثر القوانين على العمل الخيري، خاصة ما بعد الحادي عشر من سبتمبر وكذلك تناول الدكتور هيثم مناع مدير المكتب الدولي للجمعيات الإنسانية والخيرية النتائج الكارثية لمحاصرة الجمعيات الخيرية، وتناول الدكتور علوي شهاب وزير العمل الإنساني الإندونيسي السابق والدكتور عصام يوسف الأمين العام لائتلاف الخير والدكتور حقار أحمد مدير مكتب الندوة بتشاد وإبراهيم الحاج من منظمة الدعوة بالسودان، تناولوا تضرر المنظمات الخيرية من قوانين ملاحقة الإرهاب في نماذج واقعية.
الجلسة الثالثة
وبعد استراحة للغداء بدأت الجلسة الثالثة التي اختتمت بها فعاليات اليوم الأول من المؤتمر الخيري الخليجي والتي أدارها الأستاذ وليد المشاري، بدأت بمحاضرة للسيد عادل القليش من المجموعة المالية لمكافحة غسل الأموال بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعنوان «العمل الخيري والمتطلبات الدولية»، وتناول مساعد الوقيان من إدارة الجمعيات والمبرات بوزارة الشؤون بالكويت العمل الخيري والمتطلبات المحلية.
وفي مداخلة له في الجلسة الثالثة تناول سعادة الشيخ عبد العزيز بن عبدالرحمن آل ثاني نماذج خليجية لتحقيق التوازن في العمل الخيري واختتمت الجلسة الثالثة بمحاضرة الشيخ سلمان العودة حول الضوابط الشرعية للشراكة الدولية.
اجتماع الجمعيات الخيرية
أكد السيد علي بن عبد الله السويدي مدير عام مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية، عقب اجتماع ممثلي الجمعيات والمؤسسات الخيرية الخليجية المشاركة في المؤتمر، أنه تم التوصل إلى اتفاق يقضي بإنشاء مكتب تنسيقي يضم كل الجمعيات الخيرية على مستوى دول الخليج العربية.
وقال السويدي بأن هناك العديد من القضايا التي نوقشت في الاجتماع، وقد تم التوصل إلى اتفاق على إنشاء مكتب تنسيقي يضم كافة الجمعيات والمؤسسات العاملة في المجال الخيري بدول الخليج، على أن يكون مقره دولة الكويت.
وأضاف رداً على سؤال عن موعد البدء في إنشاء هذا المكتب قائلاً إنه سوف يبدأ العمل في إنشاء هذا المكتب وبحث كافة الأمور التنظيمية المتعلقة به فورا حيث تتولى هيئة الأعمال الخيرية بالكويت الإشراف العام عليه.
وحول أهم القضايا التي تمت مناقشتها في الاجتماع قال السيد علي السويدي مدير عام مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية المنظمة لفعاليات المؤتمر: إن اجتماع ممثلي الجمعيات والمؤسسات الخيرية الخليجية قد بحث قضية التنسيق بين الجمعيات وتوحيد جهودها في هذا المجال سواء على مستوى العمل في دول الخليج أو على مستوى العالم.
جلسات اليوم الثاني
وقد شهد اليوم الثاني للمؤتمر عقد ورشتي عمل حول الشراكة بين القطاعات الحكومية والخاصة والخيرية وإدارة التغيير. الرابعة والخامسة
وجاءت الجلسة الرابعة من جلسات المؤتمر التي أدارها الدكتور محمد غانم العلي تحت عنوان مبادرات لتفعيل شراكة العمل الخيري وناقشت مبادرة المنتدى الإنساني والعالمي وآليات وتطبيقات الجودة الشاملة في المنظمات الخيرية، ومبادرة منترو.
وأدار السيد عادل المعاودة الجلسة الخامسة التي ناقشت ضوابط الشراكة الدولية في العمل الخيري، ودارت حول عدة محاور منها معاني وآليات الشراكة الدولية والالتزامات المطلوبة للشراكة الدولية «الأخلاقية والمسلكية».
التوصيات والبيان الختامي
وفي ختام المؤتمر أصدر المؤتمرون البيان الختامي الذي تضمن عددا من النقاط الكفيلة بالنهوض بالعمل الخيري على مختلف الصعد منها:
تعزيز الشراكة بين القطاع الحكومي والقطاع الخيري في تطوير اللوائح والأنظمة للعمل الخيري وتفعيلها، مع الاستفادة من القوانين الدولية للعمل التطوعي، والتعاون في وضع وتنفيذ البرامج التنموية المحلية والخارجية بين القطاعين الحكومي والتطوعي «الأهلي»، ودعا المؤتمرون إلى إنشاء مركز للبحوث والدراسات لاستشراف مستقبل العمل الخيري وبناء الخطط الإستراتيجية على ضوء تلك الدراسات، وأكد المؤتمرون أهمية عرض بعض الدراسات في المؤتمر الخليجي القادم، وتطوير سبل وإطارات ولقاءات خاصة للاستفادة وتبادل الخبرة من التجارب المتميزة في تنمية العمل الخيري، ودعوة العلماء وطلبة العلم والمجالس الفقهية والهيئات العلمية للمساهمة في إعداد الدراسات الشرعية للعمل الإنساني الدولي على ضوء الواقع ومستجداته، وتطوير إستراتيجية الخطاب الإعلامي، بما يخدم أهداف الجمعيات الخيرية والدعوة إلى المشاركة الفعالة في التجمعات الدولية والاستفادة منها ومن المبادرات الأخرى في حماية العمل الخيري، ودعوة الأمم المتحدة لتبني الإعلان العالمي لحماية المؤسسات والعاملين في العمل الخيري ليكون هذا الإعلان الأساس لأي تصنيف أو تقييم لهذه الجمعيات والمؤسسات خارج الاعتبارات السياسية أو الانتقائية أو الاجتزائية.
كما دعا المؤتمرون إلى التوصيات الخاصة بمؤسسات العمل الخيري وهي: رفع مستوى مساهمة المرأة في برامج القطاع الخيري مع تفعيل دورها في المؤتمرات والمحافل الخيرية المحلية منها والدولية وفق الضوابط الشرعية، ومطالبة اللجنة التحضيرية للمؤتمر الخليجي السنوي بمتابعة تنفيذ توصيات ونتائج المؤتمرات مع تقديم تقرير للجنة التنسيقية العليا ويقدم كتقرير في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر القادم، وضرورة التوازن بالاهتمام في تنفيذ المشاريع التنموية المتوسطة وطويلة الأجل في دول العالم إلى جانب المشاريع الدعوية والإغاثية العامة، وتفعيل وتطوير اللقاءات التنسيقية بين مؤسسات العمل داخليا وخارجيا، ووجه المؤتمرون الشكر إلى كل من مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية، ومبرة الأعمال الخيرية لاستضافتها المؤتمر الأول في الكويت والرعاة المساهمين والشخصيات والمحاضرين، والشكر موصول إلى حكومة دولة قطر وشعبها لاستضافتها هذا المؤتمر، كما شكر المؤتمرون دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بـ دبي في دولة الإمارات العربية الشقيقة على استضافة المؤتمر الخيري الخليجي الثالث القادم.
بيان مناصرة النبي
وطالب المؤتمرون في بيان أصدروه لمناصرة الرسول صلى الله عليه وسلم بالاعتذار الرسمي للمسلمين مع معاقبة من تسبب في إثارة هذه القضية، وسن القوانين المحلية والدولية لمنع المساس بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام ومحاسبة كل من يتعرض لهم بالإساءة، والتأكيد على استمرار المقاطعة حتى تؤتي ثمارها المرجوة، ودعت المؤسسات والجمعيات الخيرية للتعريف بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وإظهار سماحة الدين الإسلامي، مع دعوة الندوة العالمية للشباب الإسلامي بالسعودية، وجمعية الإصلاح بالبحرين ومؤسسة عيد الخيرية في قطر، وجمعية دار البر بالإمارات، وجمعية الإصلاح الاجتماعي بالكويت، إلى متابعة القضية ومستجداتها على جميع الأصعدة.
كما وجهوا دعوة إلى فك الحصار عن الشعب الفلسطيني في بعده الإقليمي والدولي وبجميع أشكاله المالية والإعلامية، والمساهمة في إبراز الدور الذي يقوم به الشعب الفلسطيني لنصرة قضيته العادلة في جميع المحافل والمنتديات، والمساهمة مع القطاعات الخيرية والإنسانية في إيصال الأموال والاحتياجات إلى هذا الشعب المحاصر، كما يدعو المؤتمر جميع مؤسسات المجتمع المدني بالعالمين العربي والإسلامي إلى أن يكثفوا من حملات المناصرة والإبقاء على الذاكرة العربية والإسلامية حية متفاعلة مع هذه القضية الإنسانية والمركزية.
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=72912